للخلـف در
 

عمر القاضي

عمــر القاضــي / لا ميديا

ذلحينا من صدقكم بتشطبوا وتمحوا صور النسوان العارضات الجميلات من فوق اللوحات الإعلانية المعلقة أعلى أبواب محلات الكوافير والملابس النسائية في شوارع العاصمة؟!. أهلاً وسهلاً بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في صنعاء!. فقط كنا ناقصين هذه الحركة المتطرفة المخيفة التي سبق في تنفيذها الوهابي أبو العباس والقاعدة في تعز وعدن.
فقط أريد معرفة ما المبرر الذي دعا هذا المشرف المتطرف ليشطب صور العارضات من فوق اللوحات الإعلانية. هل لأنها مخلة بالشرف والآداب مثلاً؟ أو لأن النسوان بتغار منها؟ أو كيف؟ إذا كانت مخلة بالشرف فأنت يا صاحب الفكرة المتطرفة هذه بلا شرف. أولاً لأنك لم تغض بصرك. ثانياً لأنك تشكك بنا كيمنيين أننا شعب منفلت ومراهق وصاحب نزوة شهوانية فقط. وهذا ما تروجه إسرائيل ضد العرب.. ثالثاً لأنك تعتقد أن المشاكل والتخلف والحصار و... الخ سببها صورة كارينا كابور المعلقة على أحد المحلات، والتي طمستها أشعة الشمس والغبار وأدخنة السيارات، وأصبحت عجوزاً عابسة كما لو أنها حورية مشهور. إذن أين الإثارة والإغراء الذي تشاهده أنت وحدك؟
لا أعرف الجدوى من تقليد وتنفيذ أفكار وخطوات الوهابية المتطرفة والمتخلفة والعودة بنا إلى الخلف در. أيضاً نريد معرفة مغزى هذه الخطوة القبيحة التي تشوه اليمن كتاريخ وإنسان ودين وثقافة. كما نطالب الجهات المعنية باستدعاء الجاني المتطرف الذي يحدد المزاج العام بصراعه لزعطان، أو يشوه علان داخل الحركة عبر التطرف، بينما لا يعرف أنه يشوه ثقافة مجتمعنا بالكامل. 
طيب لماذا إذن ننتقد ونحارب أفكار الوهابية المدمرة. علشان يقوم متسلق باسم أنصار الله بممارسة هذا الدور الوهابي في صنعاء، ويشطب صور النسوان العارضات، ويقرر فصل الطلاب عن الطالبات داخل المدارس، بذريعة الاختلاط غير الوارد أصلاً، أو يكافح ويمنع الفرق الموسيقية الراقصة في احتفالات التخرج؟! 
أنا هنا أنتقد هذه الخطوة المدمرة، لأني متأكد أن مثل هذه القذارات هي ناتج أفكار الوهابية القادمة من السعودية. ولا علاقة لنا بذلك. أيضاً لا تليق بنا كشعب يمني عظيم يحترم نفسه ويعرف ما له وما عليه.
لذلك أثق بوعي وحكمة مجتمعنا اليمني العظيم الذي سيقف ضد ذلك، وسيخوض معركته ضد خطوات المحتل الرأسمالي الوهابي، وطمس ملامح وأفكار التطرف القاتلة التي ندفع ثمنها جميعاً منذ سنوات. سنكافحها بالشجاعة والانفتاح والاعتدال والتسامح والمنطق والعقل والأخلاق والقيم التي تجسد طموحنا وأحلامنا. وليس عبر تقليد الآخرين بنقل تطرفهم لشارع الشرطة والبليلي وشارعي هائل وجمال.
هذه الخطوة الوهابية أخافت الجميع. وفي حالة تم تمريرها من دون رادع من قبل أنصار الله والجهات المعنية، توقعوا أن متسلقاً وهابياً آخر باسمكم يا أنصار الله سيأتي غداً ويقرر مصيرنا جميعاً، لينتقل إلى الخطوة الوهابية التالية المتمثلة بحلاقة شعر بناتنا ونسواننا كما فعلت طالبان في أفغانستان.

أترك تعليقاً

التعليقات