حامد البخيتي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي، عليه السلام، وفي ظل تصاعد وتيرة التحركات السعودية والدولية ضد الشعب اليمني، والتي تأتي في إطار رسم سيناريوهات جديدة لاستهداف الشعب اليمني من خلال اتخاذ بني سعود أموال الله دولاً لشراء مواقف ورسم توجهات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وذلك لتأييد استمرار استهداف اليمن أرضاً وإنساناً..
وفي ظل المساعي الدولية لإفشال مشاورات الكويت للسلام، بالتزامن مع الغارات والخروقات المتواصلة والتحشيد والزحوفات واحتلال حضرموت ودخول القوات الأمريكية قاعدة العند والتحشيد في محافظات مأرب والجوف وشبوة، الأمر الذي يوضح لأبناء اليمن السبب الحقيقي وراء إفشال مشاورات الكويت من قبل بني سعود وحلفائهم، الذين اتخذوا أموال الله دولاً من خلال شراء التأييد الدولي، واتخذوا عباد الله خولاً من خلال حشد المرتزقة لقتال أبناء الشعب اليمني، واتخاذهم لأهل اليمن -أهل الإيمان والحكمة- وهم الصالحون، حرباً وعدواناً، وإعادة تمركزها على الأراضي اليمنية المحادة لها، والتي احتلتها سابقاً لتشن من هناك عدوانها على بقية الأرض اليمنية..
ظهر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمته إلى الشعب اليمني والعالم، مؤكداً لدول العدوان أن استسلام الشعب اليمني لدول النفاق وأعداء الأمة أمر غير وارد بتاتاً، ويدعو كقائد كل قادر على النفير أن يتوجه إلى جبهات القتال لرفدها، ولتكن هذه الكلمة التي تأتي في مرحلة حرجة يستهدف فيها الشعب اليمني من قبل دول النفاق، وبغطاء وتأييد دولي في ارتكابها الجرائم البشعة في حق أبناء اليمن، وظلم لا يوجد له نظير على وجه الأرض ظاهراً.
ليظهر السيد القائد أمام أعداء الشعب اليمني كالإمام علي في ثباته وعزمه وبصيرته وإيمانه وقوة إرادته، موضحاً ومرشداً وقائداً لكل ما يحتاج إليه الشعب اليمني اليوم لمواجهة العدو السعودي وحلفائه، والذين يتخذون من رغبة اليمنيين للسلام غطاء للحشد السياسي والعسكري والإعلامي لاستهداف الشعب اليمني في قادم الأيام، ودعا السيد القائد الشعب اليمني لأن يكون حذراً ويقظاً لما تحيكه له دول النفاق، وموجهاً الشباب للالتحاق بجبهات القتال لإسنادها.
وقارن السيد القائد بين واقع دول النفاق، وعلى رأسها السعودية، وبين دولة بني أمية، التي اتخذت من الإسلام الشكلي مطية ليتخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً والصالحين حرباً والفاسقين حزباً، لاستمرار دول العدوان في تحشيدهم العسكري والسياسي والإعلامي ضد أبناء الشعب اليمني الذي يمثل الشجاعة والإيمان والأصالة في الإسلام. ومرشداً لأبناء اليمن في كلمته إمكانية إلحاق الهزيمة بأعدائهم مهما خططوا ومكروا وحشدوا، متكلين ومعتمدين في ذلك على الله ناصر المظلومين.
وبمقارنة كلمة السيد القائد في ظلم لا نظير له على الأرض، يتعرض له أهل اليمن، مع كلمة الإمام علي لأهل مصر، نستطيع أن نجزم بأن أهل اليمن سينتصرون على أعدائهم تحت قيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي، حفظه الله، والذي ثبت لليمنيين خلال عام صدقه وعزمه وقوته وثباته في قيادته الشعب اليمني لمواجهة العدوان والإجرام الباغي على أهل الإيمان والحكمة، ومن وصفهم الله بأنهم (أولو قوة وأولو بأس شديد).
نص رسالة الإمام علي إلى أهل مصر: (إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وَهُمْ طِلَاعُ الْأَرْضِ كُلِّهَا، مَا بَالَيْتُ وَلَا اسْتَوْحَشْتُ، وَإِنِّي مِنْ ضَلَالِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ وَالْهُدَى الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ لَعَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ نَفْسِي وَيَقِينٍ مِنْ رَبِّي، وَإِنِّي إلى لِقَاءِ اللَّهِ لَمُشْتَاقٌ وَحُسْنِ ثَوَابِهِ لَمُنْتَظِرٌ رَاجٍ، وَلَكِنَّنِي آسَى أَنْ يَلِيَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سُفَهَاؤُهَا وَفُجَّارُهَا فَيَتَّخِذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلًا وَعِبَادَهُ خَوَلًا وَالصَّالِحِينَ حَرْباً وَالْفَاسِقِينَ حِزْباً، فَإِنَّ مِنْهُمُ الَّذِي قَدْ شَرِبَ فِيكُمُ الْحَرَامَ وَجُلِدَ حَدّاً فِي الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ حَتَّى رُضِخَتْ لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ الرَّضَائِخُ، فَلَوْلَا ذَلِكَ مَا أَكْثَرْتُ تَأْلِيبَكُمْ وَتَأْنِيبَكُمْ وَجَمْعَكُمْ وَتَحْرِيضَكُمْ، وَلَتَرَكْتُكُمْ إِذْ أَبَيْتُمْ وَوَنَيْتُمْ. أَلَا تَرَوْنَ إلى أَطْرَافِكُمْ قَدِ انْتَقَصَتْ، وَإِلَى أَمْصَارِكُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ، وَإِلَى مَمَالِكِكُمْ تُزْوَى، وَإِلَى بِلَادِكُمْ تُغْزَى. انْفِرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إلى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ، وَلَا تَثَّاقَلُوا إلى الْأَرْضِ فَتُقِرُّوا بِالْخَسْفِ وَتَبُوءُوا بِالذُّلِّ وَيَكُونَ نَصِيبُكُمُ الْأَخَسَّ، وَإِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الْأَرِقُ، وَمَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عَنْهُ. وَالسَّلَامُ).

أترك تعليقاً

التعليقات

عماد الشامي
  • الأثنين , 25 سـبـتـمـبـر , 2017 الساعة 1:10:10 PM

قراءة عميقة و ثاقبة لمسار الصراع الحضاري ومآلاته .. المقال مشورة وافية لصناع القرار السياسي في محور المقاومة والثورة و الأنصار