ملك الزهايمر
 

عبد الحافظ معجب

(زعم نعم إلا يقلكم ملك الزهايمر سلمان بن عبد العزيز إنه ما بيسمحش لأحد يتدخل في شؤون اليمن الداخلية ولا يوجد لديه أي نية للتدخل في اليمن).
بعيداً عن الهبل والاستهبال فعلاً هذا ما قاله الملك السعودي، مع تأكيده أن بلاده لن تسمح ولن تقبل بأي تدخل في شؤون اليمن الداخلية.
هذا الكلام قاله الملك (المخفقن) الذي يعاني من مرض الزهايمر، خلال خطابه بمناسبة افتتاح السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي، مدعياً أن موقف بلاده من الأزمة اليمنية يكمن في المطالبة بحل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، بإشارة منه إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية اللي قد أكلتها الدود والعكابر السود، ومخرجات الحوار الوطني الذي تعطلت جلسات تنفيذه بالموفنبيك بعد العمليات العسكرية السعودية، والقرار 2216 الذي أصدره مجلس الأمن لشرعنة العدوان ومنحه المظلة الأممية.
طبعاً وأنت تقرأ هذا الكلام تتخيل أن العدوان على اليمن صومالي أو إريتري أو إثيوبي، وليس عدواناً سعودياً، ولو استمررت بالتخيل ستشعر كأن الملك (المهلوس) ملك مملكة السويد، وليس ملكاً للمملكة التي سميت باسم أجداده وتشن حرباً على اليمن منذ عشرات السنين.
وخلافاً لما قاله الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع (ميدل إست آي) البريطاني، إن المستوى الحقيقي للخرف عند الملك سلمان ما زال مصدراً للتوقعات، فهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الزهايمر في حديث الملك، ففي مطلع العام الجاري، وخلال افتتاح معرض الجنادرية بالرياض، ألقى سلمان كلمة قال خلالها إنه سيتعاون مع إخوانه من العرب والمسلمين في كل الأنحاء للدفاع عن بلدانهم وضمان استقلالها والحفاظ على أنظمتها.
ولأن (أذن السارق تطن)، فأغلب أحاديثه هي عن التدخلات الخارجية وإعطاء مملكته الحق بالتدخل في شؤون الآخرين، مع الدعوات المستمرة إلى عدم التدخل في الشأن السعودي، علماً أن سجلهم الإجرامي مليء بالتدخلات في شؤون غيرهم، ففي العراق وضعوا أيديهم منذ العام 2003م، ومافيش أزمة أو نكبة بالعراق إلا والسعودية وراءها.. أرسلت السعودية تكفيرييها إلى العراق، وأغرقوه بالفكر الوهابي، ونصبوا أنفسهم أوصياء على الطائفة السنية هناك، ونشروا الفتنة الطائفية بالمال السعودي.
وفي سوريا 5 سنوات والمملكة ومن خلفها قطر وتركيا وأميركا يدعمون الجماعات المسلحة بالمال والسلاح، ودمروا الشام لأجل أن يحققوا الديمقراطية التي يعتبرون أنها من وجهة نظرهم تتمثل في إسقاط الرئيس الدكتور بشار الأسد، على عكس ما يفعلون في اليمن، حيث تشن السعودية عدوانها منذ عامين لتحقيق الديمقراطية المتمثلة بإعادة الدنبوع عبد ربه منصور هادي رئيساً للبلاد.. أما في البحرين فكان التدخل السعودي بالغزو المباشر للبلد لتحقيق الديمقراطية المتمثلة بقمع ثورة الشعب ضد نظام آل خليفة.. وفي ليبيا تدخلت السعودية بشكل مباشر لتحقيق الديمقراطية المتمثلة بإغراق البلد في الفوضى، ودعمت المملكة حقوق الإنسان هناك، حيث قدمت الشعب الليبي لقمة سائغة لداعش والقاعدة..
ومن أوروبا إلى أفريقيا يتدخل الفكر الوهابي التكفيري في مصائر تلك الشعوب، ويهدد مستقبلها.
الأمر الغريب والمضحك المبكي أن دولة مثل السعودية تتدخل لتحقيق الديمقراطية في سوريا.. اضحكوا ولا تبكوا أثابكم الله.

أترك تعليقاً

التعليقات