الإخوان والعدوان
 

عبد الحافظ معجب

يعتقد قيادات الإخوان المفلسين أن بإمكانهم خداع اليمنيين، وهم يحاولون العودة الى المشهد السياسي أو الحصول على مكاسب سياسية بعد مشاركتهم في العدوان السعودي على اليمن.
باستحمار واضح تتعامل قيادات هذا التنظيم مع الشعب اليمني، دون إدراك أو الالتفات الى حقيقة سقوطهم المدوي، واستحالة عودتهم الى السلطة بأي شكل من الأشكال.
بعد أن تهاوت سلطتهم وسقط رموزهم في ثورة الـ21 من سبتمبر 2014، هربت قيادات الحزب إلى الخارج، وارتمت في أحضان المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، بحثاً عن طوق نجاة لإنقاذهم أو توفير مكان إقامة دائمة لهم بعد أن رفضتهم صنعاء وطردتهم.
تركوا شبابهم المؤدلجين في حالة من الخوف والضياع، لاسيما بعد انكشاف أمرهم عقب مداهمة أوكارهم الإرهابية في جامعة الإيمان ومقر الفرقة الأولى مدرع وجمعياتهم التي كانوا يقولون إنها خيرية وإنسانية، وهي معامل للمتفجرات وصناعة الأحزمة الناسفة وتجهيز السيارات المفخخة.
انطلقت عاصفة الإرهاب السعودي الأميركي المسماة (عاصفة الحزم)، وخرج الإخوان من جحورهم، وعادوا بقوة إلى المشهد الأمني لممارسة هواياتهم في الاغتيالات والتفجيرات، هذا طبعاً في الداخل قبل ما يتحرك لهم الأمن واللجان (ويلقطوهم) مثل الفئران من الشوارع والجحور التي كانوا يختبئون فيها، أما نشطاء وقيادات التنظيم في الخارج فقد أعادوا أسماءهم الحقيقية إلى (فيسبوك)، وسرعان ما رأيناهم على شاشات التلفزيون يُطلقون التصريحات بأنهم عائدون إلى صنعاء من جديد.
ذات الأساليب والوسائل التي اعتاد الإخوان على استخدامها لم تتغير منذ تأسيس التنظيم وحتى اليوم، كل ذلك في سبيل الوصول إلى السلطة، وهم الذين اغتالوا ما يقارب 300 ضابط في الجيش اليمني منذ العام 2012، وجندوا ما يزيد عن 200 ألف إخواني في صفوف الجيش بعد تبنيهم مشروع هيكلة الجيش، وفتحوا عشرات المعسكرات لتدريب عناصرهم الإرهابية، ومنحوا قيادات القاعدة مناصب في الحكومة والسلطة المحلية.
أخذ الإخوان فرصتهم الكاملة عندما ركبوا على ثورة الشباب، وسرقوا أحلامهم وآمالهم، وأخونوا الدولة وعاثوا فيها فساداً في فترة اعتقدوا أنها ربيعهم، غير مدركين أن الغرب استدرجهم إلى هذا الربيع لكشف صورتهم القبيحة أمام الشعوب في كل الدول التي وصلوا فيها إلى الحكم.. أما اليوم، وبعد انكشاف الغطاء والمشاركة الواضحة في العدوان على اليمن، حكمت الجماعة على نفسها بالنهاية، فمن غير المعقول أو المقبول أن يعود هذا التنظيم الإرهابي إلى السلطة، ولم يتبق أمام كوادر وشباب الإخوان المعتدلين في اليمن سوى خيارين:
إما حل الحزب وإعادة تأسيس كيان سياسي معتدل، بعيداً عن العنف والإرهاب الذي مارسته هذه الجماعة، والبراءة من كل أعمالها اللاوطنية، وأبرزها المشاركة في العدوان، والمساهمة في أعمال الفوضى والتفجيرات وزرع العبوات والشرائح.
أو الخيار الآخر، وهو إعلان الدولة حل الحزب، وملاحقة المنتمين إليه قضائياً، والزج بهم في السجون، كما حدث في مصر مع الجماعة ذاتها.

أترك تعليقاً

التعليقات

Marv
  • الأربعاء , 25 يـنـاير , 2017 الساعة 8:58:34 AM

I never thought I would find such an everyday topic so enhantllirg!