بين لوثر و أكس
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

العنصرية والتمييز العرقي والطبقي لايزال على أشده في أمريكا أيها الطيب مارتن لوثر كنج ومنزلك الخشبي في أتلانتا جورجيا لايزال فقيراً ومحوطاً بأحزمة لا متناهية من البؤس....لست مع مقاربتك الحقوقية للصراع في أمريكا فجوهر المعضلة لم يكن تمكين السود الزنوج من مخالطة البيض اليانكي في الجامعات والمدارس والمحلات التجارية والمواصلات العامة وكم كنتَ سطحياً حين اختزلت رؤيتك للمستقبل الذي تحلم به في (يوم يسير فيه فتى أسود شابكاً أصابعه في أصابع فتاة بيضاء في الشارع العام)...لقد حدث ذلك وأكثر منه أيها الطيب وبات الزنوج أبطالاً لا يشق لهم غبار في أفلام (البورنو والبلاي بوي) تتسابق شقراوات أمريكا للفوز بأدوار سريرية معهم.. لكن شركة كوكا كولا لاتزال ترفض توظيف عاملين زنوج وإذا حدث أن وجد عامل زنجي فيها فبنصف راتب الأمريكي الأبيض الذي يحمل نفس المؤهل.
إن أمريكا الإمبريالية أيها الطيب لوثر لم تكتف باطلاق الكلاب على الزنوج من باب التسلية بل جعلت من أبناء جلدتك كلاباً مخلصين تطلقهم على شعوب العالم لينهشوا لحومها باسم الحقوق والحريات والديمقراطية ومكافحة الإرهاب..
اعذرني أيها الطيب فأنا لا أرى في مقارباتك الحقوقية ما يوجب اغتيالك بل تكريمك ولولا الكيدية الجمهورية وضغائنها للديمقراطيين وخشيتهم من أن يستحوذوا على ورقة التطبيع مع حركة الحقوق والحريات وبالتالي مع غالبية شرائح الزنوج الأمريكان المتأثرين بها لما اغتالوك أنت بدليل أن الجمهوريين هم من سن أول قانون يسمح للزنوج بالتصويت في الانتخابات كناخبين وكانوا منذ البدء مع تحرير العبيد كأيدي عاملة تعوزها سوق الولايات الشمالية الصناعية كما أن مطالبك يا لوثر المختزلة التبسيطية قد ترجمت واقعاً ومع ذلك لايزال الغالبية الساحقة من الملونين أحط الطبقات اقتصادياً واجتماعياً والزنوج في ذيل هؤلاء بؤساً وتفقيراً و ولاياتهم درك سفلي للتعاسة وخرائب للمخدرات والشعوذة والجريمة.
بين مارتن لوثر كنج و مالكولم إكس أنحاز إلى مالكولم إكس الذي يعي معضلته الطبقية جيداً وكونها غير حصرية على عرق دون آخر فقيمة البشر في البنية الأمريكية الاستعمارية الرأسمالية لا تتحدد وفق إنسانيتهم وإنما تبعاً لكونهم خداماً للسوق المعولمة وأعضاء في أسرة احتكاراتها الكونية.....لذا قضى مالكولم برصاص النازية الزنجية (الوجه الآخر للنازية الأمريكية البيضاء) يينما قضى مارتن لوثر برصاص مناوئي الحزب الديمقراطي.بوصف المستهدف صفقة اختطفها الديمقراطيون.


أترك تعليقاً

التعليقات