عدوان الجبناء
 

محمد عبده سفيان

عام و6 أشهر مضت وما زال تحالف الشر العربي الصهيوأمريكي الذي تقوده مملكة بني سعود، يواصل عدوانه البربري الغاشم وحصاره الجوي والبري والبحري الجائر على وطننا وشعبنا اليمني، مرتكباً جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المدنيين الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء.
عام ونصف من العدوان المستمر والمتواصل على الشعب اليمني، استخدم فيه العدو السعودي كل أنواع الأسلحة، بما فيها المحرمة دولياً ـ القنابل الفراغية والانشطارية والعنقودية والفسفور الأبيض ـ واستعان بالخبراء العسكريين والطيارين الإسرائيليين لقصف المنازل والتجمعات السكانية والبنى التحتية والمنشآت الخدمية العامة والخاصة والمدارس والجامعات والكليات والمعاهد والمشافي والمصانع والأسواق ومخازن المواد التموينية والطرقات والجسور والموانئ والمطارات والمواقع الأثرية والسياحية، وحتى المساجد والمقابر لم تسلم من القصف.
بعد عام ونصف من تحالف العدوان السعودي الصهيوأمريكي على الشعب اليمني، أثبتت الوقائع والأحداث للرأي العام المحلي والعربي والعالمي أن حكام مملكة بني سعود جبناء، ولا يمتلكون ذرة من الشجاعة، ولو كانوا غير ذلك لخاضوا الحرب مع اليمنيين رأساً برأس، رغم أنهم يمتلكون أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة، ولكنهم أجبن من أن يخوضوا الحرب لوحدهم ضد اليمنيين، ولذلك عمدوا إلى تشكيل تحالف عسكري من 12 دولة، وبدعم غير محدود من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وجلبوا المرتزقة والإرهابيين من كل أصقاع العالم، للقتال إلى جانب قواتهم وقوات الدول المتحالفة معهم في عاصفة الجرم العربي والمليشيات المسلحة التابعة للفارين عبدربه منصور هادي وعلي محسن وحميد الأحمر وحزب الإصلاح والجماعات السلفية المتطرفة وتنظيمي القاعدة وداعش والحراك الانفصالي.
حكام مملكة بني سعود لديهم الأموال الهائلة التي استطاعوا بها شراء مواقف الدول والحكومات ومجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الحقوقية والإنسانية والعالمية، واستطاعوا بتلك الأموال الهائلة شراء ضمائر بعض اليمنيين، وتوظيف أكبر هالة إعلامية لتبرير العدوان على اليمن، والتغطية على الجرائم البشعة التي يرتكبونها في حق المدنيين من أبناء الشعب اليمني.. كما أنهم يمتلكون أكبر ترسانة عسكرية حديثة ومتطورة وقوة بشرية كبيرة، ولكنهم لا يمتلكون شجاعة وبسالة وإقدام المقاتل اليمني، ولذلك لم يتجرأوا على خوض حرب برية يتواجه فيها أبطال الجيش اليمني المسنودين باللجان الشعبية مع قواتهم الكبيرة ـ درع الجزيرة ـ وقوات تحالف العدوان المعززة بترسانة هائلة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والدبابات والمدرعات والمدافع والصواريخ والعربات الحديثة والمتطورة، لأنهم يدركون أن مقاتليهم لا يمتلكون شجاعة وإقدام وبسالة المقاتل اليمني، وأقصد هنا أولئك الرجال الأبطال الصناديد الشرفاء من أبناء الجيش والأمن واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع البطولات، ويلقنون الأعداء ومرتزقتهم في مختلف الجبهات الداخلية وفي نجران وعسير وجيزان أبلغ الدروس في الشجاعة والفداء والتضحية دفاعاً عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والإباء اليمني.
لأن حكام مملكة بني سعود جبناء، ولأن جيشهم وجيوش حلفائهم في عاصفة الجرم العربي الصهيوأمريكي، أجبن من أن يواجهوا أبطال الجيش واللجان الشعبية على الأرض في جيزان ونجران وعسير، ويقاتلوهم وجهاً لوجه، فقد لجأوا إلى استخدام الطيران في عدوانهم الجبان، والذي يرتكب يومياً عشرات المجازر البشعة في حق المدنيين، باستهدافه الممنهج للمنازل والتجمعات السكانية والأسواق والمصانع والمنشآت العامة والخاصة وصالات الأعراس والطرق والجسور والمدارس والجامعات والكليات والمعاهد والمرافق الخدمية والعسكرية والأمنية، لتغطية الهزائم النكراء التي يتلقونها في نهم ومأرب وذوباب وكرش والجوف وفي جيزان ونجران وعسير.
لقد شاهد العالم أجمع عبر شاشات القنوات الفضائية كيف يفر الجنود السعوديون من مواقعهم المحصنة في نجران وجيزان وعسير، أمام المقاتلين اليمنيين، رغم أنهم معززون بالدبابات والمدرعات والعربات والمدافع ومختلف أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة، ومسنودون بالطائرات الحربية (إف 16) والأباتشي والعمودية، بينما المقاتل اليمني لا يحمل سوى سلاحه الشخصي والرشاش الخفيف والآر بي جي.
لقد شاهد العالم ذلك المقاتل اليمني الحافي القدمين وهو يقتحم الموقع السعودي المحصن في نجران بسلاحه الشخصي، ويصرخ بأعلى صوته (سلم نفسك يا سعودي)، وذلك المقاتل الذي وجه رسالة لحكام مملكة بني سعود من أحد المواقع السعودية التي تم اقتحامها، قال لهم فيها: (أيها الجبناء لماذا تذهبون بطائراتكم لتقتلوا أطفالنا ونساءنا وآباءنا وأمهاتنا في مدننا وقرانا.. لو أنتم رجال واجهونا هنا على الأرض وجهاً لوجه).. فكان رد حكام مملكة بني سعود على ذلك تكثيف الغارات الجوية وارتكاب المزيد من الجرائم البشعة في حق المدنيين، ليثبتوا بذلك أنهم ليسوا جبناء وحسب، بل حقراء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

أترك تعليقاً

التعليقات