مجزرة هران
 

عبد الحافظ معجب

لم يتغير الإرهاب السعودي في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في اليمن، ولكن الاختلاف هذه المرة، وبعد عامين ونصف من الحرب، جاء في أسلوب التضليل الإعلامي الذي رافق مجزرة هران بمحافظة حجة.
ارتكب طيران بني سعود جريمة بشعة ومروعة بحق أهالي منطقة المنوابة بعزلة هران مديرية أفلح اليمن بمحافظة حجة، راح ضحيتها ما يقارب 50 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، حيث شن طيران العدوان 16 غارة على أحد المنازل الشعبية، ليعاود بحقده المعهود استهداف من هرعوا لإسعاف الناجين، وقتل الجميع.
بحسب رواية أهالي المنطقة، فإن الطيران الذي استمر بالقصف والتحليق لأكثر من 4 ساعات، لم يسمح لأحد بالوصول إلى المنزل المستهدف، وبقي الضحايا يصارعون الموت تحت الأنقاض حتى فاضت أرواحهم جميعاً إلى بارئها بعد 16 غارة لم ترحم طفلاً ولا امرأة ولا كهلاً مسناً، بل لم تشفع لمسعف جاء ينقذ من لازال على قيد الحياة، ولم تحترم طاقماً صحفياً أو طبياً.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الأهالي توقف الغارات لإخراج الجثث وجمع الأشلاء، كانت قناتا (العربية) و(الحدث) تدشنان مرحلة جديدة من التضليل الإعلامي باختلاق خبر مكذوب تدعيان فيه أن الرئيس صالح الصماد لقي مصرعه في الغارات على المحافظة. وعندما شعر القائمون على القناتين أن الكذبة كبيرة، نشروا خبراً آخر مفاده أن الرئيس مفقود ومصيره مجهول منذ لحظة الغارات.
لأن حبل الكذب قصير، والوعي الجماهيري لدى اليمنيين كبير، سرعان ما طارت كذبة إعلام العدوان في الهواء، وفشلت الخطة الجديدة في التضليل، ولم ينشغل الناس بخبر الرئيس بقدر انشغالهم بكشف الجريمة التي استهدفت المدنيين، وتمكنت عدسات الإعلام من الوصول الى مكان الاستهداف، ونقلت بالصوت والصورة حقيقة ما جرى، وانتشر الخبر، وعرف الجميع أن السعودية ارتكبت مجزرة جديدة بحق مواطنين آمنين في بيتهم.
صفعة جديدة تلقاها إعلام العدوان عقب هذه الهزيمة، فكان لابد من تلافي الأمر والترقيع بكذبة جديدة تصدرت نشرات الأخبار على قناة (الحدث) التي ادعت أن التحالف (العربي) استهدف اجتماعاً لكبار قيادات أنصار الله في محافظة حجة، كان يتواجد فيه رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد.
وروجت الكذبة الجديدة أن 17 قيادياً من أنصار الله على الأقل لقوا مصرعهم في هذه الغارات التي استهدفت منزلاً كانوا يجتمعون فيه في منطقة هرّان بمحافظة حجة، وهنا كان الاعتراف بأن الاستهداف كان على منزل، وهذا بحد ذاته اعتراف بالجريمة. 
أما قناة (العربية) فكان اجتهادها في الأمر مختلفاً تماماً، حيث نقلت عمن سمته مصدراً عسكرياً حكومياً أن غارات التحالف استهدفت معسكراً تدريبياً للجيش واللجان الشعبية في منطقة هران، بمحافظة حجة، وأن الرئيس صالح الصماد كان متواجداً في المعسكر الذي استهدفته الغارات، ودمرت كافة مباني المعسكر بشكل كامل، وقتلت جميع من كانوا بداخله من جنود وضباط ومسؤولين. 
كل هذه الأخبار الكاذبة والمختلقة لم تنكر مكان القصف، واعترفت بأن الغارات استهدفت منطقة هران بمحافظة حجة، وعلى المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، أن تنزل الى المنطقة، وتعاين مكان الجريمة، لتتأكد أن ما ادعته السعودية وإعلامها ليس سوى مزيد من الكذب والوقاحة التي لن تحجب الحقيقة، ولن تفلح أبداً.

أترك تعليقاً

التعليقات