خازوق كيري
 

عبد الحافظ معجب

خازوق كبير أكله عيال العاصفة بعد أكثر من 600 يوم من الارتزاق وبيع الوطن، وبحسب المعطيات المتوفرة فإن المرتزقة لم يكونوا يفكرون أنه سيأتي يوم يرتمون فيه للشارع مثل بائعة الهوى التي يستغني عنها القواد في لحظة مداهمة أمنية.
باع المرتزقة كل ما لديهم، واستنفدوا كل أوراقهم، قبل أن يجدوا أنفسهم يجرون الخيبة والندامة في منتصف الطريق، ولم تفدهم دموع رئيس الهيئة العليا للإخوان وهو يناشد سادته وأمراءه عدم تركهم في منتصف الطريق، وهو فعلاً ما حدث، أمراء الحرب يبحثون عن الحل، والمرتزقة ينحبون على قارعة الطريق.
كيري بخارطته للسلام ينفذ سياسة واشنطن التي تريد إنزال الحمار من فوق الشجرة بعد أن عجز عن النزول، وفي ذات الوقت تجاهلت كل الأدوات التي استخدمها الحمار للطلوع، والتي تبذل اليوم كل ما بوسعها لتعطيل الحل ورفض الاتفاق والخارطة.
مرتزقة الرياض، ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الاتفاق، أعلنوا أنهم غير معنيين بهذا الاتفاق، ولم يخفوا أن الأميركي تجاهلهم، ولكنهم سرعان ما ذهبوا لمواراة ذلك بقولهم إن هذا الاتفاق هو بمثابة ضغط أميركي عماني لإلزام القوى الوطنية بتنفيذ ما كانت ترفض تنفيذه، وفي الوقت ذاته يعبرون عن عتبهم للعماني والسعودي لأنه تجاهلهم، بحد تعبيرهم.
طيب، الآن أيش عاد باقي بيد المرتزقة يعملوه؟ وما هو نوع الاحتجاج الذي يمكن أن يستخدمه دولة الرئيس (المحبوس) وسط 4 جدران في غرفة الفندق؟ وأيش بيفعل نائب الرئيس الجنرال الذي لا يستطيع أن يأمر حارس الفندق بعد أن كان قائداً للجيش، وإلا رئيس وزراء (الدنابيع) الذي غادر الرياض بصورة مفاجئة الى مأرب، وإلا وزير الخارجية عبد الملك المخلافي اللي جالس (يتنطط) من محطة تلفزيونية لأخرى، ويعلن للعالم أنه يهرف بما لا يعرف، ويفضح نفسه بنفسه أنه وزير خارجية مش داري بحاجة؟!
وبعدين ليش يزعل (الدنبوع) أن الأميركي قرر أنه يختم الحرب بدون ما يكلمه؟ مش هو بنفسه قال إن الحرب أُعلنت (وماكانش) داري بحاجة، وما عرف إلا بعد ما انطلقت عاصفة الحزم؟!
أميركا التي أعلنت الحرب عبر مؤتمر صحفي عقده سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير، هي ذاتها التي قررت اليوم إغلاق ملف الحرب عبر وزير خارجيتها جون كيري، متجاهلةً شركاءها الكبار في الحرب، وهما السعودي والإماراتي، ولم تبلغهم إلا بعد توقيع الاتفاق، أما القطري والبحريني، وهم شاركوا وقدموا الكثير في هذه الحرب، تجاهلهم سيدهم الأميركي، فما بالكم باللي يسمون أنفسهم (شرعية) وهم لا يستطيعون أن يحكموا مساحة 50 كيلومتراً، وأعطاهم العدوان كل الدعم المالي والعسكري والأممي، وعجزوا عن تأمين أبسط الخدمات للناس، وعجزوا عن إدارة (مديرية) واحدة، وعجزوا عن إقامة فعالية واحدة، لأن الشعب لا يريدهم، ولأن العدوان عرف حجمهم، لم يعرهم أي اهتمام، ومضى للبحث عن مخرج، ولهم (الخازوق).
أما القوى السياسية الوطنية لو سألتموهم ليش تفاوضتم مع الأميركي، جوابهم معروف أن المعتدي الرئيسي يستطيع أن يوقف عدوانه، أما المرتزقة فلا يستطيعون أن يحكموا أنفسهم ولا حتى نسوانهم وأولادهم داخل البيوت، فما الجدوى من التفاوض مع العميل البديل طالما والمعتدي الأصيل موجود على الطاولة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات

Tassilyn
  • الأربعاء , 25 يـنـاير , 2017 الساعة 7:30:48 AM

What a neat article. I had no inkling.