محمد ناجي أحمد

محمد ناجي أحمد / لا ميديا

عندما طلب القاضي عبد السلام صبرة، وحسن العمري، وغيرهما من جماعة الأحرار والتجار، من المقدم عبد الله جزيلان، أن يتواصل مع تنظيم الضباط الأحرار لمعرفة رأيهم في المشاركة بالثورة، لم يكن جزيلان يعلم بتفاصيل التنظيم، لكنه كان يعرف بوجود نشاط داخل الجيش، والكلية الحربية، ففاتح الملازم ناجي الأشول كي يعرف له موقف الضباط الشباب، فطلب منه مهلة، ثم عاد إليه بورقة فيها ممثلون عن التنظيم للحوار والتواصل مع جماعة الأحرار، وقال له: "هؤلاء في تقديري هم خيرة الضباط. وقد أبدى المقدم جزيلان بعض تحفظات لا مبرر لها حول الأخ الشهيد الملازم علي عبد المغني، ولكن الملازم ناجي الأشول أقنعه بأن الملازم علي عبد المغني غير ما يتصور" (أسرار ووثائق الثورة اليمنية، ص91).
وكانت الأسماء هي: الملازم علي عبد المغني، والملازم محمد مطهر زيد، والملازم أحمد الرحومي، والملازم صالح الأشول. فكان تحفظ جزيلان على وجود علي عبد المغني دون مبرر أو منطق سوى الموقف السلبي ذي الخلفية الشخصية، التي ربما لم تستسغ اعتداد علي عبد المغني بذاته وقدراته.
كان علي عبد المغني دينامو تنظيم الضباط الأحرار، فهو الذي أسس فرع التنظيم بتعز، وهو الفرع المعول عليه القيام بالثورة هناك، لولا الوفاة الطبيعية للإمام أحمد في 18 سبتمبر 1962م، وهو حلقة الوصل والتواصل مع جماعة الأحرار من قضاة ومشائخ وتجار ومثقفين وضباط، وهو الذي يتواصل مع الكثير من العناصر الوطنية الشابة في صنعاء وتعز والحديدة وحجة، والذين يعملون في الإذاعة، مثل الأستاذ عبد العزيز المقالح، والأستاذ عبد الوهاب جحاف، والأستاذ عبد الله حمران، والأستاذ صالح المجاهد، وزملائهم، وكذلك الذين كانوا في مركز الهاتف، وفي مقدمتهم أحمد سرحان، والأخ محمد البرطي، والأخ حسين القواس (ص95).
كان قَسَم التنظيم على "المصحف والمسدس"، ومن قرارات "القاعدة التأسيسية" للتنظيم: "يباح دم كل من أفشى سراً للمنظمة"، وكان اسمها عند التأسيس منظمة الضباط الأحرار، ثم تغير إلى تنظيم الضباط الأحرار.
ومنطوق القَسَم الذي يحلفون به: "أقسم بالله العظيم وبالإسلام الذي أدين به، وبكل المقدسات الوطنية، أن أكون جندياً مخلصاً في جيش العروبة، وأن أبذل نفسي وما أملك فداء لقيادتي ووطني، وأن أكون منقاداً لما يصدر إلي من أوامر، منفذاً لها مادمت أعلم أنها في المصلحة العامة التي جاء من أجلها الدين، وألا أخون ولا أفشي سراً للمنظمة ولو أدى ذلك إلى استشهادي، والله على ما أقول وكيل" (ص60).
واضح من منطوق القسم امتزاج البعد الديني بالوطني بالعروبي، وذلك يعكس تأثر الضباط الأحرار بثورة يوليو في مصر وأهدافها. 
كان علي عبد المغني رافضاً لضم المقدم عبد الله جزيلان إلى تنظيم الضباط الأحرار، وذلك لأن جزيلان كان من المقربين والثقاة لدى ولي العهد محمد البدر، فقد عمل ولي العهد على ترقية جزيلان ترقيتين من نقيب إلى مقدم. وأبقى التنظيم التواصل الشخصي مع جزيلان لأهمية موقعه أركان حرب الكلية الحربية، من خلال الملازم ناجي الأشول.
وتم ضم جزيلان إلى التنظيم عضواً شرفياً "وفي إحدى الجلسات الهامة للقاعدة التأسيسية لتنظيم الضباط المنعقدة خلال "أسبوع الاستنفار"، أقرت القاعدة قبول المقدم عبد الله جزيلان عضواً شرفياً في التنظيم، على ألا يشعر بذلك إلاَّ في اليوم الذي سيتم فيه تفجير الثورة" (ص133).

أترك تعليقاً

التعليقات