الحديدة ودماء المرتزقة الرخيصة
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم

في محافظة الحديدة زجت دول العدوان بالآلاف من المرتزقة إلى معارك دموية ومناطق مفتوحة خطيرة ليموتوا من أجل حفنة من الريالات التي لا تكاد تفيد الإنسان.
يتعامل السعوديون والإماراتيون مع بعض اليمنيين والسودانيين كمرتزقة رخيصين يتعاملون معهم باحتقار، ويعرفون أن مبلغ الألف ريال سعودي في الشهر كفيل بأن يلقي أولئك المرتزقة النهمون للمال بأنفسهم من أجله إلى المحرقة.
درس بنو سعود وعيال زايد وأجهزة استخباراتهم المنطقة جيداً، وتآمروا منذ سنوات طويلة لإفقار كثير من الدول العربية، ومنها اليمن والسودان، من أجل استغلال بعض أبنائها في السخرة في بلادهم، والأعمال الشاقة المتعبة بأقل الأجور، ومن أجل التحكم في أراضيهم وبلادهم، واستغلال حاجتهم وضعف نفوس بعضهم.
أفراد كثيرون من قبائل الصبيحة ويافع (من محافظة لحج) هم في مقدمة أولئك المرتزقة الذين يلقون بأنفسهم للتهلكة من أجل مبلغ مالي سعودي رخيص شهرياً.
ولهذا أسباب عديدة، أبرزها انتشار الفقر والحاجة هناك من ناحية، وانتشار الجهل والأمية من ناحية أخرى، وكذلك انتشار النفس الشطري والطائفي في الفترة الأخيرة بسبب إعلام بني سعود وعيال زايد والإعلام الموالي والممول منهما مثل قناة عدن لايف وغيرها.
اجتماع كل تلك الأمور يجعل الآلاف من الشباب يتسابقون إلى محارق الموت في جبهة الساحل الغربي في محافظة الحديدة، تحت شعارات ألوية العمالقة الخمسة التي أنشأتها ومولتها دويلة الإمارات في تلك المنطقة منذ سنتين لاستدراج الشباب الفقراء والمحتاجين والجهلة، ليموتوا من أجل مشروعها في السيطرة على الموانئ والممرات البحرية.
منذ بداية رمضان زجت دويلة الإمارات بالآلاف منهم في أرض مفتوحة مكشوفة، وفي مغامرة بالغة الخطورة، فلم يعترض أحد، وتقدموا للموت كأنهم خراف يذهبون للجزار ولا يعلمون ماذا سيفعل بهم.
ووقعت لهم بالفعل مجازر كبيرة، وحوصرت كتائب كاملة منهم، ونزلت عليهم القذائف من كل صوب، فقتل المئات، وجرح مثلهم، وتم أسر أعداد كثيرة، وولى كثير منهم الأدبار.
كانت السيارات تتوجه كل يوم من مديريات الساحل الغربي محملة بالجرحى والقتلى لمستشفيات عدن والمخا، وللمقابر، ورغم هذا تجد دويلة الإمارات متطوعين جدداً يبحثون عن الألف ريال السعودي في نهاية الشهر، مندفعين بتحشيد شطري وطائفي أحياناً، ويظنون أنهم يذهبون للجنة التي يعدها بهم بعض المتطرفين، ولا يعلمون أنهم إنما يقاتلون في سبيل هيمنة وسيطرة دويلة الإمارات على موانئ المنطقة، وليسوا في سبيل الله.
تلك المناطق تحتاج إلى توعية، وتحتاج إلى قنوات فضائية ومحطات (إف إم) إذاعية متوجهة إليهم، وبلهجتهم وأساليبهم، لتبين لهم المكر الإماراتي السعودي، وخطورة الطريق الذي يسيرون فيه، وهذا جزء أولي من الحل.
أما الجزء الرئيسي فهو تحسين مستوى الدخل والتعليم في اليمن، حتى لا يندفع كثير من الفقراء والجهلة لتلك الخيارات المدمرة، وهذا ما يحاول بنو سعود وعيال زايد بكل قوتهم ومكرهم منعه، لأنهم يعرفون أن نهايتهم تبدأ من نهضة اليمنيين وانطلاقهم.

أترك تعليقاً

التعليقات