محمد ناجي أحمد

محمد ناجي أحمد / لا ميديا

بثقافة قرآنية وخطاب وطني، وسعي حثيث لتكريس العمل المؤسسي، وتواصل مع كافة شرائح وفئات المجتمع اليمني، هي معالم حركة الرئيس صالح الصماد، التي تنادي بالسلام من موقع الثوابت الوطنية، وتكافح الفساد من موقع نظافة اليد وعفة اللسان وسمو في الروح، وصفاء للقلب.
بارتباك وتناقضات وتناحرات تبدو جبهة العدوان السعودي الأمريكي وأدواتهم. ومن جهل وانعدام فهم بالمنطلقات العقدية لحركة أنصار الله تتوهم وتختلق جبهة العدوان وأدواتهم صراعات وأطماعاً داخل حركة أنصار الله، كما يزعم الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقالة له نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان (مقتل الصماد في معادلة التسوية عند الحوثيين)، بتاريخ 26/4/2018م.
وهو جهل مركب لا يعي أن أساس حركة أنصار الله عماده مبدأ (التسليم) لقائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
ومبدأ (التسليم) إذا كان يميز الحركات الإسلامية بشكل عام، فإنه لدى حركة أنصار الله من مقتضيات الأصول العقدية لا الفروع السياسية.
العدوان وأدواته لا يستطيعون رؤية ذلك، فهم ينطلقون من طبيعة المصالح التي تجمعهم وتفرقهم، فيسقطون ذلك على حركة تنطلق من المعتقد الثوري الزيدي بشكل خاص، وإرث الثورة الإسلامية التي انطلقت مع أواخر السبعينيات لتسقط شرطي الاستعمار في المنطقة، حينها شاه إيران، وتنطلق من الإرث الكفاحي للوطنية اليمنية.
ينطلق الصماد في مواجهته وحركته الدؤوبة ضد العدوان، من قوله تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)، إيماناً بمظلومية الشعب اليمني من عدو تاريخي، بمستوييه الإقليمي والغربي، ومن يقينه بتلازم بالنصر والثبات.
يعي الصماد أن العقد الوطني بين حركة أنصار الله والشعب اليمني، هو الذود عن الوطن حتى النصر والبناء. ولأن النصر جهد جماعي والتزامي واجب على كل يمني منتمٍ ومؤمن بقضيته التحررية، فقد كان خطابه في ميدان السبعين، بمناسبة مرور 3 سنوات من الصمود ضد العدوان الأمريكي /السعودي، موجهاً لكل شرائح اليمنيين ومكوناتهم الاجتماعية والسياسية: أبطال الجيش واللجان الثورية وأسر الشهداء، والإعلاميين والمثقفين الذين لم يحرفوا ولم يبدلوا، والمدرسين في مدارسهم، والطلاب والعامل والمزارع والمغتربين، وكل يمني حر. لكل أولئك وجه الصماد تحيته وإيمانه باجتراحهم أسطورة الصمود والتحدي.
وعي الصماد بالعدو التاريخي ينطلق من استذكار الماضي وفهم الحاضر واستشراف المستقبل. ومن هنا قوله إن (السعودية حاولت ومنذ عقود مضت إحكام سيطرتها على القرار اليمني وهيمنتها عليه، وسعت لطمس هوية الشعب اليمني وتجريفها في مختلف المجالات)، أي أن الكيان السعودي ومنذ 200 سنة، لا عقود فحسب، أراد أن يطمس هوية الشعوب العربية، وأن يستلب كينونة اليمنيين وقرارهم السيادي.
ورغم (كل المحاولات لترسيخ ثقافة العجز والضعف واليأس) من أجل جعل الاستيلاء على ثروات اليمن وسواحلها ومنافذها البحرية والجوية، واقعاً؛ أي جعل واقع الهزيمة قدراً حتمياً، فإن حركة أنصار الله جاءت في موعد من التاريخ لتصنع حتمية الحرية والكرامة والسيادة، وأن تراهن على أن الإنسان اليمني هو محور الحرية والبناء، وهو صانع التحولات الثورية. يقول الصماد في كلمته آنفة الذكر: (الشعب اليمني غني برجاله ونسائه وما يتمتعون به من القوة والعزم والإرادة والحكمة والإبداع، وهو ما أثبته رجالنا خلال 3 سنوات من العدوان والحصار برزت فيه قوة وصلابة هذا الشعب اليمني العظيم، أنتجت صموداً قل نظيره في هذا العالم، فكيف لو استغلت هذه الخصائص في سني الرخاء والاستقرار، لكان وضع اليمن لا يُضاهى في المنطقة).
ومن هنا كان وعيه بالبناء المؤسسي لا يقل أهمية عن الصمود في جبهات القتال، فالعدو يتسلل من جبهة الداخل. والدولة في مفهومه (هي العمل المؤسسي الذي تحكمه القوانين واللوائح المنظمة، التي تمنع الارتجال، ولا تسمح بالتوجيهات المفروضة)، لهذا فإن معركة الشعب اليمني مبنية على ركيزتين بحسب خطاب الصماد، وهما: الدفاع عن الأرض والعرض، وصد المعتدين والغزاة عن كل ذرة تراب اليمن ومياهه وجوِّه. والركيزة الثانية: معركة بناء دولة حقيقية في ظل نظام مؤسسي منضبط بالقوانين الوطنية التي تمثل إرادة الشعب. 
ومن موقع الصمود والذود عن الوطن يخاطب صالح الصماد، العداون بمراجعة أهدافه، وأن يرفع الحصار، وأن يجلس على طاولة المفاوضات.
ويخاطب (القوى الوطنية الداخلية التي تشترك مع العدوان الخارجي في حربها على اليمنيين، ندعوهم دعوة الناصحين والحريصين: تعالوا لنتحاور كيمنيين، ونحل مشاكلنا بأيدينا، فأنتم في الأخير مستهدفون، ولن يرعى لكم العدوان حرمة، ولن يقدِّر لكم أي تضحية، ونحن مستعدون للتفاهم حول مختلف القضايا، ولدينا الجرأة والشجاعة في التفاهم معكم. فنحن أصحاب القرار في صنعاء، ونمتلك الجرأة والشجاعة لنلتقي على طاولة الحوار، لا غالب ولا مغلوب، ونسحب البساط من تحت أقدام المتربصين بالوطن شراً داخلياً وخارجياً).
وبإدراك منه أن السلام لا يأتي إلاَّ على رؤوس الرماح، وظلال السيوف، يؤكد أن (الرسائل التي أرسلتها قوتنا الصاروخية إلى دول العدوان هي رسائل سلام. إذا أردت السلام فاحمل السلاح، وإذا أرادوا السلام فنحن مع السلام كما أسلفنا وكما قلنا لهم سابقاً: أوقفوا غاراتكم نوقف صواريخنا، ما لم إذا استمرت غاراتكم فلنا الحق في الدفاع عن أنفسنا وبكل الوسائل المتاحة).
(أن أمسح الغبار عن نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا)، بهذه الكلمات قاد الرئيس صالح الصماد معركة الصمود والتحدي للاستعمار الأمريكي الصهيوني الذي يريد احتلال الحديدة، ليحقق هدفه من جعل البحر الأحمر بحراً أمريكياً...
هذا هو الرئيس المجاهد صالح الصماد، صدقاً وعفوية ووفاء بالعهد ووعياً وإقداماً بالحق وللحق.
ليس لديه باطن، فكل من يستمع لخطبه وكلماته يخرج بهذا الانطباع.
تحرك في مواجهة العدوان مستشعراً الخطر الذي يحيق بميناء الحديدة، والتحركات الأمريكية لاحتلالها؛ فكان هناك قلعة صامدة، تحمي الوطن بيد، وتنال مرتبة الشهادة باليد الأخرى (يد تحمي ويد تبني)، والشهادة بناء في معمار الصديقين والأنبياء، وحسن أولئك رفيقاً...
نعم هي حرب أمريكية صهيونية، وما المسميات الأخرى إلا قفازات وإحداثيات للعدوان كي يحتل وطناً، فيصفو البحر الأحمر وخليج عدن لأمريكا والصهيونية.
يخاطب الصماد الصامدين في الثغور حين يلتقي بهم قائلاً: (ليست دماؤنا بأغلى من دمائكم، ولا جوارحنا بأغلى من جوارحكم)...
بلى إن دمك ضوء، وعشق العبور وصدق الوصول وشوق المشتاق إلى الحق والخير، البهاء والجلال...

أترك تعليقاً

التعليقات