إعادة الشرعية وإنهـــاء الانقلاب!
 

جميل المقرمي

جميل المقرمي / لا ميديا

أسطوانة مشروخة ظلت ترددها أبواق العدوان وأدواته في العالم العربي، ومن خلفهم صهاينة العالم.. طيلة 4 سنوات مضت تحالف دولي يشن حرباً عدوانية على شعب الحضارة والتاريخ، حرباً استخدم فيها كل أنواع الأسلحة، بما فيها المحرمة، حرباً أكلت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل، ودمرت كل البنى التحتية لليمن المصنفة ضمن الدول الأشد فقراً إن لم تكن الأولى.. ويفرض حصاراً مطبقاً قتل أي آمال للعيش..
السعودية التي تقود تحالف العدوان، وبدلاً من أن تمد لليمن يد العون، وبعد أن بثت سمومها التكفيرية الوهابية، أرسلت أضخم الترسانة العسكرية، وجمعت لها كل شاذ ليدنس الأرض والعرض وينهب الثروات، إضافة إلى مرتزقة الداخل ممن كانوا أدوات العدوان الناعمة طيلة عقود من الزمن، بعد أن اغتالت صاحب المشروع المدني الذي رأت فيه السعودية أن مشروعه سيجعل من اليمن دولة ذات كيان يحسب لها حسابها بين الأمم، لتزرع تلك الأدوات الجملوكية، والتي تدار عبر الريموت كنترول، والتي جعلت من فترة حكمها وطناً مثخناً بالجراح، عملت على إدارة الوطن بالأزمات والحروب القبلية والسياسية والثأرات والتقطع والنهب، والتي لم تسلم منها أية قبيلة يمنية، ناهيك عن تشويه صورة القبيلة اليمنية بأنها لا تجيد إلا النهب والسلب والفيد وقطع الطريق، صورة قاتمة ومشوهة ظلت ترسم عن القبيلة اليمنية طلية العقود الماضية... لتتوج هذا العدوان بهذه الحرب الظالمة على اليمن، والتي أثبت فيها اليمني الأصيل أنه عصي على الانكسار، ونتيجة لذلك الصمود اليماني استطاعت القبيلة اليمنية أن تستعيد مكانها الطبيعي الذي عرفت به عبر الأجيال، وبصمود الشعب اليمني تكشفت حقيقة أهداف العدوان، وما كان يخفي خلف الأكمة ظهر على السطح وبخطوات متسارعة، لتسقط دول الخليج واحدة تلو الأخرى في أحضان الصهاينة وبشكل رسمي، ودون أي خجل ولا حياء حتى من شعوبهم، وبدلاً من أن يسقطوا صنعاء سقطت أنظمة الخليج في الوحل، وآخرها دولة عمان التي لم تكن محايدة، وإنما تم تحييدها لتمارس دوراً آخر.
هذا السقوط المدوي لأنظمة الخليج لن يمر مرور الكرام، لأنه لازال في شعوب الخليج أحرار، وسوف ترون ثورة كبيرة ضد هذه الأنظمة المتخلفة، فالوقائع والمعطيات تبشر بذلك، ولن يجني قرن الشيطان وبقية صهاينة الخليج إلا الذل والعار والهزيمة والخسران في الدنيا والآخرة.
اليوم تتجلى حقيقة العدوان، وذلك بظهور العدو الحقيقي وهو يعلن من البيت الأبيض سرعة وقف إطلاق النار في اليمن، ليس حرصاً منه على اليمن والشعب اليمني، ولكن لأن العدوان لم يحقق الأهداف التي رسمت له.
ونحن نستعد للاحتفال بالمولد النبوي الشريف لسيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، الذي أزاح مولده جاهلية كفار قريش ويهود خيبر وبني قينقاع، يجب أن يكون الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة نصراً وعزة على يهود العصر وكفار قريش، وسيكون ما بعد المولد ليس كما قبله، وعلى اليمنيين التحرك الجاد والمسؤول لرفد الجبهات.
ومن عاصمة العروبة والإسلام التي تحمل مشاعل الحرية والعدالة والإخاء والمحبة، قبلة الثوار من كل أنحاء العالم، سيطل قائد الثورة لرسم الخطوط العريضة لمعركة كسر العظم التي ستدفن الغزاة والمنافقين في تراب الصحارى والرمال، وسيكتب التاريخ من جديد أن اليمن كانت وما زالت وستظل مقبرة للغزاة والمستكبرين والطغاة.

أترك تعليقاً

التعليقات