رأي
 

محمد ناجي أحمد

نختلف مع صلاح الدكاك في انفعاليته، وعنف اللغة لديه، تلك التي يوظف فيها المجاز والاستعارات والتشبيهات والمحسنات، بأقسى وأقصى ما تمتلكه دلالة تستهدف إسقاط الخصم... لكن الرجل كموقف صادق في ما اختاره وآمن به من طريق نختلف في رموزه وعلاماته، ونتفق في وجهته الكلية، التي أساسها أن الثورة صراع مع ما يمثله الغرب من استغلال وسيطرة واستعمار بوجوه متعددة، ليس منها فقط مصادرة السيادات والإرادات والثروات، لكنه أصبح يستولي على الروح، ويفرغ العقول من بصيرتها، واضعاً بدلاً عنها سلطة الصورة، التي تزيف الوعي، وتكرس الأوهام القاتلة! 
يحدث أن يسيء صلاح الفهم، فيندفع بمفردته كالطلقة، بلسان حال عمرو بن كلثوم: أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا... فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا. لكنه لا يخطئ طريق الرفض والتصدي. 
له مني التقدير في موقفه من لافتات الغرب المحلية والإقليمية، من البيادق التي تنخرط في مشروع سطو كبير للأمة والجغرافيا والتاريخ والآمال والغايات الوجودية...؛ أولئك الذين ينخرطون برطانة تتجلبب بالقومية والماركسية، وهم داخل كساء السعودية وهادي وحكومته، ابتداء من دورهم في مخرجات تمزيق الوحدة الوطنية، ووصولاً إلى شراكتهم كمستشارين ووزراء ونواب وزراء، وكتبة ومروجين للمشروع الغربي الذي تمثل السعودية قناعه في المنطقة، ثم يتحدثون بحذلقة عن ضرورة التمييز بين السعودية وهادي وحكومته، وبين ما سموه المقاومة، مما يجعل المهزلة في أفقع صورها!

أترك تعليقاً

التعليقات