الحقد السعودي على سبتمبر
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا

الحقد السعودي على اليمن منذ انتصار ثورة 21 من سبتمبر 2014، لا يختلف كثيراً عما فعلته المملكة بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، لدرجة أن عدوانها متشابه حتى في عجزها وإشراكها للكيان الصهيوني واستجلاب المرتزقة من شتى بقاع الأرض.
وحول أسباب العدوان القديم عقب ثورة سبتمبر، قال الملك فيصل بن عبد العزيز، في حوار صحفي، إن سبب تدخل السعودية في عدوانها هو التدخل المصري في اليمن، كما قالها محمد بن سلمان، عقب عدوانهم المسمى (عاصفة الحزم)، إن تدخلهم جاء لإنهاء المد والتوسع الإيراني في اليمن.
ومثلما هرب الإمام محمد البدر بن حميد الدين، بعد الإطاحة بحكمه على يد الثوار، إلى السعودية التي قامت بحشد القوات الموالية لها، لينطلق عدوانها من الحدود لمدة 7 سنوات، بدعوى استعادة العرش، استدعت السعودية (الدنبوع) هادي إلى أراضيها بنفس المبرر (استعادة الشرعية)، لتشن عدوانها على اليمنيين. 
على مستوى الإنفاق والخسائر في عام 63 فقط، أنفق السعوديون ما يقارب الـ15 مليون دولار، لتجهيز المرتزقة الموالين لهم بالسلاح، واستأجرت السعودية المئات من المرتزقة الأوروبيين، وأنشأت محطة إذاعية خاصة بهم على غرار (العربية) و(الحدث) و(سكاي نيوز) ومحطات التلفزة السعودية المسماة إعلاماً يمنياً. 
وتكراراً لنفس الدور قامت باكستان ببيع بنادق لمرتزقة المملكة والملكيين، معتبرة الأمر فرصة ثمينة للتكسب من السعودية (البقرة الحلوب) من أيام زمان، كما قامت إيران بدعم الملكيين بالمال، فقد وجد الشاه محمد رضا بهلوي أنه يجب عليه دعم الإمام محمد البدر لتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة. 
أما على مستوى الدور الغربي والأوروبي، فقد سمح البريطانيون بمرور قوافل السلاح عبر أراضي أحد حلفائهم في الجنوب العربي، وهو شريف بيحان الذي كان تحت حماية الإدارة البريطانية في عدن، وقامت الطائرات الحربية البريطانية بعمليات نقل جوية لإعادة إمداد قوات الإمام التي تتحرك بتوجيهات وإدارة مباشرة من السعودية، كما تم إرسال مرتزقة من فرنسا وبلجيكا وإنجلترا، من الذين حاربوا في شبه الجزيرة المالاوية والهند الصينية والجزائر، لمساعدة القوات الموالية للسعودية في التخطيط للحرب والتدريب وإدارة المعارك.
أما الدور الإسرائيلي فقد كشف محمد حسنين هيكل أن إسرائيل قامت بإعطاء شحنات من الأسلحة، كما أقامت اتصالات مع المئات من المرتزقة الأوروبيين الذين يقاتلون بجانب الملكيين والسعوديين في اليمن، وقامت إسرائيل بإنشاء جسر جوي سري بين جيبوتي واليمن الشمالي، وأعطت الحرب الفرصة للإسرائيليين لمراقبة وتقييم التكتيكات الحربية المصرية وقدرتها على التكيف مع ظروف المعارك. 
وكما يئس حكام السعودية من البدر ونفوه إلى لندن للإقامة هناك حتى توفي، ها هي اليوم تحاول التخلص من هادي بنفس الطريقة، ولأن التشابه كبير في كل شيء، والسعودية العاجزة هي ذاتها، بل زادت عجزاً ووهنناً، واليمن العظيم هو ذاته، بل زاد قوة وعظمة، فالنتائج ستكون متشابهة، بل أشد سوءاً، ومثلما هُزم سعود قبل 56 عاماً في حربه تلك، سيُهزم بنو سعود ومرتزقتهم غداً.

أترك تعليقاً

التعليقات