ضربة أرامكو.. نصف موت
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

تقول «الواشنطن بوست» إن «الضربة الأخيرة على أرامكو كانت بمثابة ضربة رمزية ضد محور خطط ابن سلمان لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة».
بمعنى أن 10 طائرات مسيرة يمنية جعلت رؤية 2030 في عداد الموتى!
وبما أن حقلَي «بقيق وخريص» من أكبر حقول تكرير وإنتاج النفط في العالم، فقد يخطر سؤال مفاده: أليس هناك حماية لهذه الحقول النفطية ما دامت تمثل العصب الرئيسي للسعودية والمصدر الأكبر لتغذية خزينتها؟ فإذا لم تقم السعودية بحماية هذه الحقول فما الذي سيتوجب عليها حمايته، مع أن لا شيء أهم من هذه الحقول؟ وأين كل دفاعاتها وباتريوتاتها وراداراتها التي تصوِّر وتلتقط كل ما يدبُّ على الأرض وكل ما يطير في السماء؟
لو علمت السعودية أنها ستتعرض لهذه الضربة لما جازفت بعدوانها على اليمن، لكنها كانت تعتقد أنها قادرة على ابتلاع اليمن وتدمير كل أسلحته خلال 48 ساعة فقط، كما أوحى إليها هادي وأذنابه عبر إحداثياتهم التي وضعوها على طبق مجَّاني مقابل غرفة في فندق ووعود بإعادة شرعية لم تعد صالحة لشيء، بعد أن باعت كل شيء.
هذه الضربة القاصمة التي تلقتها السعودية ليست سهلة، وستدفع السعودية للمزيد من الاستنجاد والمزيد من التهور الذي سيجعلها بعد ذلك هدفاً يسهُل نحره واقتسامه كثور العيد، وكلٌّ سيأخذ من هذا الثور ما يرى أنه يستحقه...
روَّجوا أن الطائرات جاءت من العراق، دون أي سند أو دليل سوى فيديو مظلم لصياد كويتي كما قيل، لأن السعودية ستكون محرجة لو قامت بالتأكيد أن الطائرات من اليمن لذلك لا بد أن تلقي باللائمة على إيران وجيش الحشد الشعبي العراقي.. وهناك الآن من يحرض السعودية على ضرب العراق انتقاماً لقصف الحقول التابعة لأرامكو النفطية.. ولا يُستبعد أن تفعلها السعودية، لأن الحُمق والكِبر هو المسيطر على كل تصرفات هذه المملكة التي يبدو واضحاً أن عرشها يقف الآن على ثلاثة قوائم فقط. ولم يبق سوى القليل من التصرفات الطائشة حتى يسقط هذا العرش.
حقول النفط لم يقصفها الحشد الشعبي العراقي، ولا إيران، ولا الحوثيون.. الذي قصفها هم طلاب حافلة ضحيان، وشهداء القاعة الكبرى، وشهيدات سنبان، ونساء مستبأ – حجة، وشهداء سجن ذمار، وضحايا عطان ونقم.
الذي قصف حقول النفط هم نزلاء دار الأيتام وشهداء دار المكفوفين.

أترك تعليقاً

التعليقات