تعز والصراع الإماراتي القطري
 

محمد طاهر أنعم

الضربات الجوية غير المسبوقة، التي وقعت الاثنين الماضي، على جبل العروس في تعز، من قبل طيران تحالف العدوان، ضد موقع تابع لمرتزقتهم، هو تحول مهم في المعركة.. قام الطيران العسكري للتحالف بقصف الموقع التابع للواء (٢٢ ميكا) الذي يقوده العميد صادق سرحان المخلافي والموالي لحزب الإصلاح، وذلك بثلاثة صواريخ جوية موجهة ومباشرة، أدت لتدمير الموقع وقتل وجرح عدد من الجنود وبعض المواطنين الموجودين قرب الموقع.. منطقة العروس في رأس جبل صبر، هي واحد من أهم المواقع العسكرية في محافظة تعز، لأنها أعلى قمة في المحافظة (وثاني أعلى قمة في اليمن بعد قمة جبل النبي شعيب في مديرية بني مطر غرب صنعاء).. يحتوي موقع العروس على مهبط لطائرات الهيلوكوبتر، وثكنات للجنود، ومدافع مطلة على مدينة تعز من الشمال وعلى مديريات الحجرية (المواسط والمعافر والشمايتين) من جهة الجنوب.
اللواء (٢٢ ميكا) الذي يقوده صادق سرحان المقرب من علي محسن الأحمر، قام منذ بداية المواجهات العسكرية في ٢٠١٤ بمحاولة السيطرة السريعة والمباغتة على المواقع العسكرية المرتفعة داخل مدينة تعز وحولها.
وكانت تبة جبل جرة في شمال المدينة وقمة العروس في جبل صبر جنوب المدينة وتبة جبل الأخوين وسط المدينة، من أهم المواقع التي سيطر عليها ذلك اللواء الموالي للعدوان.
يحاول صادق سرحان المخلافي قائد اللواء (٢٢ ميكا)، أن يخفي ارتباطه وعلاقاته مع حزب الإصلاح، ومحاولة تقديم نفسه أنه مستقل ويتبع الدولة ويوالي الرئيس المنتهية ولايته عبدربه هادي، وهو نفس الأسلوب الذي يحاول علي محسن الأحمر انتهاجه منذ سنوات، لكن معظم المتابعين للشأن اليمني يفهمون جيداً أن هذا أسلوب إخواني مكشوف، خاصة أن كل قيادات اللواء والتجنيد فيه يتبع حزب الإصلاح، وذلك يشبه ما كان يفعله علي محسن في قيادة الفرقة الأولى مدرع المنحلة.. وفي شبه المؤكد أن تلك الضربات التي استهدفت موقع العروس العسكري في صبر، قامت بها طائرات تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي لا تخفي عداءها الشديد للإخوان المسلمين، ورغبتها في اجتثاثهم والقضاء عليهم في كل مكان تصل إليه سلطتها.. تعتبر الإمارات أن جماعة الإخوان المسلمين في اليمن -وفي غير اليمن- مرتبطة بدولة قطر الغريم التقليدي للإمارات، والعدو اللدود لها، وهذا أمر صحيح وواضح، وإن كانت قطر تبذل جهدها في محاولة إخفاء ونفي هذا الأمر دائماً.. والموقف القطري المندفع في مصر بعد انقلاب السيسي على مرسي، فضح تلك العلاقة، وجعلها مكشوفة لجميع المتابعين..معظم الدعم المالي الذي يصل للإصلاح في تعز وغيرها، هو دعم قطري موجه لخدمة الجماعة وأهدافها، ولذلك تعتبر الإمارات أن حزب الإصلاح هو حزب موالٍ للعدو اللدود قطر، ويجب استهدافه.
نجحت الإمارات في تحجيم حزب الإصلاح في عدن بإنشاء الحزام الأمني وحصار الميليشيا التابعة للإصلاح، وتحاول تطبيق نفس الأجندة الآن في تعز.
ربما ستجد الإمارات صعوبة أكبر في تعز باعتبارها الوكر الرئيسي لجماعة الإخوان في اليمن، ولكن المال والقوة العسكرية الكبيرة للإمارات سيكون لهما تأثير كبير على مجريات الأمور بالتأكيد.
الضربات الجوية الأخيرة على قمة العروس في جبل صبر، هي مفتتح قوي لهذه المواجهات المرتقبة في شقها العسكري المباشر.

أترك تعليقاً

التعليقات