رئيس التحرير - صلاح الدكاك

يمطر النفط على (واشنطن) ضوءاً ودفئاً
وفتائلْ
وعلى (لندن) ثلجاً ومخاملْ
وعلى (باريس) دِفلى ومشاتلْ
وعلى (برلين) خمراً وأيائلْ
وعلى (صنعاء) أطنان قنابلْ
عندما تنهمكين الآن في دهنِ الفضاءات بلون متفائلْ
وبتعليق القناديل على الحيطان والسقف 
وأهداب البرندات وأجفان المداخلْ
نجمع الأشلاء من ردم وأنقاض المنازلْ
ونقضِّي ليلة الميلاد في توضيب أشتات الضحايا 
للتوابيت وفي فرز الجدائلْ
هذه خصلة مروى
ذاك فستان حنايا
تلك زلَّاجة وائلْ
نحن من عامين 
لا نفرحُ يا سيدتي 
لكنْ نحاولْ
***
عندما ترفل في الأضواء والزينات
ساحات أوروبا 
عندما تومض واشنطن يا سيدتي الشقراء مثل اللؤلؤةْ
فاذكري كل مصحات بلادي والمشافي المطفأةْ
عندما تزبدُ في ثغرك مثل الموجة الشمبانيا في مرقص البار أو البيت بقرب المدفأةْ
فاذكري مرضى الغسيل الكلويِّ اليمنيين
اذكري حشرجة الموتى بباب الجلسات المرجأةْ
عندما يتقد السيجار فوق الشفة الكسلى
اذكري مرضى الرئةْ 
تحت أمطار السيانيد وغارات النيوترون وقصف الأوبئةْ
تحت أيقونات سانتا كلوز
تلقيها وعول الجو للأطفال عبر المدخنات الصدئةْ
واذكري حين تدوخين على أضلاع جيتارك،
أضلاع الصغار الناتئةْ
وصل القمح ولم يعثر على الميناء فاستدبر يبغي منشأةْ
بعد أن عدَّ إلى الرقم المائةْ
إنه عامٌ من الأعوام..
كنا الخبر العاجل في يناير الماضي
وصرنا الخبر العاجل في يناير المقبل
لا فرق وبات الموت بالجملة بعد التجزئةْ
إنه عامٌ من الأعوام..
أهرام منايا ناضجات وأمانٍ نيئةْ
فاشكري عنا حكوماتك يا سيدتي
في مطلع العام
على كل طرود التهنئةْ
وعلى كل مساعي التهدئةْ
وعلى أحزمة السي فور
والعبوات والحور
وأخبار بلادي السيئةْ
***
كل عامْ..
في الأعالي المجد للنفط وعُقبان الأباتشي
ودرونز العم سامْ
وعلى الأرض السلامْ...

أترك تعليقاً

التعليقات