بين ثورة أيلول وجمهورية عفاش والأحمر!!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
لا أحد منا ضد ثورة 26 أيلول/ سبتمبر، التي فشلت في تحقيق حتى هدف واحد من أهدافها، بل نقول إنها ثورة تم إجهاضها من قبل القوى الخارجية وتقاسم الوصاية والهيمنة على اليمن من قبل تلك القوى (مصر والسعودية) حتى وصول الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي إلى السلطة، والذي حاول إنهاء الدور المصري والسعودي في اليمن، وقد نجح في التخلص من الوصاية المصرية؛ كون مصر كانت مشغولة في استعادة الأرض والكرامة التي سقطت في العدوان الصهيوني على مصر بما يسمى نكبة 67 واستعادة بعض تلك الأراضي والكرامة المصرية في تشرين الأول/ أكتوبر 1973، قبل أن يقوم السادات لاحقاً بالتطبيع مع كيان العدو الصهيوني. أما عن الوصاية السعودية فلم يكن النظام السعودي مستعداً لترك موقعه في اليمن بتلك السهولة، بل وجد في انشغال مصر فرصة ذهبية لبسط نفوذه على اليمن.
ولم يدُم الأمر طويلاً، ليحقق النظام السعودي ذلك وتمت عملية التخلص من الرئيس الحمدي وكل من كان يرفض نظام الوصاية، بعمليات اغتيال سريعة ومخادعة قامت بها أدوات النظام السعودي في اليمن وبتخطيط ومساعدة من جهاز المخابرات البريطانية وبتمويل وإشراف السفير السعودي الذي تولى المهمة كاملة، لتقوم بعد ذلك جمهورية من نوع آخر، يتم رسم سياساتها في قصر اليمامة بالعاصمة السعودية الرياض وتنقل عبر السفير السعودي إلى الأدوات في صنعاء للتنفيذ.
وبالتالي يمكن لنا تسمية تلك الجمهورية «جمهورية علي عفاش وعائلته وشركائه» (علي محسن الأحمر والشيخ عبدالله الأحمر)، واستمرت ما يقارب أربعة عقود، تقاسموا خلالها السلطة والنفوذ وممتلكات الشعب وأراضي الدولة والأوقاف والقطاع الصناعي والوكالات التجارية والجيش ومعسكرات الدولة والوزارات، والأهم من ذلك قطاع النفط والغاز ومناجم الذهب والثروة السمكية، وحتى العمالة للخارج كانت مقسمة بينهم.
وعندما قامت ثورة 11 شباط/ فبراير بسبب خلافات بين جمهورية عفاش وعائلته وجمهورية عيال الأحمر تدخل النظام السعودي لإنقاذ تلك الجمهورية ونظام الوصاية، وتم إطلاق ما سمي «المبادرة الخليجية»، وإعادة جمهورية المقاسمة والمناصفة، على أن يكون رأس الهرم هذه المرة بيد عيال الأحمر، وتشكيل حكومة المناصفة بقيادة باسندوة، صبي حميد الأحمر، وفرض نظام الوصاية بشكل أكبر وأعمق مما كان عليه في السابق، ليصبح حتى قرار تعيين مدير قسم شرطة من صلاحيات السفير السعودي.
واستمر الأمر إلى 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وقيام الثورة اليمنية الوحيدة التي لم تأتِ من الخارج ولم يكن للخارج يد فيها، بل إن محاولات الخارج لإجهاضها مستمرة حتى اللحظة.
تلك الثورة اقتلعت جمهورية عفاش وبيت الأحمر ونظام الوصاية الخارجية، واستعادت الجمهورية اليمنية، وعملت على تحقيق أهداف ثورة 26 أيلول/ سبتمبر. واليوم، وبعد ثماني سنوات من قيام ثورة 21 أيلول/ سبتمبر المقدسة تم بعون الله تحقيق أهم تلك الأهداف والمتمثل في القضاء على الوصاية والهيمنة الخارجية ومخلفات تلك الوصاية، وبناء جيش وطني قوي وقادر على حماية الوطن وتثبيت الأمن والاستقرار، وأقامت حكماً جمهورياً عادلاً، وتسير نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي، وهي في الطريق أيضاً لتحقيق باقي الأهداف.

أترك تعليقاً

التعليقات