استقلال الجنوب
 

عبد الحافظ معجب

مافيش أغبى ممن يعتقد أن العدو الخارجي جاء لإنقاذ اليمن، إلا مجنون يظن أن دول الغزو والاحتلال ستمنح جنوب اليمن انفصالاً، أو ستعطيهم دولة مستقلة عن الجمهورية اليمنية.
الجواب واضح من عنوانه، والأمر لا يحتاج إلى بحث أو جهد لمعرفته واكتشافه، فبعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من المحافظات الجنوبية، ودخول القوات الإماراتية والسعودية والسودانية والمرتزقة الأفارقة والأجانب، شهدت عدن وبقية محافظات الجنوب أسوأ أيامها، وغرقت في الفوضى.
القوات التي جاءت لتحرير الجنوب احتلته، وأمسكت بمقاليد الحكم والإدارة، بعد أن أحكمت قبضتها على كل المرافق والمؤسسات الحيوية، واشتغلت بقذارة ولتحقيق أهدافها الأساسية بنشر الفوضى والانفلات الأمني وانتشار الجماعات المسلحة والمتطرفة لاستخدامها كفزاعة ومبرر لتواجدها وسيطرتها على البر والبحر والجو كضرورة أمنية للدفاع عن المواطنين في عدن من أي خطر قادم من الشمال وشمال الشمال، والبعض مصدقين هذا الكلام على أساس أن الإمارات حشدت قواتها وآلياتها وبوارجها عشان سواد عيونهم.
بموجب القانون الدولي يعتبر جنوب اليمن محتلاً من قبل قوات أجنبية، وتنص المادة 42 من لائحة لاهاي على أن أرض الدولة تعتبر محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو، وتنص المادة الثانية المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، على أن هذه الاتفاقيات تسري على أية أرض يتم احتلالها أثناء عمليات عدائية دولية.
ووفق القانون الدولي الإنساني تصبح قواعد القانون ذات الصلة بالأراضي المحتلة واجبة التطبيق عندما تقع أرض ما تحت السيطرة الفعلية لقوات مسلحة أجنبية معادية، حتى إذا لم يواجه الاحتلال أية مقاومة مسلحة، ولم يكن هناك أي قتال.
من عجائب الزمن أن اليمن الكبير باسمه وتاريخه ومكانته، يتعرض للاحتلال من دويلة مثل الإمارات، وهذا طبعاً بفضل التافهين المتهافتين على الدينار والدرهم، الذين رفضوا تواجد الجيش واللجان القادمين من شمال البلاد، ورحبوا بالمحتل الأجنبي القادم من خارج البلاد.
التدمير لعدن، والأطماع في سقطرى، والعين على باب المندب، النفوذ الإماراتي المدعوم من واشنطن يتمدد من خلال استئجار قواعد عسكرية في كل من إريتريا وجيبوتي والصومال وسقطرى اليمنية، فضلاً عن استئجار العديد من الموانئ، إما لاستخدامها للاستيراد والتصدير، أو تعطيلها خوفاً من تأثيرها على ميناء جبل علي الإماراتي.
ووفق تقرير استخباراتي نشره موقع (تاكتيكال ريبون)، تعمل أبوظبي على إعداد مشروع لمنح الجنسية الإماراتية لسكان جزيرتي ميون وسقطرى، ومنحهم أوراقاً ثبوتية تسمح لهم بالانتقال للعمل في الإمارات.
شباب عدن والضالع ولحج شحنوهم للموت في الجبهات، وشباب سقطرى وميون بايغربوهم، وعيال زايد ومرتزقتهم محتلين للبلاد.
دول الغزو والاحتلال عارفين إيش يعملوا و(ما مصلي إلا وساهن مغفرة)، وعلى المغفلين الراكنين على انفصال وتحرير ولعينة الملعونة، أن يلتفتوا حولهم، ويشاهدوا بأعينهم الوضع بالعاصمة المؤقتة، وماذا قدمت لهم السعودية أو الإمارات، لا أمن ولا أمان ولا كهرباء ولا معاشات ولا إعمار ولا حتى شربة ماء نظيف.
حتى حراسة قصر معاشيق أغلقوا أبواب القصر، لأنهم لم يستلموا مرتباتهم منذ عدة أشهر، والأموال المطبوعة في روسيا تتكدس في دهاليز وسراديب القصر.
الناس تموت في المستشفيات بعدن، ومش لاقيين علاج أو رعاية، والعجزة وكبار السن يموتون في البيوت بلا كهرباء، وعاد الصيف جاي، وربنا يستر.
بشوية عقل وقليل تفكير؛ الذي جاء الى اليمن معتدياً وإلى الجنوب غازياً طامعاً، ولم يقدم أي شيء للإنسان العدني والجنوبي، كيف سيقدم لكم دولة على طبق من ذهب؟! خف الله عقولكم يا مجانين.

أترك تعليقاً

التعليقات