السعودية.. ووهم الأمن المستورد
 

جمال كامل

جمال كامل / لا ميديا -

انخراطا منها بشكل كامل في الإرهاب الاقتصادي والسياسي والحرب النفسية التي تشنها أمريكا على الشعب الإيراني، فتحت السعودية أرض جزيرة العرب لتصول فيها وتجول القوات الأمريكية، بعد أن كان ملوك بني سعود في الماضي يتجنبون استقدام قوات أجنبية إلى البلاد، حفاظاً على قدسية أرض الحرمين، التي دنسها سلمان وابنه، بفتح قاعدة الأمير سلطان الجوية الواقعة إلى شرق العاصمة الرياض أمام القوات الأمريكية.
مصادر سعودية أعلنت أن الملك سلمان وافق على استقبال قوات أمريكية على أراضي المملكة، وهو ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية التي أشارت إلى أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أذن بإرسال قوات وعتاد إلى السعودية.
الملفت أنه خلافاً لجميع القواعد الأمريكية المنتشرة في العالم، التي تتكفل أمريكا بنفقاتها، تحلب أمريكا الممالك والإمارات والمشايخ في الخليج الفارسي حلباً بتواجد قواعدها فوق أراضيها، فكل تحرك أمريكي، بدءاً من حاملة الطائرات حتى طلقة رصاص واحدة، تأخذ أمريكا أثمانها أضعافاً مضاعفة عدَّاً ونقداً.
قبل أيام، أعلنت قطر أنها أنفقت ثمانية مليارات دولار على تطوير قاعدة العديد الجوية الأمريكية الموجودة على أراضيها، دون أن تدفع أمريكا سنتاً واحداً، وهو ما كشفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى واشنطن.
وفي إطار عملية الحلب التي لا تنتهي للخزينة السعودية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن شركة لوكهيد مارتن الأمريكية فازت بعقد لبيع منظومة ثاد الصاروخية للسعودية، قيمتها مليار وأربعمائة وثمانون مليون دولار.
كل هذا الحلب الترامبي للخزينة السعودية يأتي تحت عنوان واحد، هو "مواجهة التهديدات الإيرانية"! وهي "تهديدات" أدمن بنو سعود عليها، الأمر الذي يفسر حالة الرضا التي تشعر بها السعودية، وهي تُحلب، فلا علامات اعتراض أو حتى استياء، كل ما هنالك حالة استرخاء عجيبة!
أمريكا التي تُكدّس مختلف أنواع الصواريخ في ترسانات السعودية، بالإضافة إلى الطائرات المتطورة، وأنظمة الدفاع الجوي، وتزرع المنطقة بالقواعد العسكرية، وترسل حاملات الطائرات والبوارج والسفن الحربية والجنود إلى المنطقة، وتقيم التحالفات والائتلافات الطويلة العريضة، تزرع في الوقت نفسه "وهم" خطر الصواريخ الإيرانية التي تهدد السعودية! والأدهى من كل هذا أن بني سعود لا يصدقون تسويق هذا الوهم، بل يدعون جهاراً نهاراً أمريكا إلى إشعال حرب تُحرق الأخضر واليابس في المنطقة، من أجل إزالة هذا الوهم من رؤوسهم.
أمام كل هذا الوهم السعودي، توجد في الجهة المقابلة إيران، التي تتعامل بموضوعية وحكمة ومسؤولية، بعيدة عن كل أوهام، لإنقاذ السعودية وتحريرها من الوهم الأمريكي، الذي سيجعل خزائن السعودية، في أقل من عقد، خاوية على عروشها، عبر تقديم المبادرات تلو المبادرات، وعبر مد يد السلام، فلا خيار لشعوب المنطقة إلَّا السلام، وبدونه الجميع خاسر.

أترك تعليقاً

التعليقات