فرعون العصر
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

عاد الكيان السعودي، ليل الجمعة، ليقصف صنعاء بكل همجية، كما هو شأن الحقد الصحراوي على اليمن منشأ الحضارات... وكأنهم يستعجلون ضرب الرياض!! 
تحوَّل ذلك القصف إلى ما يشبه التندُّر في مواقع التواصل الاجتماعي، فمنهم من كتب متسائلاً: ما الذي حدث؟! وهل يقومون بعمل نكز لإيقاظ صواريخنا؟! والبعض الآخر وجَّه كلامه إلى العدو السعودي قائلاً: لسنا نحن الذين اختطفنا السفينة البريطانية فلا تبحثوا عنها في صنعاء!... وأعتقد لو كانت الإمارات مشاركة في ذلك القصف لقالوا لحاكم دبي: لسنا نحن الذين اختطفنا زوجتك!
أتخيل محمد بن راشد آل مكتوم وهو ممدد على سريره وحيداً يكتب رسائل نصية ورسائل واتس وإيمو وتليغرام لزوجته التي تتجاهل رسائله بعد أن تركته هاربةً ولاجئةً إلى ألمانيا، لأنها كشفت عن وجهه الأنيق الذي يختبئ تحته قاتلٌ بشع، وإلاَّ فما الذي يجعلها تترك كل هذا الـمُلك والسلطان لتفرَّ بجلدها؟! فالمثل اليمني يقول: "الدِّم ما يهرب من بيت عرس".
   يعرفون موقع إيران على الخريطة جيداً، لكنهم يأتون لينتقموا منها في اليمن، لأنهم أجبن من التفكير في مواجهتها. وما زلت أتذكر تصريح محمد بن سلمان بداية العدوان على اليمن حين قال إنه سيمسح إيران من الخريطة وسيجعلها أثراً بعد عين، ففاجأه وزير الدفاع الإيراني حين أدلى بتصريح موجَّه له وللخليج بأكمله، قائلاً: في مدينة مشهد ثلاثة آلاف صاروخ كلها موجهة باتجاه الخليج، وسيحتاجون إلى سبع دقائق يدافعون فيها عن أنفسهم، ولن يستطيعوا فعل شيء في هذا الوقت القصير. فابتلع ابن سلمان لسانه، لأنه يعرف حجمه جيداً...
العنتريات التي تتظاهر بها السعودية وتظهرها في قصفها على اليمن تشبه ذلك القط الذي رأى وجهه كبيراً على صفحة الماء فاعتقد أنه نمر، ولم يعد يصدق أحداً حين يخبره عن حقيقته وينصحه بالتراجع عن ارتداء ثوب ليس على مقاسه. فحين تلبس ثوباً أكبر من حجمك فكن على يقين أنك ستتعثر وتسقط. وهذا ما يحدث مع ابن سلمان، لكنه لا يشعر أو لا يصدِّق باقتراب السقوط، مع أن كل المؤشرات تؤكد ذلك، تماماً كالمؤشرات التي كانت واضحةً على هلاك فرعون، لكنه أصرَّ على اللحاق بموسى رغم رؤيته للبحر حين انفلق، فمضى إلى حتفه بكل غباء.
وها هو فرعون العصر، ابن سلمان، يمشي بمملكته وشعبه ونفطه إلى طريق الهلاك، متجاهلاً الدلائل والمؤشرات التي تؤكد انتهاء كل شيء، لكنه الغباء والكِبْر الذي يجعل صاحبه أعمى لا يرى شيئاً سوى نفسه، وسيظل يمشي بعماه إلى الحفرة التي سيفتح عينيه فيها لآخر مرة ليرى نهايته التي ستجعل العالم العربي والإسلامي يتنفس الصعداء ويبتهج، لأن كل المشاكل ستزول بزوال فرعون العصر.

أترك تعليقاً

التعليقات