استمرار التعليم قضية أمن قومي يمني
 

محمد طاهر أنعم

التعليم في المناطق غير الخاضعة للاحتلال الأجنبي في بلادنا هو جبهة من أهم وأبرز الجبهات لمواجهة العدوان الآثم.
هناك الجبهة العسكرية والجبهة الأمنية والجبهة السياسية والجبهة الاقتصادية، وغيرها مِن الجبهات، ومنها التعليم.
يحاول العدو بكل وسيلة أن يوقف التعليم في بلادنا لنشر السخط المجتمعي واليأس، ودفع الناس للمطالبة بالاستسلام للعدوان.
في صنعاء والمناطق غير الخاضعة للاحتلال يدعون للإضراب بحجة توقف الرواتب.
وفِي عدن تدعو ما تسمى نقابة المعلمين الجنوبيين للإضراب للمطالبة بحقوق إضافية رغم أن الرواتب يتم تسليمها شهرياً بانتظام.
وفِي تعز تصر ميليشيا المرتزقة المرتبطة بالسعودية والإمارات على احتلال معظم المدارس الكبرى ومكاتب التربية والتعليم داخل المدينة، وتعيق التعليم رغم المناشدات.
مؤامرة واضحة على التعليم في بلادنا في كل مكان. ويؤسفنا ان بعض التربويين يتماهون مع هذه المؤامرة للمطالبة بالإضراب في أمانة العاصمة وبعض المناطق، فتكون نتيجة إضرابهم معاقبة الطلبة وأولياء الأمور.
ما فائدة الإضراب في المدارس إذا كان الطلبة هم المتضررين؟!
على من يتم الضغط هنا؟!
حتى وزارة التربية والتعليم ليس لها أية علاقة بقضية إيقاف الرواتب وتأخرها.
المتسبب في هذا الأمر هو العدوان وهادي والقعيطي مدير البنك المركزي في عدن، ومعهم الأمم المتحدة التي باركت نقل البنك إلى عدن، ولم تتخذ أي إجراءات تجاه إيقاف الرواتب.
يجب أن تتوجه الجهود النقابية نحو هذه الجهات تحديداً، وليس باتجاه الطلبة والمجتمع والوزارة.
صحيح أن هناك تقصيراً في وزارة المالية لعدم إيجاد البديل، والسعي لمكافحة الهدر والفساد، ويمكن عمل وقفات احتجاجية ونقابية أمامها، والتصعيد القانوني.
أما إغلاق المدارس بالقوة، ومنع تسجيل الطلبة، فهو اتجاه بالغضب والاحتجاج للصديق بدل العدو، وهذا خطأ استراتيجي، نرجو ألا تكون وراءه دوافع سياسية!

أترك تعليقاً

التعليقات