مضاد حيوي باليستي
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا

يصف الدكتور للمريض كبسولة المضاد الحيوي كل 8 ساعات حتى ينتهي الكورس المحدد للعلاج، والمضادات الحيوية هي مركبات إما من أصل طبيعي (نباتي مثلاً) أو شبه اصطناعي أو اصطناعي، وتعمل على قتل أو توقف نمو البكتيريا، وتستعمل المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية فقط.
يحذر الأطباء من استعمال المضادات الحيوية إلا في حالات الحاجة الضرورية جداً، وهذا تماماً ما فعلته القوة الصاروخية اليمنية مع (مملكة البعران) التي جرى التعامل معها بالقذائف والصواريخ قصيرة المدى، والتي كانت بمثابة (البندول)، ولم تكن فاعليتها بالشكل المطلوب، ما اضطر القوة الصاروخية إلى زيادة الجرعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ولأن المرض انتشر واستشرى بشكل كبير في جسد المملكة، قرر الحكيم صالح الصماد تدشين العام الرابع بمضادات حيوية باليستية يومية للقضاء على الفايروس.
القوة الصاروخية تريد أن تسرع من عملية العلاج، فلذلك التزمت بمعايير الجرعة اليومية للباليستي الذي يصل إلى الرياض وبقية المدن بمعدل (صاروخ) بعد كل وجبة، وبعض الأحيان من كثر الحماس عند القوة الصاروخية يرسلوا الجرعة (على الريق)، وأحياناً أخرى يكونوا (ضابحين) ويزيدوا الجرعة لعل وعسى يكتب الله الشفاء.
منذ ليلة الـ26 من مارس الفائت والجرعة اليومية المقررة تصل في موعدها، لأن الحالة لم تعد تحتمل المزيد من التسويف والانتظار، ولابد من معالجة حقيقية، وإذا (مانفعش) هذا العلاج (مافيش) حل إلا بالكي، فهو آخر العلاج.
استطاعت عاصفة التحالف تدمير المضادات الجوية وتحييدها تماماً، ولكنها لم تستطع أن تحمي أجواء الرياض وأبوظبي من الصواريخ الباليستية اليومية التي تطلقها القوة الصاروخية، ولم تستطع أن تمنع الجيش اليمني من صناعة وتطوير سلاح جديد في مجال الدفاعات الجوية، فضلاً عن الطائرات بدون طيار، والتي كانت محل تندر وسخرية عند الكشف عنها، وأصبحت اليوم (رازم) يطير النوم من عيون السعودية.
خلال 3 أسابيع تقريباً، استطاعت وزارة الدفاع اليمنية أن ترسل عبر الصواريخ الباليستية تهديداً جدياً باتجاه السعودية، ليكتشف العام أن العدوان والحصار بدأ بحصد نتائج عكسية، ولأن الضربة اللي (ما تكسرك تقويك) فلقد أثبت اليمن قدرته على الوصول بالصواريخ إلى العمق السعودي.
الصواريخ لكم وليست عليكم، هي رسالة الجيش اليمني للمواطنين والمدنيين في بلاد الحرمين، والتجربة أثبتت أننا لم نستهدف مدنياً واحداً، وبإمكان أي متابع أن يقرأ رسائل القوة الصاروخية، وهي إمكانية استهداف المدن السعودية وقتل الآلاف من المدنيين، ولكن اليمن يصر على المواجهة بشرف وأخلاق، وتوقف إطلاق الصواريخ مشروط بوقف عدوان وحصار التحالف.
لأنهم مدبرين من يوم يومهم، أنا متأكد أن السعودية ستستمر في غبائها، وهي إرادة الله أن يتخلص العالم من هذا الورم الخبيث في جسد الأمة، والمضادات الحيوية اليومية ستستمر دون أي تحسن في الحالة المرضية التي لم يعد ينفع معها إلا علاجات نوعية ومتقدمة، مع بتر لبعض الأطراف.

أترك تعليقاً

التعليقات