فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا -

نعم.. أنا شيعي عندما يعني التشيع انتصار الحق ضد الباطل.. نعم أنا شيعي أشعر بالوجع عندما يكون الخروج على السلطة الغشوم، والملك الذي يتعالى على الأمة المقهورة المستعبدة. شيعي أنا حين يستبد القوي بالضعيف وتدوس قدم الكبير على حياة المظلومين.. وليس آخراً حين يحكم الشعوب جاهل فاسد يسرق وينهب ويكرس مبدأ الألوهية، كما هو نموذج الطاغية فرعون: "أنا ربكم الأعلى".
استجاب الحسين لنداءات يتامى ومستضعفي العراق من سلوك يزيد البالغ الجور الفاجر الذي لا يرعى إلا ولا ذمة. استجاب الحسين الثائر لنداء الحق: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، وجمع من أعيان الإسلام، وعلى رأسهم عبدالله بن عباس، بذلوا النصح الخالص للحسين بعدم الخروج، وقد رأوا أن الحسين سيلقى حتفه على يد نفوس ساغت الحياة الدنيا بشهواتها المثيرة، حتى لو كان سيد الكائنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما انفك عن الخطر، فرد الحسين على الذين نصحوا لله ولرسوله بعتاب نوراني مغتبط: "أتبخلون عليَّ بالجنة؟ والله إني لأشتاق رائحتها الآن".
الشيعة في جذرها اللغوي "المناصرة"، أما في معناها الميداني فهي "الجنة تحت ظلال السيوف". ألوف الكيلومترات تقع فاصلاً بين طاغي بني أمية الذي تربى على مائدة الشبهة والحرام، بقضه وقضيضه، وبين فتى تربى على مائدة النبوة حتى إنه -وقد كان صغيراً حديث السن- لاك تمرة من تمر الصدقة، حينها أدخل سيدنا النبي إصبعه فأخرجها من فم الصغير.. والموازنات بين الحسين ويزيد لن تكون في مصلحة الأخير بإطلاق. نحن إزاء مشهدين، قوة تنتصر للضعيف من القوي، ثلة من الإيمان والإحسان تربى على اليقين ما أعده الله للأبرار، وجيش عرمرم ينتصر للباطل.
لقد بلغت الفجة بالأمير الأموي يزيد مبلغها حين أرسل طابوره يأخذ البيعة له من الحسين، فكان جوابه الحاسم ليزيد: "مثلي لا يبايع مثله"، لن تمد يدي إلا للسيف والرماح، تنال من عدو الله يزيد.

أترك تعليقاً

التعليقات