مسرحية (الدعاية السوداء)
 

محمد طاهر أنعم

الفصل الأول:
تحشيد عشرات الشباب المساكين المغرر بهم في تعز، وسحبهم من عوائلهم وبيوتهم، والرمي بهم لجبهة شرق تعز، في معركة فاشلة محسومة مسبقاً، بسبب انكشاف الموقع.
تحقيق تقدم طفيف عند بوابة قصر الشعب شمال معسكر التشريفات، مقتل وإصابة العديد من الشباب المندفع.
عملية تطبيل إعلامي واسع في بعض القنوات والمواقع، وأن قصر الشعب سقط بكامله، وبدأ التوجه نحو الحوبان وإب لتحريرها، وتزكية ذكاء القائد يحيى الريمي وحزب الإصلاح، وغيرها، ومحاولة نشر حالة نشوة قوية لدى الشباب المغرر بهم في تعز، لكسب شباب جدد يقدمونهم للمحرقة.

الفصل الثاني:
انسحاب من بوابة قصر الشعب، سحب بعض الجثث والمصابين، وترك بعضهم.
محاولة إخفاء الخبر عن الشباب المغرر بهم، وتدارس فتح جبهة جديدة سريعاً حتى لا تكثر الأسئلة: أين ذهب قصر الشعب؟!

الفصل الثالث:
فتح جبهة لاقتحام سور معسكر التشريفات من الجهة الغربية أمام مستشفى الكندي القديم، والرمي بعشرات الشباب لمحرقة مكشوفة جديدة.
وإطلاق حملة إعلامية عن النصر الكبير واقتحام معسكر التشريفات، وبداية التوجه نحو صنعاء وصعدة لرفع العلم في مران!
الفصل الرابع:
انسحاب سريع من أسوار معسكر التشريفات، وسحب بعض القتلى وترك بعضهم، وإغفال أي حديث إعلامي حول الانسحاب حرصاً على عدم التأثير على المغرر بهم.

الفصل الخامس:
اجتماع في مقر عبدربه هادي في الرياض، مع مجموعة من القيادات السياسية التي تحرك هذا العبث في تعز.
عبدربه: ها أيش فعلتم؟
القيادي م: هجوم مكثف على قصر الشعب ومعسكر التشريفات شرق مدينة تعز.
عبدربه: وأيش النتيجة؟
القيادي ع: طلع الخبر في نشرة العربية والحدث والجزيرة، وعلى شريط عاجل (الأحمر) عن اقتحام تلك المواقع، وتحقيق قوات عبدربه تقدماً ملموساً.
عبدربه: وحافظتم على المواقع؟!
القيادي ع ت: مش مهم المحافظة يا فخامة الرئيس، المهم الخبر في الشريط (الأحمر) عاجل.
عبدربه: مقبول.
القيادي ي: معنا هذا الكشف يا فخامة الرئيس، ونشتيك توقعه.
عبدربه: أيش فيه؟!
القيادي م: هذه بعض التعيينات لأصحابنا، ومنح لأولادنا وأقاربنا للدراسة في الخارج، ومساعدات مالية وغيرها.
عبدربه: هذا عدد كبير في الكشف، ما باجيب لكم إلا على عدد القتلى حقكم بتعز، مثلما اتفقنا، كم ضحية سار له!
القيادي ع: ٣٨ يا فخامة الرئيس.
عبدربه: إذن باعتمد لكم ٣٨ منحة لأولادكم وتعيينات لأقاربكم، ولا باتشوفوا واحد زيادة لما أسمع بخبر ضحيات زيادة من أتباعكم.
القيادي ع ت: ابشر يا فخامة الرئيس ولا يهمك، تسمع هذه اليومين، جالسين نحشد جهة الأمن المركزي ومدرسة محمد علي عثمان.
عبدربه: لا، مش الآن، القنوات مشغولة بأخبار قطر والسعودية والإمارات، لا بايطلع عاجل ولا أحد يسأل عنكم، هدئوا الأمور كم يوم لما يجي وقته.
يسدل الستار.

أترك تعليقاً

التعليقات