عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -

4 أعوام من الصمود والتحدي يقابلها 4 أعوام من العدوان والاحتلال والغزو المخطط له من قبل دول الرباعية (أمريكا - السعودية - بريطانيا - الإمارات) + (إسرائيل)، هنا علينا وقبل كل شيء أن نقيم هذا العدوان، واندفاعه الشديد في معركة الساحل الغربي ومعركة الحديدة، أهدافه وكيف أفشلها الجيش واللجان، وهنا علينا بالذات أن نفهم ونعي أن لا فرق بين معركة الساحل الغربي العسكرية، ومعركة الحديدة السياسية.. 
ونحن على أبواب العام الخامس من فشل أجندة العدوان والاحتلال، ونجاح وانتصار التحدي والصمود اليمني، سوف نجد أن معركة الساحل الغربي هي معركة تثبيت وجود لتوسع الكيان الصهيوني، إنها معركة التزام كافة عملاء مملكة بريطانيا العظمى العرب والمسلمين، معركة الساحل الغربي هي معركة متتالية لإطلاق بريطانيا وعد بلفور لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهذا الكيان هو كيان لقيط على التاريخ والجغرافيا، ولا يمكن الحفاظ عليه وسط دول هي من صنعت التاريخ والجغرافيا أصلاً، إلا إذا تم عزله وحمايته من قبل أمريكا وبريطانيا.. 
إذا ما عدنا لبدايات تكوين إسرائيل في فلسطين، وباختصار، سوف نجد أن بريطانيا أنشأت للحفاظ على لقيطتها (إسرائيل) دولاً إسرائيلية لقيطة أخرى في المنطقة، ومنها (السعودية والإمارات والأردن وقطر)، ومع تسارع الأحداث كانت تطمح بريطانيا وأمريكا من غزوهما للعراق إنشاء (إسرائيل صغرى)، وهي الركن الأول لإسرائيل الكبرى (من النيل إلى الفرات)، كان الهدف تقسيم العراق إلى أقاليم (سُنّية وشيعية وكردية)، وفصل إقليم الأكراد من العراق، ليضم الأكراد كلهم من العراق وسوريا وتركيا وإيران، في دويلة واحدة، ليتم إعلان ركن إسرائيل الأول في الفرات.. 
غير أن هذا الطموح لبروتوكولات حكماء صهيون فشل وسقط، وذلك بصمود سوريا والجيش العربي السوري الذي قطع على المشروع البريطاني - الأمريكي إنشاء هذه الدويلة، بعد أن جند الغرب والشرق كافة إرهابيي العالم ليشكلوا حاجزاً بين سوريا وإسرائيل الجديدة في الجزء الكردي السوري، وبوعي الشعب العراقي والجيش الشعبي العراقي تم طرد كافة الإرهابيين، الذين كان المراد من وجودهم هو تشكيل حاجز بين العراق وإسرائيل الجديدة في الجزء الكردي العراقي، فسقوط مشروع انفصال الأكراد، دفع إلى تأجيل هذا المشروع لعدم تمكن أمريكا من الاتفاق مع تركيا، وهو تأجيل حتى حين.. 
الحرب على اليمن والعدوان والتحالف بقيادة السعودية والإمارات، هدفه هو إنشاء دولة (إسرائيل صغرى) في باب المندب تتحكم بباب المندب، وذلك بعد أن نجح كيان (إسرائيل الكبرى) بالحصول على جزيرتي صنافير وتيران المصريتين عن طريق تسليمهما من مصر للسعودية، حتى تحصل إسرائيل على الركن الثاني من تكوينها دولة إسرائيل الكبرى (من النيل)، وذلك لإيجاد مخرج مائي للبحر الأحمر يتحكم به خليج العقبة، والهدف منه إلغاء قناة السويس المصرية، بهدف إيجاد قناة أو طريق تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وتتحكم بها إسرائيل.. 
وهذا المشروع يتطلب وجود كيان صهيوني في الساحل الغربي اليمني، يضمن سلامة الطريق الإسرائيلية القادمة من خليج العقبة، وهذا ما تحارب من أجله الدول اللقيطة التابعة لإسرائيل، وهي (السعودية والإمارات)، فكان صمود وتحدي الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي، هو ما كشف حقيقة صهيونية (السعودية والإمارات) للعلن، وهذا ما أعلنه الرئيس الأمريكي ووزيرا دفاعه وخارجيته، كإعلان رسمي واضح بالقول: "وجود السعودية ضمان لوجود إسرائيل"..
أما معركة الحديدة السياسية والمفاوضات، فهي معركة دفع بها كافة لقطاء وعملاء بريطانيا لإيجاد لقيط جديد، ليكون سداً وحاجزاً مانعاً بين اليمن وبين إسرائيل الجديدة في الساحل الغربي اليمني، وتضم هذه الدويلة الإسرائيلية أجزاء من (عدن ولحج وتعز)، وهذا الحاجز يمثله مجموعة طارق عفاش، ومهمته هي أن يبقى مهدداً للحديدة، ليشكل حاجزاً بين الجيش واللجان وبين دويلة إسرائيل الصغرى في باب المندب.. 
إن الهدف من احتلال الحديدة وماذا يعني ولماذا هذا التصميم على احتلال ودخول الحديدة، فإنه يعني إيجاد فاصل وسد بين قوات الجيش واللجان ومشروع دويلة إسرائيل الجديدة في الساحل الغربي، فكان الدعم من نصيب ما يسمى "حراس الجمهورية" و"ألوية العمالقة"، وهم في الظاهر والإعلام بقيادة طارق صالح، وفي الباطن وحقيقة الأمر هم مجموعة من الإرهابيين والقاعدة وداعش الذين هزموا في العراق واندحروا من سوريا، بالإضافة إلى كافة المرتزقة من مختلف أنحاء العالم، بلاك ووتر والسودانيين، إضافة إلى الإخوان المسلمين، بقيادة حزب الإصلاح اليمني، وهذا الأخير رفض مشروع إسرائيل في جزء الأكراد التركي، وكتعويض لبريطانيا وقع على دعم ومساندة مشروع إسرائيل جديدة في جزء من الساحل الغربي اليمني..
هذا الهدف هو خلاصة 4 أعوام من العدوان، وهذه هي معركة الساحل الغربي، وهذه هي معركة الحديدة، والتصعيد القادم والإعداد القادم (أمريكياً وبريطانياً وإسرائيلياً) هو إعداد وتصعيد لمعركة في الساحل الغربي كاملاً، طالما والكيان الصهيوني أقل قدرة حتى الآن على مواجهة العرب مجتمعين، رغم كونه كياناً محتلاً، وضعف كثافته السكانية، وضيق مساحته قياساً بالدول الكبرى، كل هذه المعطيات كانت حافزاً لدول بريطانيا اللقيطة مثل السعودية والإمارات وقطر والأردن، أن تحلم بالسيطرة ولعب دور أكبر من حجمها، وهل هناك من دور لهذه الدول اللقيطة غير إنشاء وتكوين دول لقيطة مثلها..؟! 
4 أعوام من الصمود والتحدي اليمني، وأنا هنا لا أستبعد أو أتجاهل معطيات الصراع ما بين الشرق والغرب، وحجم الدعم الذي تلقاه إسرائيل الكبرى من الغرب وأمريكا، لن تستطيع السعودية أو الإمارات أو قطر أو الأردن أن تحصل عليه مهما كانت ثرواتها، لأن ما تملكه السعودية والإمارات وقطر والأردن سوف تحصل عليه الدول الغربية وأمريكا منهما طوعاً أو كرهاً، ولذلك فإن كل لقطاء التاريخ والجغرافيا والسياسة والعسكرة مضطرون دوماً لصناعة إسرائيل جديدة في المنطقة، وهدفهم هذه المرة وفي المعركة القادمة، وبرعاية الأمم المتحدة، هو بناء دولة لقيطة وإسرائيل صغرى في الساحل الغربي اليمني، تتحكم بباب المندب..

أترك تعليقاً

التعليقات