العدوان السعودي في رمضان
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا

جاء شهر رمضان الرابع ومازال نظام بني سعودي المجرم يعتدي على اليمنيين، ويقصف بيوتهم ومدنهم وقراهم، ويستهدف المدنيين والبنية التحتية، ويفزع الآمنين والأطفال.
ورغم حرمة هذا الشهر العظيم، وحرمة الدم المسلم، وحرمة إيذاء الجار والاعتداء عليه، إلا أن نظام بني سعود لا يلقي لكل هذه الحرمات بالاً، مؤكداً أنه نظام فاسد منحل، ليس منطلقاً من أي منطلقات إسلامية ودينية، بخلاف ما يتشدق به دائماً، ويحاول أن يعكسه عن سمعته عند بسطاء الناس في العالم الإسلامي.
قدم رئيس اللجنة الثورية الأخ محمد علي الحوثي، قبل شهر رمضان، مبادرة لإيقاف الحرب، وإيقاف إطلاق الصواريخ اليمنية مقابل إيقاف ضرب الطيران السعودي ومن معه، وتعامل معها السعوديون بالرفض العلني، مثبتين انطلاقهم من منطلقات الغطرسة والاستكبار، وأنه لا يوجد أي احترام للشعائر الدينية.
لما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في السنة السادسة للهجرة، إلى القريب من مكة المكرمة، ومعه أصحابه يريدون العمرة، وقد نووا أن يقاتلوا أهل مكة إن منعوهم، فقال رسول الرحمة: (والله لا يدعوني أهل مكة إلى أمر فيه صلح وخير إلا ودخلت فيه)، وفعلاً انعقد حينها صلح الحديبية.
ولما سار الجيش المسلم بقيادة الرسول صلوات الله عليه، لدخول مكة في السنة الثامنة -بعد سنتين- بعدما أخلفت قريش بصلح الحديبية، واقترب الجيش من مكة، قال أحد الشباب الأنصار المتحمسين: اليوم يوم الملحمة، اليوم تنتهك الحرمة، فرفض نبي الرحمة ذلك المنطق في المشعر الحرام والبيت الحرام وفي شهر رمضان كذلك وقتها، فقال: بل اليوم نعظم الحرمات، وبعد أن انتصر وسيطر على الوضع في مكة، قال لمن كانوا أعداءه: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
فكانت هذه رسالته، وهذا شأنه، وهكذا علم المؤمنين عبر التاريخ، بتعظيم الأشهر الحرم، وشهر رمضان، والشعائر المقدسة، وتعظيم دم المسلم بشكل عام، حتى إنه قال صلى الله عليه وسلم: (لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من إراقة دم امرئ مسلم بدون حق).
ويصر نظام بني سعود البغيض (وحليفه نظام أولاد زايد) على مخالفة كل هذه التعليمات، والرمي بها عرض الحائط، منطلقين من كبرهم وغطرستهم، واعتمادهم على القوى الغربية، ومشاريعها ضد العرب والمسلمين، لنشر الفتن، وصرف أنظار الناس عن العداوة الصحيحة والحقيقية لليهود وأعوانهم، كما امتلأت آيات وتعاليم القرآن الكريم.
كل هذه التصرفات السعودية تزيد أي مسلم عاقل دليلاً وشواهد على فساد هذه العائلة وهذا النظام، وتدفع كل وطني للإصرار على مواجهة هذا النظام سياسياً وإعلامياً وعسكرياً، وبكل الطرق، كلاً بحسب مكانه وموقعه، لأنه نظام فاسد منحرف خطره على بلاد العرب والمسلمين خطر كبير، وتمثيله للإسلام هو تمثيل مشوه سيئ، يجب إزاحته عن المشهد بكل الطرق.
إنني أعتبر أننا في اليمن في مرحلة مفصلية تاريخية لمواجهة هذا النظام، ليس لصالحنا فحسب، بل لصالح كل الأمة العربية والإسلامية، وصمود اليمنيين سيكون - بإذن الله تعالى- هو الضربة القاضية لهذا النظام التي ستدفعه للترنح اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، مما يؤدي لسقوطه بعون الله.

أترك تعليقاً

التعليقات