محمد عبده سفيان

شهدت العاصمة صنعاء، الاثنين الماضي، لقاء الـ10 رمضان لحكماء وعقلاء اليمن، تحت شعار (وحدة وإخاء)، والذي وقف المشاركون فيه أمام مجمل الاوضاع العامة للوطن والشعب.. وفيما كان حكماء وعقلاء اليمن يعقدون لقاءهم المبارك في مدينة سام بن نوح عاصمة اليمن الموحد صنعاء الحضارة والتاريخ وقلعة الصمود والتصدي، كانت عواصم تحالف العدوان تشهد انفراط عقد تحالف عدوانها البربري الظالم ضد الشعب اليمني المستمر والمتواصل منذ مارس 2015م، حيث أعلنت السعودية والامارات والبحرين ومصر والاردن والمغرب وموريتانيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وطرد بعثاتها الدبلوماسية، ليس ذلك وحسب، بل قامت السعودية والامارات والبحرين بطرد المواطنين القطريين من أراضيها وإغلاق منافذها البرية أمام دخول القطريين إلى أراضيها وإغلاق موانئها الجوية والبحرية أمام الطائرات والسفن القطرية ووقف الحركة التجارية مع إمارة قطر وإغلاق مكاتب قناة الجزيرة التابعة لها وإنهاء تحالفها القذر في العدوان على اليمن، وتوجيه سيل من التهم لها أبرزها دعم الجماعات الارهابية والتآمر على الانظمة العربية بشكل عام والخليجية على وجه الخصوص، ولم يبقَ سوى طردها من (مجلس الشر الخليجي).
في مقالي المنشور الاسبوع قبل الماضي في صحيفة (لا) العدد 80، بعنوان (الخلافات تعصف بتحالف العدوان ومرتزقته)، قلت إن الباطل هو نقيض الحق، ولذلك فمصيره الزوال مهما طال الزمن، والقاعدة الشرعية والقانونية تؤكد أن (ما بني على باطل فهو باطل)، ولان تحالف العدوان البربري الغاشم على وطننا وشعبنا اليمني الذي تقوده وتموله مملكة بني سعود وإمارات الخليج العربي، بني على باطل، فمصيره الفشل والزوال لا محالة، وكل الشواهد والوقائع والاحداث تؤكد ذلك.. وهذا ما حدث بالفعل الاسبوع الماضي، حيث تم طرد إمارة قطر من تحالف العدوان وقطع العلاقات معها، وهو ما يعد بداية انفراط عقد تحالف العدوان من قبل أنظمة الشر العربي والعالمي ضد الشعب اليمني، وبمشيئة الله تعالى سيتم انفراط عقد تحالف العدوان بالكامل، وسينتقم الله من قادة تلك الانظمة الذين تلطخت أيديهم بدماء الابرياء من أطفال ونساء وشيوخ وشباب اليمن، وتدمير مقدرات الشعب اليمني.. فالله يمهل ولا يهمل.
لقاء الـ10 من رمضان الذي ضم حكماء وعقلاء اليمن، شكل نقطة تحول هامة وتاريخية في مسار الصمود والثبات وتعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر، وقد أكد البيان الختامي الصادر عنه أن الخيار الوحيد للشعب اليمني هو الاستمرار في التصدي للعدوان والنضال حتى تحرير كامل الاراضي المحتلة من قبل القوات الغازية التابعة لتحالف العدوان السعودي الامريكي، والحفاظ على وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً وصون سيادته واستقلاله، ورفض كل أشكال الوصاية الخارجية عليه، وعدم السماح بأي عمل لتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني وخلخلة وحدة الصف والجبهة الداخلية، وتعزيز الشراكة الوطنية ودعوة المغرر بهم للعودة إلى صف الوطن.
في افتتاح أعمال لقاء الـ10 من رمضان ألقى رئيس المجلس السياسي الاعلى كلمة وضع من خلالها النقاط على الحروف بشأن الممثل الاممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حيث طالب الامين العام للأمم المتحدة بتغييره كونه غير محايد وغير نزيه، ولا يحمل خيراً للشعب اليمني.. وقال: (نوجه رسائلنا للأمين العام للأمم المتحدة الذي جاء بولد الشيخ ليساومنا على ميناء الحديدة بالراتب، نقول له وبصوت واحد إن مبعوثه غير مرغوب فيه بعد اليوم، وإذا أرادت الامم المتحدة أن تأتي بمبعوث جديد عليها أن تتعامل مع الشعب اليمني بندية واحترام، وعلى المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ممثلين بالوفد الوطني أن يفهموا أن هذا هو الموقف، وأي تواصل مع ولد الشيخ أو ترحيب به بعد اليوم ليس له قبول).. كما أكد الترحيب بالسلام ومد الايدي لكل مبادرة تفضي إلى إيقاف العدوان وإنهاء الحصار، وكذلك الحوار الداخلي.. معلناً عن تشكيل لجان من مؤتمر حكماء وعقلاء اليمن للتواصل مع الأطراف الاخرى والاستعداد لتحييد المناطق عن القتال والصراع وتبني مبادرات صادقة وأخوية بإطلاق جميع الاسرى في إطار صفقات متزامنة في الملف الانساني والعاجل، وهو ملف الاسرى. 
ترى هل الموالون للعدوان يمتلكون القرار بالاستجابة لدعوات الحوارلايقاف نزيف الدم والخراب والدمار والجنوح للسلم وتبادل الاسرى، أم أن القرار ليس بأيديهم؟ وهل سيظلون يراهنون على الاستقواء بتحالف العدوان ضد وطنهم وشعبهم؟! وهو رهان خاسر لا محالة، فكل الحقائق والوقائع تؤكد ذلك.

أترك تعليقاً

التعليقات