سلم سلاحك
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تتذكرون هذه العبارة، النداء المهيب، لأبطال الجيش وهم يداهمون بكل شجاعة إقدام وبسالة اقتحام ثكنات الجيش السعودي. نعم “سلم سلاحك يا سعودي” هي نفسها يتكرر اليوم إلقاؤها على تحالف العدوان بعدما حصر في الزاوية الضيقة، إنما ليس لتسليم سلاحه العسكري، بل لآخر أسلحته المُجَرّمة في أعراف وقوانين الحروب والقيم الإنسانية. حصاره الملاحي والاقتصادي لليمنيين، وهذا ما يتلكأ فيه بدوافع عدة.
تدرك دول التحالف السعودية والإمارات ومن ورائهما دول التحالف الانجلو-صهيوني (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل) أن الحرب العدوانية على اليمن قد باءت بالفشل وتعلم أن أسلحتها العسكرية الحديثة والفتاكة والباهظة، قد انكسرت أو سحقت وفشلت، ولم يبق معها من سلاح تراهن عليه لفرض الاستسلام عدا سلاح الحصار الملاحي والاقتصادي.
يعلمون أكثر من غيرهم أن سلاح الحظر الجوي والبحري على مطارات وموانئ اليمن كافة لا مطار صنعاء وميناء الحديدة وحدهما، والحصار البري، وتجفيف ونهب إيرادات الدولة وتدمير عملتها وقطع وتأخير رواتب الموظفين بعموم اليمن؛ أسلحة حرب غير مشروعة، مجرمة ومحرمة، وأن رفع الحصار الملاحي والاقتصادي يعني تسليم سلاحهم.
وعمليا، لا معنى لأي اتفاق تمديد هدنة يقضي فقط بوقف إطلاق النار، لشهرين أو حتى عام، عدا تأمين قوات تحالف العدوان في الأراضي اليمنية الخاضعة لها وفي داخل أراضي دول التحالف ومنشآتها النفطية والغازية والاقتصادية من هجمات الجيش اليمني الجوية والصاروخية. وتبعاتها الكبيرة بالذات في ظل الظروف الدولية الراهنة، للحرب الروسية الأوكرانية.
دول تحالف العدوان تعرف هذا سلفا، وتعلم جيدا أن رد قوات الجيش اليمني الجوية والصاروخية، المعادل الموضوعي والمرادف الطبيعي لاستمرار اعتداء دول التحالف على اليمن وقرابة 30 مليون يمني، بسلاح حصارها الملاحي والاقتصادي، سلاح العقاب الجماعي والإخضاع القسري لإرادة البشر، المُجرم بموجب جميع التشريعات والمواثيق والمعاهدات الدولية كافة.
هذا أمر تعرفه حق المعرفة دول تحالف العدوان، لكنها تحاول المراوغة والمناورة لتمديد الهدنة وفق شروط تضمن الحيلولة دون تسليم سلاحها الإجرامي المُحَرم والمُجَرَم بإجماع تشريعات وقيم وأعراف الإنسانية، لاستهدافه المباشر أسباب العيش ومقومات الحياة لقرابة ثلاثين مليون مدني في عموم اليمن، وتسببه بإبادة للإنسانية.
لا مناص فعليا أمام تحالف العدوان على اليمن من إعلان هزيمته وكف جميع أسلحته العدوانية بعد ثمان سنوات من الفشل في كسر إرادة اليمنيين الحرة وفي إرغامهم على الرضوخ لأجنداته الخبيثة لليمن، تدميرا لمقدراته وتمزيقا لنسيجه المجتمعي وتقسيما لكيان دولته وسلبا لاستقلالها وسيادتها واحتلالا لسواحلها وجزرها ونهبا لثرواتها.
تلك هي النهاية الحتمية، عاجلا أم آجلا، مع فارق كبير في حجم الكلفة لهذه النهاية وبخاصة الاقتصادية. ستكون الكلفة أقل كلما أسرع تحالف العدوان في كف أسلحة عدوانه على اليمن، وجنح إلى السلام العادل والشامل والدائم بين دوله واليمن، على قاعدة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وندية علاقات تبادل المنافع والمصالح.

أترك تعليقاً

التعليقات