قمة النائمين والسقوط العربي
 

محمد عبده سفيان

عقدت الأربعاء الماضي في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، ما تسمى (القمة العربية) الدورة الـ28، والتي يبدو أنها أخذت من المكان الذي عقدت فيه نصيباً، فقد جاءت قمة ميتة بكل ما تعنيه الكلمة، سواء من خلال البيان الختامي الصادر عنها، أو من خلال نوم بعض رؤساء الوفود المشاركة أثناء جلستي أعمالها الافتتاحية والختامية، وكان في مقدمة النائمين (الفار) عبدربه منصور هادي رئيس جمهورية (فنادق الرياض)، ورئيس جمهورية جيبوتي، وأمير دولة الكويت..
كما أنها تعد قمة المسخرة العربية، فقد غادر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز قاعة الاجتماع أثناء إلقاء أمير دولة قطر تميم بن حمد بن خليفة كلمته، وهو ما يعد مخالفاً للبروتوكولات المتعارف عليها في مثل هذه اللقاءات على مستوى القمة، كما يعد إهانة لدولة قطر وأميرها والوفد المرافق له.
ليس ذلك وحسب، بل إن هذه القمة تعد قمة السقوط العربي في وحل المشروع الصهيوأمريكي، والمضحك أن هذا السقوط تجسد بسقوط رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن راشد آل مكتوم، على الأرض، عند نزوله من سلم الطائرة.
قمة النوم والمسخرة والسقوط والعار العربي عقدت في الأردن بغياب سوريا العروبة.. سوريا الأسد والصمود، بينما شارك فيها قادة أنظمة الانبطاح العربي، وفي مقدمتهم المشاركون في تحالف الشر العربي والعالمي وعاصفة الجرم السعودي في حق وطننا وشعبنا اليمني، والمتمثل بالعدوان البربري الغاشم والحصار الجائر منذ 26 مارس العام قبل الماضي 2015م. فبدلاً من أن تتخذ هذه القمة المسماة مجازاً (العربية)، قراراً ملزماً بوقف العدوان على اليمن وإنهاء الحصار، تم التأكيد في البيان الختامي الصادر عنها على دعم ما سموه (الشرعية الدستورية) ممثلة بمن لاشرعية له (الفار هادي)، وهو ما يعني دعم استمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني.. وبدلاً من التأكيد على أن الحل في اليمن لن يكون عسكرياً وإنما سياسياً، أكد البيان الختامي على أن (أي مفاوضات لابد أن تنطلق من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن)، وهو ما يعني إرغام الشعب اليمني على القبول بما سيتم فرضه من قبل النظام السعودي والمتحالفين معه في عاصفة الجرم من أنظمة الشر العربي والعالمي.. كما أن بيان قمة (النوم) العربية لم يشر من قريب ولا من بعيد للوحدة اليمنية، والتأكيد على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، بالرغم من أن قائد عاصفة الجرم السعودي العربي في حق الشعب اليمني الملك سلمان، أكد في كلمته التي ألقاها في القمة، على (وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وعلى الحل السياسي السلمي).. بينما الفار هادي أكد في كلمته أنه لاسلام مع السلطة الفعلية الموجودة في صنعاء، وأن الحل هو عن طريق الحسم العسكري.. وقال: (إننا على مشارف النصر الكبير، وبتنا اليوم قاب قوسين أو أدنى من النهاية).
قادة الدول المشاركون في قمة العار العربي لم يتخلوا كعادتهم في كل قمة عن تأكيدهم على مد أيديهم للسلام مع الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، حيث أوردوا في البيان الختامي لقمتهم ضرورة (التمسك والالتزام بمبادرة السلام العربية كما طرحت في قمة بيروت عام 2002م)، رغم أن الكيان الصهيوني رفضها جملة وتفصيلاً.
قمة البحر الميت كانت ميتة بكل ما تعنيه الكلمة، فلم تتبنَّ أية مبادرة لإنهاء العدوان والحصار على اليمن أو ما يحدث في سوريا وليبيا، ولذلك فهي تعد بحق قمة العار والسقوط العربي.

أترك تعليقاً

التعليقات