مغالطات العدوان
 

عبد الحافظ معجب

لم ولن يشهد العالم عدواناً مثل الذي تشنه السعودية وحلفاؤها على اليمن، لأن كل نماذج الحروب التي شهدها العالم لم يكن المجرم فيها سعودياً وهابياً داعشياً.
وعلى الرغم من أن هذه أول حرب يخوضها السعودي، إلا أنه ابتدع فيها بدعاً ما لها مثيل أو شبيه، وسيكتب التاريخ يوماً أن أمراء النفط شنوا حرباً فاشلة استخدمت فيها كل أدوات الكذب والتزوير والتضليل والمغالطات، ولم تنجح.
أموال ضخمة من عائدات النفط استطاعت شراء دول بكاملها ومنظمات ووسائل إعلامية وأقلام مأجورة وخونة تجردوا من الوطنية والإنسانية، ولم تستطع أن تشتري وعي الشعب اليمني، أو تكسر صموده وشموخه.
ترافق قصف الطائرات السعودية مع قصف مكثف للعقول والأدمغة عبر شاشات التلفزة، ولكن ذلك القصف اصطدم بوعي جماهيري منقطع النظير، وعلى سبيل المثال لا الحصر إليكم بعض هذه المغالطات:
* أجنبي ينتهك سيادة بلادك بالطيران والبوارج والجنود والمرتزقة لتحريرك من وهم التدخل الخارجي.
* يشتري صفقات سلاح بملايين الدولارات، ويقتل زوجتك وأطفالك، ويهدم بيتك فوق رأسك، عشان يدمر ترسانة السلاح اللي ماهوش داري فينها.
* يحاصر حدودك المائية ويحتل الجزر ويستهدف الموانئ ويدمرها لأجل يقول للعالم إنه يقدم لك مساعدات إنسانية وأنت تنهبها.
* يمنع وصول المواد الغذائية والمستلزمات الطبية ويقصف المستشفيات، ويقلك افسح لي الطريق عشان أنهي الفقر والمجاعة.
* يقصف المدارس ومكاتب التربية ومطابع الكتاب المدرسي، ويتهمك أنت بحرمان الطلاب من الدراسة.
* ينهب ثرواتك ويعطل البنك المركزي، ويطالب بصرف المرتبات ويحرض الموظفين عليك.
* يتعامل مع الشعب اليمني على أنه انقلابي، ومرتزقته الذين في الفنادق شرعية.
* يطلب منك أن تسلم له سلاحك وهو يقتلك بالطيران ليل نهار لأجل يحميك من نفسك.
* يدمر مطار صنعاء بغارات هيستيرية لأجل يمنع وصول طائرة مساعدات إيرانية من الهبوط في مدرج المطار.
* يستجلب المرتزقة من عشرات الدول بالمال والسلاح لقتلك لأنك بنظره عميل وتتلقى دعماً من الخارج.
* يرتكب ألف جريمة ومجزرة، ويعترف بواحدة منهن بعدما يحقق مع نفسه، ويقلك ليش ما تشكره وتتجمل لأنه تعامل بشفافية ومصداقية.
* يطالبك بالانسحاب من حدوده، وقواته تتواجد داخل بلادك وتحتل أجزاء من أراضيك.
* يشتي يحررك من التبعية لإيران مثلما يقول، ويريد إعادتك إلى وصايته التي تحررت منها بثورة.
* يفاوضك على أساس أنه طرف رئيسي في الحرب ومعتدٍ، لكنه يشتيك تقول للعالم إنه الذي أصلح بين اليمنيين وتوسط لإنهاء الحرب.
* يعترف بهزيمته الكاملة أمامك، لكنك ممنوع من الحديث عن هزيمته، وممنوع من الاحتفال بانتصارك، وعليك أن تنتشي بهزيمته دون أن يشعر أحد بذلك، كي يوافق على التوقف عن قتلك وتدمير بلادك.

أترك تعليقاً

التعليقات