كفى يا أحفاد التبع اليماني
 

محمد عبده سفيان

عامان و7 أشهر مضت منذ بدء العدوان البربري الغاشم والحصار الجوي والبري والبحري الجائر على وطننا وشعبنا اليمني، من قبل أنظمة تحالف الشر العربي بقيادة حكام مملكة بني سعود وإمارات أولاد زائد، وبدعم غير محدود من قبل أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وبغطاء من قبل مجلس (الحرب) الدولي والأمم اللامتحدة والجامعة اللاعربية.
عامان و7 أشهر مضت وأرواح اليمنيين تزهق ودماؤهم الزكية تسفك ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدرات وطنهم تدمر من قبل الطائرات والبوارج والسفن الحربية التابعة لتحالف العدوان، ومن قبل اليمنيين أنفسهم للأسف الشديد الذين حكموا لغة السلاح بدلاً عن لغة العقل والحكمة، واستقووا بتحالف العدوان، وقاتلوا إلى جانب قواته الغازية ضد أبناء وطنهم، وسلموا رقابهم لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وفرطوا بسيادة واستقلال وطنهم، وأحلوا قتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ الأبرياء من أبناء شعبهم من قبل العدوان.
عامان و7 أشهر مضت أليست كافية لأن يراجع أحفاد التبع اليماني حساباتهم، ويثوبوا إلى رشدهم، ويحكموا لغة العقل والمنطق والحكمة بدلاً عن الاحتكام للغة القوة والسلاح، امتثالاً لأمر الله تعالى الذي أمرنا في كتابه الكريم بقوله: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)، وقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).. صدق الله العظيم.
لقد أثبتت الأحداث والوقائع الميدانية والسياسية أن الحل في اليمن ليس عسكرياً، وإنما سياسي وأكد ذلك مجلس الأمن الدولي في كل جلساته التي عقدها بشأن اليمن، وكذلك الأمم المتحدة وممثل الأمين العام إسماعيل ولد الشيخ الذي يؤكد في كل تقاريره التي يرفعها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وفي كل تصريحاته ومقابلاته الصحفية والتلفزيونية، على ضرورة إحلال السلام في اليمن، وأن الحل للأزمة الحالية لن يكون عسكرياً، وإنما سياسي، رغم تحيزه إلى جانب تحالف العدوان الغاشم، وعدم تحمله مسؤولية استمرار العدوان الذي يشنونه والحصار الذي يفرضونه والجرائم البشعة وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبونها في حق المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني، وعدم إحلال السلام، بل يحمل المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله المسؤولية رغم الدعوات المتكررة التي يطلقونها في كل مناسبة بمد أيديهم للسلام وليس الاستسلام، واستعدادهم لإجراء حوار يمني سعودي لوقف العدوان وإنهاء الحصار وإحلال السلام بين البلدين وإجراء حوار يمني يمني دون شروط مسبقة أو تدخل خارجي، يتم فيه الاتفاق على إنهاء الحرب المجنونة ووأد الفتنة الملعونة.
كفى يا أحفاد التبع اليماني وأسعد الكامل إزهاقاً للأرواح البريئة وسفكاً للدماء الزكية.. كفى خراباً ودماراً.. عودوا إلى جادة الصواب، واتخذوا قراركم بأنفسكم دون تدخل خارجي ودون وصاية خارجية.. اثبتوا للعالم أنكم فعلاً شعب الإيمان والحكمة، وأنكم أرق قلوباً وألين أفئدة كما وصفكم سيد الخلق الذي لا ينطق عن الهوى.. فليس أمامكم من خيار لوقف نزيف الدم والخراب والدمار والحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي من التمزق والتشرذم، سوى الجلوس على طاولة حوار يمني يمني دون تدخل خارجي أو شروط مسبقة، لتتفقوا بإرادتكم الحرة على إنهاء الحرب وإحلال السلام وإجراء مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً.

أترك تعليقاً

التعليقات