أفيقوا قبل أن يقع الفأس في الرأس
 

جميل المقرمي

جميل المقرمي / لا ميديا

مدينة التربة عاصمة الحجرية، وقلب تعز النابض، كانت ومازالت وستظل ترفض العدوان، وإن كانت هناك سيطرة شكلية عليها إلا أنها تعتبر أقل المديريات تحشيداً في صف العدوان، هذا بالرغم من الإمكانيات الهائلة والاستهداف الكبير لهذه المديرية من قبل المنظمات الدولية والمحلية التي تعمل مع العدوان، ناهيكم عن الاهتمام الكبير الذي نالته من حكومة الفنادق من حقائب وزارية، وهو ما لم تنله محافظة حضرموت النفطية أو أي محافظة أخرى، والتي ما كانت لتتم لولا الأطماع الخفية للعدوان على مر التاريخ، حيث تعتبر منطقة الحجرية هي النسق الخلفي لباب المندب، ونتيجة لتضاريسها الجبلية الشاهقة يحاول العدوان أن يجعل منها (تورا بورا) جديدة، هنا في اليمن. وأكد خبراء عسكريون أنه إذا استطاعت الجماعات المسلحة المتطرفة أن توجد لها حاضنة شعبية لن يكون بمقدور أي دولة إخراجهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر بالإمكان استهداف ميناء المخا من جبال جرادد في منطقة بني عمر غرب الشمايتين، والذي يسيطر عليه المحتل ويستخدمه ميناء عسكرياً، وكذا جبال الزعازع التي تشرف على منطقة كهبوب بالكامل، وجبل منيف العالي الذي كانت تستخدمه قوة خفر السواحل في سلاح الإشارة والذي يغطي من مدينة المخا غرباً إلى ميناء بلحاف في محافظة شبوة شرقاً ويجعل من معسكرات العدوان الممتدة من باب المندب إلى ساحل عدن تحت رحمة المدفعية اليمنية، وأيضاً قلعة المقاطرة التي كانت على مدى التاريخ نقطة انطلاق لتحرير كل المناطق الجنوبية وتجعل قاعدة العند تحت مرمى النيران.
الثابت أن ثقافة الرفض للاحتلال دفعت بالعدوان للتفكير في ابتكار طرق جديدة للزج بهذه المنطقة وأبنائها في أتون حرب لا تحمد عقباها، وذلك بعد دراسات مستفيضة للمنطقة ديمغرافياً وجغرافياً، حيث خلصت الدراسات إلى أن هذه المنطقة مشبعة بثقافة الحزبية والتنافس الحزبي والناس فيها يوالون الأحزاب أكثر من موالاتهم لله والوطن. لذلك قرر العدوان وبأدواته من المرتزقة فتح معسكرات وإيجاد خلافات شكلية من شأنها أن تكون عاملاً ودافعاً للناس إلى التحشيد والتجنيد. ونتيجة الاختلال في الوعي والتربية هب الجميع كالجراد، فهذا فلان ذهب إلى معسكر المرتزق (س) لأن قائده من حزبه، وأخوه علان ذهب إلى معسكر (ص) لأنه من حزبه أو لأنه اختلف معه على شجرة (علب) (سدر) أو ساقية ماء... وإن اضطر أن يتحمل نفقته من بيته، ناهيكم عن أن هناك أموالاً وسلاحاً يوزع بشكل لا يتصور...
ولا يدرك في الأخير هذا أو ذاك أن قائد الحزب (س) مرتزق يتبع الإمارات ويتلقى منها الأوامر، وقائد المرتزق (ص) يتبع السعودية ويتلقى منها الأوامر؛ والإمارات والسعودية يتلقيان الأوامر من أمريكا وإسرائيل، فيذهب الجميع إلى ما يخطط له العدوان من قتل ودمار وتمزيق للنسيج الاجتماعي، عندها ستصبح المنطقة أو بالأصح من تبقى من أبنائها مضطرين لطلب النجدة للانتقام بعضهم من بعض، فقد أصبح الكثيرون ممن يتواجدون الآن يعملون إما بتاجرة السوق السوداء أو السلاح أو غيرها، مما سيوفر أجواء مهيئة وظروفاً مواتية لتقبل أي كان من الجماعات الإرهابية للاستعانة بها لتحقيق ما يريدون من انتقام. ومن المؤكد أن هؤلاء متواجدون ويرحلون يومياً من سوريا إلى عدن وينتظرون فقط ساعة الصفر، وحالياً عدد كبير من كتائب شباب النصرة وداعش في معسكر صلاح الدين في بير احمد وكذا معسكر العند وسيلبون النداء ويصلون إليهم بسرعة البرق، حينها سيكون قد وقع الفأس بالرأس، وحتماً ستستباح الحرمات وترتكب فيهم فظائع تفوق ما ارتكب في العراق وسوريا.
 لذلك ندعو وبصوت عالٍ كل الأحرار ممن لا يزال فيهم بعض النخوة والعزة والإباء أن يتحركوا تحركاً جاداً ومسؤولاً لرفض عسكرة المنطقة، وطرد هذه الجماعات التكفيرية التي تريد نقل نموذجها الذي قدمته في وسط مدينة تعز وعدن والمخا والخوخة وغيرها من المناطق المحتلة والتي لم يسلم فيها حتى الرجال من الاغتصاب. 
 وعليهم اليوم واجب ديني وأخلاقي يستوجب التحرك بروح المسؤولية وأن يتناسوا خلافاتهم الحزبية التي وجدت لتدمير الأوطان وبيعها.
وليعلم الجميع علم اليقين أن هناك أحراراً كثراً سيقفون إلى جانبهم فقط ينتظرون منهم الإشارة.

أترك تعليقاً

التعليقات