حكومة المرقص
 

عبد الحافظ معجب

تنفق أجهزة المخابرات مبالغ مالية طائلة لتجنيد عصابات من فتيات الليل وقوادين لاستدراج مسؤولين وتصويرهم بأوضاع مخلة من أجل ابتزازهم وإرغامهم على تنفيذ كل ما يطلب منهم، هذا طبعاً ينطبق على المسؤولين الذين هم مسؤولون من صدق، أما حقنا المبهذلين (الهلافيت) قصف أعمارهم فقد راحوا بأرجلهم وتصوروا قدام الناس كلهم (واللي ما يشتري يتفرج). تركوا الشعب يعاني ويلات الحرب والحصار بلا معاشات ولا خدمات ولا حتى لقمة تسد رمقه من الجوع، وراحوا (يتصرمحوا) مع الرقاصات والفنانات.
وزراء وسفراء حكومة الفندق بعد غرقهم لأكثر من عامين في جبهات نهم وصرواح والمخا، قرروا التوجه الى جبهات هيفاء ونانسي، وبعد أن كان شعارهم (قادمون يا صنعاء) أصبح شعارهم (قادمون يا فيفي عبده)، لأنهم شافوا أن معارك الليالي الحمراء وجبهات الكأس والغانية أفضل بكثير بالنسبة لهم من جبهات الموت التي يواجه مرتزقتهم فيها رجال الرجال في ربوع الوطن.
الوزراء الثلاثة من أعضاء حكومة الفندق عبد الملك المخلافي وعبد العزيز جباري ومروان دماج، على مدى العامين والنصف، لم يرهم أحد في جبهات الحرب، ورآهم الجميع بجبهات (التعريص) وهم يكرمون إحدى الراقصات الاستعراضيات في حفل الضوء والصوت بأهرامات مصر، ويا رحمتاه لأسر وأهالي من قتلوا وهم يحاربون في صفهم أو جرحوا ولم يلاقوا من يضمد جراحاتهم أو يعالج إعاقاتهم، فضلاً عمن يكرم تضحياتهم.
كانت الصدمة كبيرة جداً على من لا زالوا يناصرون هذه الحكومة ومخدوعين بوهم (الشرعية)، وكان الوجع كبير جداً عند أولئك الشباب المغرر بهم وهم يقاتلون في جبهات الارتزاق دفاعاً عن شرعية الفندق والمرقص، وكانت الغصة الأكبر عند المحرومين من مرتباتهم على مدى العام في مأرب وتعز وعدن ووزراء الشرعية ينفقون الأموال في الكباريهات.
المشاهد التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي للوزراء والرقاصة لم تحمل أية إساءة للوزراء، لأنهم السوء بذاته، وهم الذين باعوا بلادهم وارتضوا الخزي والعار مقابل قليل من الريالات والدراهم والدولارات، ولكنها حملت إساءة كبيرة للرقاصة التي هي أشرف بمليون مرة من الوزراء (التافهين)، حتى وإن كانت (مومس)، لأنها ببساطة لم تسهم في قتل أهلها، ولم تبح لمملكة بني سعود قتل النساء والأطفال، ولم تقبض أي ثمن لدماء وأرواح الأبرياء، هي تكد وتتاجر بجسدها فقط، أما وزراء شرعية الفندق فإنهم تاجروا بالوطن والكرامة.
وانطلاقاً مما قاله (المتنبي) من يهن يسهل الهوان عليه، فإن وزراء حكومة الفندق ورئيس جمهوريتهم هم من يحدد سقف التعامل معهم من قبل الغازي الذي استخدمهم منذ اللحظة الأولى كعملاء ومرتزقة، وما نشاهده اليوم من تحكم بالقرار من قبل الإماراتي الذي منع هادي من العودة لأداء صلاة العيد في عدن، وأعادوه خاضعاً ذليلاً من المطار، ما هو إلا جزء من الإهانة والذل الذي يعيشه المرتزقة بعد أكثر من عامين من البيع، باعوا خلالها كل ما يمكنهم بيعه، ويقضون ما تبقى من عمرهم متسكعين عاجزين عن العودة للوطن، ولا يوجد خسران أكثر ممن خسر الوطن، فلا حضن راقصة سيؤويه ولا مال سلمان أو عيال زايد سيغنيه.

أترك تعليقاً

التعليقات