عن الشهيد البطل علي الجابري
 

جميل المقرمي

جميل المقرمي / لا ميديا

عرفته منذ اليوم الأول للعدوان السعودي الأمريكي، شاباً في مقتبل العمر يحمل من الشجاعة والإباء ما لا يحمله أحد. 
التقينا في السهول والجبال يتقدم المجاهدين ذوداً عن الدين والوطن في وجه طغاة الأرض. 
عرفته شاباً مجاهداً صنديداً يصول ويجول، ويلقن العدوان وأحذيته أقسى الدروس وأبلغها...
ترك حياة الترف وخرج شاهراً سلاحه في وجه العدوان وأحذيته متنقلاً بين مختلف الجبهات. استشهد الكثير من أسرته ولم يزده ذلك إلا قوة وصلابة وإيماناً بأنه على الحق والطريق الصحيح. 
شعر بحجم المؤامرة على وطنه اليمن وما يحاك ضد محافظة تعز وكيف يسعى العدوان إلى جعل محافظة الثقافة وكراً للإرهاب. استطاع إقناع الكثير من أبناء تعز وخاصة من كانوا في صف العدوان بأن يتركوا سلاحهم ويعودوا إلى بيوتهم.
كان دائماً يردد: (لن ترى الدنيا على أرضي وصياً).
أصيب والده المجاهد عبدالولي الجابري، عضو مجلس النواب وقائد اللواء 115، أكثر من مرة، وعندما أبلغ بذلك كان العدوان يزحف بقوة على جبهة الشقب، لكنه ظل مرابطاً في مترسه حتى كسر الزحف.
يقف القلم عاجزاً عن البوح بما يختلج في صدري عن هذا البطل، فما عسى أن أقول أو أن أكتب في شهيد اصطفاه الله إلى جواره واختاره ليكون في عليين مع الأنبياء والصديقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟! 
كان يؤدي العديد من المهام والأدوار في الجبهات وما تشهده من انتصارات وملاحم بطولية يجترحها هو وزملاؤه من أبطال الجيش واللجان الشعبية دفاعا عن الوطن وأمنه واستقراره. 
شباب في مقتبل العمر لم يكونوا أصحاب خبرات سابقة ولا خضعوا لتدريبات عسكرية، ولكنهم رضعوا حليب (هيهات منا الذلة) و(من أحب الحياة عاش ذليلاً)، واستطاعوا من خلال هذه القوة الإيمانية تحقيق إنجازات استطاعت كسر معادلة القوة، والتي شكلت مفاجأة لتحالف العدوان وأدواته. 
 نعم هؤلاء الشهداء بانتصارهم للقيم والمثل والمبادئ الوطنية، وبتضحياتهم ودمائهم، هم من صنعوا تاريخاً جديداً لليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات