سلاح النساء
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا

عندما اختار كفار قريش رجلاً من كل قبيلة ليقتلوا الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، باتوا واقفين على باب بيته طول الليل ينتظرون خروجه للصلاة، ولم تسول لهم أنفسهم اقتحام البيت، وحينما طال الانتظار وقال أحدهم: "لنقتحم عليه داره"، رفض الفكرة أبو جهل ورد عليه قائلاً: "لا تتحدث العرب أني أروع نساء محمد".
ما خشيه أبو جهل وحسب حسابه من أخلاق وقيم مجتمعية لم يخشه بعران العدوان السعودي الإماراتي على اليمن ومرتزقتهم وموالوهم من اليمنيين. رفض أبو جهل اقتحام بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم خوفاً من فضيحة ترويع النساء، ليؤكد لنا أن الجاهليين قديماً غير الجاهليين اليوم، فالجاهليون في زمن سلمان وعيال زايد تخلوا عن احترام المرأة وقدسيتها، ولم يعودوا يفكرون في أن ترويع النساء واقتحام البيوت فعل ذميم يجلب العار والفضيحة.
من خلال تتبع ما يحدث لنساء اليمن من قبل دول العدوان يتضح أن الأمر ليس مجرد صدفة أو تصرفات فردية، وإنما عمل منظم وفق خطط مدروسة. لقد كانت مدينة عدن المحطة الأولى لجرائم العدوان اللاأخلاقية بحق النساء، وتم تسجيل عشرات الحالات ما بين اختطاف واغتصاب وتحرش، وجميع تلك الحالات سُجلت ضد مرتزقة إماراتيين، أو ذئاب بشرية من الموالين للإمارات في المدينة، ولم يفصح أحد عن تلك الجرائم، حتى جاءت جريمة اغتصاب فتاة الخوخة والتي ذاع صيتها وكشف أمرها بعد الفعلة الشنيعة التي فعلها أحد مرتزقة البشير من جنجويد السودان، وفي الوقت الذي تحركت فيه اليمن بطولها وعرضها لإدانة واستنكار هذا الفعل لم يحرك "الدنبوع" وحكومته ساكناً إزاء الجريمة النكراء والشنعاء.
بالتوازي مع جريمة اغتصاب فتاة الخوخة كان مرتزقة العدوان بمحافظة الجوف يعتقلون "حرة" يمانية ويخفونها عن أهلها، رافضين حتى الإفصاح عن مصيرها ومكان احتجازها أو التهمة الموجهة إليها.
وللتأكيد على أن هذه الجرائم منظمة وليست تصرفات فردية، أقدم مرتزقة العدوان على خطف مجموعة من النساء في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة واقتيادهن إلى جهة مجهولة، لينكشف الأمر ويدرك الجميع أن هذا الاختطاف امتداداً لسلسلة من الجرائم اللاأخلاقية والممارسات اللاإنسانية التي ارتكبها المرتزقة الذين جلبتهم قوى العدوان.
بلا شك أن الرفض المجتمعي والاستنكار الشعبي الواسع لهذه الجرائم يكشف عن حقارة ووقاحة دول العدوان ومرتزقتها، ولكن الرد المناسب على هذه الأفعال سيكون في الجبهات التي يخوض فيها أبطالنا معارك بطولية، كما أن هذه الأعمال غير الأخلاقية لن تؤثر على دور المرأة اليمنية في مواجهة العدوان ورفدها للجبهات بالمال والسلاح والرجال، وستبقى المرأة إلى جانب شقيقها الرجل في الدفاع عن الوطن بكل الوسائل المتاحة والممكنة، ولن يسمح الشعب اليمني لأيٍّ كان أن يعتدي على عرض نسائنا الذي هو عرضنا وشرفنا جميعاً.

أترك تعليقاً

التعليقات