البحث عن مخرج
 

محمد عبده سفيان

بعد مضي عامين وأكثر من 4 أشهر على العدوان البربري الهمجي الغاشم والحصار الجائر على وطننا وشعبنا من قبل تحالف أنظمة الشر العربي والعالمي، والذي تقوده مملكة بني سعود، بدعم غير محدود من أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.. أعتقد أنه أصبح لزاماً على جميع الاطراف اليمنية البحث عن حلول سلمية لاخراج الوطن والشعب من دوامة الفتنة الملعونة ووقف نزيف الدم والخراب والدمار الشامل وإعادة اللحمة الوطنية والحفاظ على سيادة واستقلال البلاد وتطهير ترابها الوطني من دنس الغزاة والمرتزقة الاجانب التابعين لتحالف العدوان الذين وطأت أقدامهم بعض أجزاء من أرضنا الطاهرة ووقف العدوان الغاشم وإنهاء الحصار الجائر.

أجزم أنه لم يعد هناك أي خيارات متاحة أفضل من خيار السلام دون غيره من الخيارات الاخرى، فقد أثبتت الأحداث والوقائع على مدى عامين وأكثر من 4 أشهر أن الحل في اليمن سياسي وليس عسكرياً، وهذا ما أكدته ولا تزال الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومعظم الدول الشقيقة والصديقة غير المتورطة في تحالف العدوان والحصار.. ومن هذ المنطلق فإنه يتوجب على الاطراف الموالية لتحالف العدوان العودة الى جادة الصواب وتحكيم العقل والمنطق والقبول بمبادرات السلام لأنه لايوجد أمامهم أي خيار آخر أفضل من خيار السلام والقبول بإجراء حوار يمني يمني دون تدخل أو إملاءات خارجية، فقد جربوا خيار القوة العسكرية واستعانوا بأكبر تحالف عسكري في المنطقة بقيادة مملكة بني سعود التي دفعت بعدد كبير من قواتها العسكرية البشرية والقوات السودانية، واستأجرت مئات المرتزقة الاجانب عبر شركتي (بلاك ووتروداين جروب) الأمريكيتين والعناصر الارهابية من تنظيمي القاعدة وداعش، للقتال الى جانب المليشيات التابعة لحزب الاصلاح وشركائه، وكميات مهولة من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وعدد كبير من الدبابات والمدرعات والآليات والعربات العسكرية الحديثة والمتطورة، وحشد أكبر عدد البوارج والسفن والزوارق والمقاتلات الحربية (F16) وبدون طيار ومروحيات الاباتشي، والتي شنت مئات الغارات مستخدمة في عدد منها القنابل المحرمة دولياً، والنتيجة آلاف المدنيين قتلوا وأصيبوا، معظمهم من الاطفال والنساء، بقصف طائرات وبوارج العدوان وجراء المواجهات المسلحة التي دارت ومازالت تدور في عدد من المناطق، وتشريد آلاف الاسر من منازلهم ومدنهم وقراهم، ودمار وخراب شامل طال منازل وممتلكات المواطنين والبنى التحتية العسكرية والامنية والتنموية الاقتصادية والخدمية والتعليمية والصحية العامة والخاصة.

على الجميع أن يعوا جيداً أنه لا يمكن لأي طرف أن ينهي الطرف الآخر من الوجود، ولا يمكن لأي حزب أو تنظيم أو جماعة الانفراد بالسلطة والحكم وفرض أجندته بالقوة، ولا يمكن أبداً أن يقبل الشعب اليمني برئيس وحكومة يتم فرضهم من الخارج سواء من السعودية أو الامارات أو من غيرهما.. ولذلك فإنه يتوجب على الجميع تغليب صوت العقل والمنطق واستحضار الحكمة اليمانية التي شهد بها لليمنيين الصادق الامين معلم البشرية وهاديها الى سواء السبيل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، والامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى الذي أمر عباده المؤمنين في كتابه الكريم بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).. وقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) صدق الله العظيم.

فالجلوس على طاولة حوار يمني يمني دون تدخل خارجي كفيل بإطفاء نار الفتنة الملعونة والحرب المجنونة، ووقف نزيف الدم اليمني والخراب والدمار. أما الرهان على تحالف العدوان بقيادة بن سلمان وبن زايد، فهو رهان خاسر.


أترك تعليقاً

التعليقات