العميد شرف لقمان في حوار خاص مع (لا):
كل جبالنا (عطّان) وتحت كل صخرة صاروخ

لمع كأحد الرموز الوطنية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي في هذه المرحلة التاريخية الفارقة التي يمر بها شعبنا ووطننا اليمني العظيم، العميد الركن شرف لقمان لم يَعد بالنسبة للناس كما يرى نفسهُ جُندياً من أهل هذهِ الأرض الطيبة،  يؤدي واجبه الوطني كمتحدث رسمي باسم القوات المُسلحة اليمنية، إنما أصبح أملا للشعب ومبعث طمأنينة، ينتظر الناس تصريحاته ولقاءاته الصحفية بشغف ليربطهم بواقع الميدان، وينقل لهم نفساً من روح الانتصارات التي تحققها قوات الجيش واللجان الشعبية، كما ويبث الرعب في نفوس أعداء الوطن وأعداء الشعب بالحقيقة التي يحملها-  لا بالعنجهية والتهريج الذي يظهر به ناطق العدو العسيري - وبالصورة العظيمة التي يتمَثلها كضمير ينطق باسم قواتنا الشعبية المسلحة المُجاهدين والمناضلين في جبهات 
العزة والكرامة والحُرية، 
جبهات التحرر الوطني
 والإنساني على امتداد
 الأرض اليمنية المُحررة 
والمحتلة.
سيادة العميد كلمة تفتتح بها هذا اللقاء، الذي يُشرفنا ان نُجريه معك في صحيفة (لا)؟! 
يُسعدنا أن نقوم بهذا اللقاء مع صحيفتكم، وأريد أن أقول إنهُ رغم عنف العدوان وطغيانه وجبروته وما أصاب بلادنا، إلا أنهُ وحد كافة أبناء الشعب اليمني، وهذا نستثني منهُ طبعاً المُرتزقة والعملاء والخونة. كل محب لوطنه التف حول وطنه في جبهة، نحن اليوم في جبهة واحدة، ولولا التفاف الشعب اليمني ما كُنا صامدين حتى الآن، والحمد لله جيش قوي مُدرب ولجان شعبية باسلة من أبناء الوطن الشرفاء المحبين والمُخلصين لوطنهم، والتفاف جماهيري من كل الفئات حول الجيش واللجان الشعبية، وهذا كله أكسبنا الصمود والتحدي ليس للتسعة الأشهر التي مضت، بل لعشرات السنين القادمة. 

 هل خرجت مرة بتصريح أن على المواطنين السعوديين الابتعاد عن المناطق العسكرية؟ 
هذا صحيح، صرحت عدة مرات عندما كان يُخطط الجيش لضرب منطقة معينة للعدو، نحن نتمتع بأخلاقيات المقاتل الذي ينبغي ألا يستهدف مدنياً، ألا يستهدف طفلاً، ألا يستهدف مؤسسة مدنية هي للشعب، ونحنُ من هذا المُنطلق ومن خلقيات القرآن ومن خُلقيات النُبل والكرامة التي يتمتع بها الإنسان اليمني، نطلب من الشعب العربي في الجزيرة العربية الابتعاد عن المناطق العسكرية، خوفاً على حياتهم، فكما يؤلمنا مقتل طفل من أبنائنا، يؤلمنا أن يُقتل طفل وإنسان بريء من إخوتنا في الجزيرة العربية. 

 هل يتجاوز مدى صواريخنا الألف كيلومتر في قادم الأيام؟ 
 هذه أسرار عسكرية، ولكننا نقول كقاعدة عامة لدينا الإمكانية لتطوير صواريخنا الروسية وغيرها إلى أي مدى. هذا متروك للأيام، والأحداث هي التي ستكشفه. 

 هل يقتصر إطلاق الصواريخ على صعدة أو مناطق حدودية مُعينة؟ 
أرض اليمن كلها صواريخ، أحجار اليمن كُلها قنابل، من تحت كل حجرة سيخرج صاروخ للعدو ليريه مدى قوة الشعب اليمني، وصواريخنا مثلها مثل القوات البرية منتشرة على أرض الجمهورية اليمنية كاملة. 

 نستطيع الحديث عن اختراق استخباراتي في صفوف جيش العدو، يمد مقاتلينا بالمعلومات والإحداثيات؟! أليس كذلك؟
أكيد أكيد، كما أن لكل الدول تقريباً اختراقاً استخباراتياً في البُلدان الأُخرى؛ فلدينا اختراق كبير في جيش العدو يوافينا بالمعلومات بشكل مُستمر، ولدينا وحدات رصد مزروعة في صفوفهم، تزودنا بمعلومات عن إصابة الصواريخ وعن القتلى وجنسياتهم والخسائر التي نُلحقها بالعدو. 

 طوال فترة الحصار هل دخل البلاد نوع من السلاح؟ 
لا لم يدخل أي نوع من الأسلحة، البلاد مُحاصرة حصاراً شديداً حتى من المواد الغذائية، ما لدينا يكفي ونتحدى بهِ العدو، ويكفينا أن كل مواطن يمني سلاح بحد ذاته، لأن العبرة ليست في السلاح الحديث، بل العبرة في الشخص الذي يحمل السلاح، بالمقاتل، بالعزيمة، بالإرادة، وقد يكون السلاح القوي والحديث بيد أشباه الرجال كما هو الجيش السعودي، وأشباه الرجال أقل من درجة الأنوثة، فعند المرأة من الشجاعة والحماسة ما هو أكبر مما عند أشباه الرجال.

 لم يسبق ظهور صواريخ كورنيت المضادة للدروع في ترسانة الجيش اليمني.
كورنيت موجودة لدينا ضمن سلاح الجيش اليمني، ولدينا منظومات عديدة لم نكشف عنها، وتثبت فعاليتها في الميدان في تدمير العربات والآليات ودبابات الإبرامز السعودية، التي تعتبر فخر الصناعة الأمريكية، وكل يوم تظهر منظومة جديدة، وخلال الأيام القادمة ستظهر منظومات أقوى وأحدث، والذي درس هذه المنظومات سيعرفها. 

 كيف تقرؤون ذهنية العدو في تحديد أماكن القصف؟ وما قصة عطان؟
البلد كله مواقع وسلاح، هم يستهدفون عطان لماذا؟ للتنفيس عن حقد قديم، لأن معلوماتهم القديمة تفيد بوجود أسلحة فيه، اليوم لا يوجد به شيء ومدمر، الجبل ضُرب كُله، ولكن جبال اليمن كُلها عطان، ومن تحت كل صخرة في جبال اليمن سيخرج صاروخ لعيال سلمان.

 إلى أي مدى نالت (الهيكلة) من قدرات جيشنا؟
عبد ربه منصور هادي ظهر لنا في فترة بقصة هيكلة الجيش، والشعب صدق حينها بأنهُ يُريد الإصلاح، وكان الهدف هو تفكيك الجيش اليمني الذي يعرف الجيش السعودي ويعرف الجيش العربي وتعرف جيوش العالم مدى قوته، وأنه المدرب والمؤهل والقادر والمُنظم، وكانت الهيكلة خطة صهيونية أمريكية سعودية، وفعلاً جرى تفكيك وحدات نموذجية جداً كان الجيش اليمني يُباهي بها، وأزيحت قيادات مؤهلة وكفؤة كنا نعول عليها، واستهدفهت إما بالاغتيالات وإما بإحالتها للتقاعد، ولكن برغم ما حصل الجيش اليمني لم يُفتَ في عضده، والجيش اليمني مازال موجوداً برجاله وكفاءته، وطبعاً نستثني منهُ الجزء الذي كان مؤدلجاً للإخوان المسلمين، ومحسوباً على الجيش اليمني، ويعمل لأجندة خارجية. ولعل من الجوانب الإيجابية لهذه الحرب العدوانية على اليمن أنها بَينت من هو الوطني ومن الخائن، مَن أبناء الجيش اليمني، ومن هم أبناء جيوش الارتزاق للأموال السعودية والخليجية، وأنا أؤكد لكم أنه رغم ما حدث من دمار للبنية التحتية وقتل الأبرياء فإن معظم قوات جيشنا لم تتضرر ولم تتأثر إلا كما يؤثر بالبحر أن تدخل إصبعك فيه وتخرجها. 

 كيف تُقيمون دفاعاتنا الجوية؟
كان لدينا منظومة معدة وجاهزة، وأثناء هيكلة الجيش في 2012 أعلن هادي على الملأ أن البلاد ليست مستهدفة ولا داعي لتشغيل الرادارات، ومنظومة الدفاع الجوي تعتمد على الرادارات، وإلا فإن ما لدينا من الصواريخ كفيل بالتعامل مع العدوان الجوي، في تلك الفترة أعطى هادي توجيهات متلفزة بإيقاف منظومة الرادارات للدفاع الجوي، وأوقفت، وعندما هجم العدو في ليلة 26مارس لم يكن هناك رادار يعمل، وعندما بدأوا ضربوا المنظومات وهي متوقفة عن العمل، هذا من جهة، ومن جهة ثانية كان السفير الأمريكي قد طلب من الخائن هادي تسليمه أسماء وشفرات منظومات الدفاع الجوية والأسلحة الاستراتيجية، وهو سلم شفرات، وبدأ بتفكيك منظومات صواريخ، ولو لم يقم هادي بهذا العمل ما قصف الشعب، ومنظوماتنا الجوية ليست ضعيفة، ولكنها تعرضت للخيانة، وحُيدت من قبل الرأس الخائن. وكانت أكبر غلطة في تاريخ اليمن أنه ترأسها خائن وعميل مثل هادي! 

 ما طبيعة الخيارات الاستراتيجية؟ 
السلاح له دور، والدور الأكبر للمقاتل، والدور الأكثر فعالية للقائد الذي يخطط، وتكون العملية استراتيجية ونوعية إذا كان هُناك خطة مُحكمة من قبل قائد كفء، كما حصل قبل ثلاث أيام في الجوف حينما أتوا من طريق الوديعة، وهجموا هجوماً كبيراً بقوات هائلة تزيد عشرات الأضعاف عن وحداتنا العسكرية المنتشرة في المنطقة، وليس بثلاثة أضعاف كما هو مطلوب في المعدل العسكري. 
فكانت هناك خطة لدى القيادة لاستيعاب الصدمة بإعادة انتشارها والخروج من معسكر الماس بناءً على اتفاق مع القبائل، إلا أن بعض القبائل سلمت المعسكر، وهي لم تكن هزيمة منا، إنما انسحاب تكتيكي. 
أعاد الجيش تمركزه وانتشاره فدخل العدو إلى المعسكر وتمكن الجيش من اصطياده، فشتتنا المعتدين وفرقناهم وتوزعوا وقتلناهم شر قتلة بآلياتهم وبلاك ووتر هم ومرتزقتهم من السودان والسنغال وغيرهم، فالقيادة الكفؤة أكبر عامل، ولدينا على هذا المستوى ما نصل بهِ إلى قصر سلمان برغم الإمكانيات المتواضعة. 

 كيف تنظرون إلى مُستقبل القوات المسلحة اليمنية جيشاً ولجاناً شعبية؟
هي الآن تكتسب خبرات ومهارات، وأنا أؤكد لكم أن أساليب القتال والمعارك في اليمن ستدرس في الأكاديميات، ليس في اليمن فحسب، بل وفي كل العالم. اليوم  ظهرت القيادة اليمنية وظهر المقاتل اليمني بخطط واستراتيجيات جديدة لم تكن موجودة من قبل، نحن درسنا في العلوم العسكرية. والآن ما يوجد من أساليب وتكتيك وخطط لم ندرسها أفرزها الواقع من الميدان لا يوجد جيش في العالم يواجه ما يواجهه جيشنا، ويتقدم في أرض العدو، وهذا لم يحدث في التاريخ العسكري، واليوم يحققه الجيش اليمني ولجانه الشعبية، الغطاء الجوي ضدنا ونحن نتقدم في الأراضي السعودية التي هي أراضٍ يمنية أصلاً، هذا لم يحدث، وهذه ضمن خطط وتكتيكات وخبرات جديدة، وأنا أتوقع أن الجيش اليمني بعد هذا العدوان ومع انضمام اللجان الشعبية إلى الجيش اليمني، سيكون واحداً من أقوى الجيوش في العالم إن لم يكن أقواها.

 هل هناك تعليقات روسية على ما ظهر به السلاح الروسي من تفوق على يد المقاتل اليمني؟ 
هناك ارتياح، وهذا طبيعي، ولو تلاحظون ففي الحرب المصرية العربية ضد إسرائيل كان الروس يستاؤون جدا حينما يرون أن العرب لم يستطيعوا التعامل مع السلاح، الآن الروس راضون، فالسلاح الروسي القديم الذي خرج من الخدمة في روسيا، نحن جددناه وفعلناه واستطعنا أن نخرج به بهذه الانتصارات، والآن الأستاذ توشكا أصبح مشهوراً عالمياً ومعروفاً مدى قدرته ودقته رغم أنه من أربعينيات القرن الماضي، واشترك في الحرب العالمية، ظهر الآن كأقوى سلاح ارتاح له الشعب اليمني، وارتاح له أيضاً الشعب الروسي الذي صنعهُ، وأيضاً الآن لدينا الإمكانية أن نطور الصواريخ الروسية القديمة وغيرها، ونجعلها حديثة كما حصل أن طورنا منظومة سام 2 إلى (قاهر)لتصبح أرض أرض وقادرة على الوصول إلى 300 كيلو، وأبشر الشعب اليمني وكل المُحبين أننا قادرون على تطويره ليصل إلى آلاف الكيلومترات. 

 ما مدى الضرر الذي ألحقه العدوان بجيشنا؟ 
سأتكلم بشفافية ووضوح، منظومة الدفاع الجوي هي التي تدمرت، منظومة الطيران هي التي تدمرت، لكن سلاح القوات البرية مازال موجوداً، وما دُمِّر يجري إصلاحه وتعويضه، وهو نسبة صغيرة، والمقاتل اليمني يستطيع أن يستخدم أي سلاح وينتصر اليوم بالسلاح القديم.. ولعلكم تلاحظون ويلاحظ الجميع أن الجيش واللجان الشعبية دخل راجلاً في المحافظات الشمالية المحتلة، وحررها رغم امتلاك العدو للإبرامز والإمكانات الهائلة من طائرات الأباتشي و f16، وقد استعضنا بمنظومات تصنيعنا الحربي، وبإصلاح ما تدمر أيضاً، وبما نغنمه من العدو في نهاية المعارك التي تحدث بيننا وبينهم. 

 ما وضع العقيدة العسكرية اليمنية بعد هذا العدوان؟
العقيدة العسكرية اليمنية في الشطر الشمالي والجنوبي كانت مبنية على العداء لأمريكا وإسرائيل والسعودية والقوى الاستعمارية والعدوانية حتى قيام الوحدة، وعقب تحقيق الوحدة أُلغيت هذه الاستراتيجية وهذه العقيدة العسكرية، وأصبحت المسألة سائبة بدون عقيدة واضحة، لكن هذه الحرب الآن أوضحت وبينت من هو العدو الحقيقي، واليوم فإن استراتيجيتنا الأساسية العداء مع هذه القوى، فالدول الامبريالية هي عدوتنا شئنا أم أبينا، والمفرزة الأمامية لها اليوم هي السعودية، وإذا كنا نقول إن إسرائيل عدوتنا الرئيسية فإن إسرائيل والسعودية هما نفس الفئة، وإسرائيل الكُبرى هي إسرائيل المعروفة المحتلة لأرض فلسطين، بالإضافة إلى إسرائيل التي تسمى السعودية، وحين سموا إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفُرات فهم يقصدون السعودية، فجدهم مردخاي جاء من إسرائيل أصلا من يهود الدونما الذين هربوا إلى تركيا والعراق ومن بعد العراق جاؤوا إلى نجد، وهناك حفيد مردخاي سعود أسس المملكة التي هي أصلاً حكومة إسرائيلية ضمن مخطط إسرائيل الكُبرى.

 في كلمة قائد الثورة بمناسبة المولد النبوي الشريف، تحدث عن الحرب على اليمن، وهوَ عادةً ما يصفها بالعدوان على اليمن.. هل هناك انعكاس ميداني لتغير المصطلح؟ 
لا أظن أن هناك رابطاً، المسألة أن العدوان قد يكون من طرف واحد أو من دولة واحدة أو جيش واحد، ولكن الحاصل أن هناك جيوش 15 دولة، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي الأمريكي (والبريطاني غير المعلن)، وهذا كله جعل هذه الحرب ترقى إلى مصاف الحرب العالمية على اليمن، لكن اليمن استطاع الصمود واستطاع البقاء، رغم أن هناك دولاً سقطت حين تعرضت لما نتعرض له، أما نحن والحمد لله  نشعر أننا ما نزال أقوى من سابق، وسنخرج أقوى إن شاء الله، ونحن نسمي حربهم علينا عدواناً لأن الشعب اليمني عبر التاريخ لم يعتدِ على  شعب أو بلد، ولم يتدخل بالشؤون الداخلية لأي بلد، وأنا أثق بالله سبحانه وتعالى وبشعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية، سنخرج من هذه الحرب العدوانية أقوى مما كُنا عليه. 

 كيف قرأتم الاستهداف والهجوم الكبير على محافظة تعز؟
لأن تعز تمثل بوابة لليمن كاملاً من حيث ديموغرافيتها مما يؤهلها لتكون فعلاً المركز الكبير الذي يؤثر على اليمن، وتعز عاصمة للثقافة، ونحن نعرف أن الثقافة انطلقت من تعز، وتاريخياً الثورة انطلقت من تعز، وكل الثورات والحركات اليمنية انطلقت من تعز سواء الإيجابية أم السلبية الشمالية أو الشرقية، وهذا يدل أن تعز تتمتع برصيد هائل من الثقافة ومن الإبداع ومن أهمية موقعها الجغرافي الذي يجعلها تسيطر ويجعلها حلقة أمان أو حلقة تهديد لليمن بالكامل، وهي تجمع بين السهل والجبل وبوابة لليمن كلها، لهذا هم يُركزون على تعز وعلى أبناء تعز، عبر إثارة النعرات المناطقية والطائفية، لكن أنا أثق أن أبناء تعز أكبر من هذا، لأن رصيدهم الثقافي سيجعلهم يتغلبون على هذه العصبيات والمشاكل، وستظل تعز ذخراً لليمن شاء من شاء وأبى من أبى. 

 كيف تقيمون انتصاراتنا في باب المندب والجبهة الساحلية؟ 
أنا وعبر صحيفتكم(لا) أوجه أغلى تحية لقواتنا الصاروخية لا سيما التابعة للدفاع الساحلي، التي أبرزت مثل هذه الانتصارات. في الحقيقة لم يكن أحد يتصور أن اليمن قادرة على إغراق بارجة، ونحن اليوم أغرقنا ثمان بوارج من أحدث البوارج الحربية، رغم غطائهم الجوي، والمجهود الرائع لإخوتنا في القوات الصاروخية عموما والقوات الصاروخية في البحرية على وجه الخصوص، فلهم كل الشكر، هم أصبحوا الأن أصحاب المُبادرة، القوة الصاروخية اليوم هي في قمة الحرب هي مَن تُرسل الرسائل للعدو في كل مكان، هي من تضرب، فلها كل الشكر من الشعب اليمني كله، ومن إخوتهم أفراد الجيش واللجان الشعبية.

 ما حصيلة توشكا العند؟ 
في الأمس (الخميس) أصدرنا إحصائية أولية عن خسائر العدو في العند قوامها 67 قتيلاً وطائرة f16 وطائرة أباتشي احترقوا كإحصائية أولية بناءً على مصادرنا في المنطقة، وقد نشرتها أمس على صفحتي، والإحصائيات القادمة ستظهر تباعاً بقية التفاصيل، وسيتم نشرها. 

  تعليقكم على مرتزقة البلاك ووتر؟ 
هم مرتزقة وأعداء، وإذا كانوا يمثلون في السينما الأمريكية أنهم أهل الإنقاذ والقدرات الخارقة، فنحن أثبتنا في اليمن أنهم مجرد مرتزقة من ورق في مواجهة اليمن، مجرد كتل من الإسفنج تضيع أمام قوة وإرادة الشعب اليمني، فلا بلاك ووتر ولا أي ألوان أخرى تجدي معنا، والحمد لله أثبتنا لهم أن الواقع اليمني نقيض لواقع هوليوود الفنتازي.

 ما تعليقكم على عملية تبادل الأسرى الناجحة بين الجيش واللجان الشعبية اليمنية وبين ما يُسمى المقاومة الجنوبية في محافظة لحج؟
الخائن هادي هو الذي كان يُعرقل المُبادرات، وأصلاً لا يوجد خلاف بيننا وبين إخوتنا في المحافظات الجنوبية والمحافظات الأًخرى، وتم الاتفاق مع إخوتنا في الحراك الجنوبي، ونجح التبادل، وكما تعرفون ففي جنيف كانوا يُطالبون بالإفراج عن ثلاثة فقط، لكننا لم نستثنِ أسرى دون آخرين، من المواطنين الذين غُرر بهم وحملوا السلاح وقاتلوا الجيش واللجان الشعبية، وتعاملنا وفق أخلاقيات الرجال ووفق أخلاقيات القرآن ووفق أخلاقيات العادات والتقاليد اليمنية، ولسنا مثل من ذهب لاختطاف أشخاص من عدن ليبيعهم إلى السعودية، على أساس أن يقايضوا بهم أسرى السعودية، نحن لا يوجد لدينا أسرى في السعودية إلا من تم شراؤهم من عدن.
تبادل الأسرى خطوة جيدة، ونحن لا نُحب أن نأسر أحداً، ونريد الحرية للجميع، ثورتنا قامت على الحُرية، لكن من اعتدى علينا سيقع ضمن هذه الخانة، الأسر بالأسر، لكن انظروا كيف نتعامل مع أسراهم عندنا، إنهم مجللون مكرمون مرتاحون مخزنون، بينما أسرانا لديهم يتعرضون للذبح والقتل والسحل والتنكيل والعذاب، يا أخي إذا لم توافقني أنت في مبدئي ومنهجي وحتى في ديني، فعلى الأقل أنتَ أخي في الإنسانية، ولا يصح التعامل مع الأسرى إلا بصورة تليق بالإنسان. قال لنا البعض لماذا لا نتعامل مع أسرى العدو كما يفعلون بأسرانا، ونحن نتعامل مع الأسرى بإنسانية، نتعامل مع الإنسان كقيمة وكرامة، وهذا هو الأصل، وهذا ما نطلبه، وإذا ارتكبوا جرائم بحقنا فنحن نتعامل بقرآننا بقيمنا ومبادئنا، ولا نشبههم، نحن قلنا بأننا سنتعامل بالمثل، ولكن وفق أخلاقياتنا، وليس وفق أخلاقياتهم. 

 أية سُمعة عسكرية سيخرج بها السلاح الأمريكي من هذا العدوان؟
نلاحظ يومياً كيف أن المسؤولين الأمريكيين يوجهون انتقادات للجانب السعودي الذي لم يستطع استخدام هذا السلاح، ونحن نقول بأن القيمة ليست في السلاح، بل في الإنسان، رجال الله في جنوب لبنان دمروا الأسطورة الإسرائيلية المتمثلة بدبابات الميركافا، ونحنُ هنا دمرنا الأسطورة الأمريكية دبابات الإبرامز.

 في أية وحدة عسكرية كنت قبل أن يعرفك الشعب كمتحدث عسكري باسم القوات المسلحة اليمنية؟
أنا عملت في وحدات كثيرة، وتنقلت من وحده لأخرى، وآخر وحدة عملت بها هي التوجيه المعنوي. 

  رسالة أخيرة توجهها عبر الصحيفة؟! 
أقول لقوات الجيش واللجان الشعبية ألا يستهينوا بالعدو، وأن يعتمدوا على الله الذي وفقهم وسدد رميهم رغم قلة إمكانياتهم، فنحن على حق، وعلينا أن نعتمد على الله ونعمل والله ناصرنا.. وأريد أن أقول للإخوة الزملاء من قوات الجيش القديمين ومن اللجان الشعبية الذين انضموا لهم، أن يظلوا متلاحمين، وألا يصغوا للدعايات، وأيضاً أوجه هذا الكلام للقيادات، لأن هناك طرفاً ثالثاً كان يعمل عملاً حزبياً منظماً، يحاول اليوم إثارة الفتن بيننا البين ليفرقنا ويمزقنا، كما أدعو الشعب اليمني أن يواصل وحدته مهما كانت دعايات العدو، وللعدو الأمريكي الصهيوني أقول: مهما بعثت لنا من سعودية وبلاك ووتر ومرتزقة من السودان والسنغال وغيرهم، فهذا لا يهمنا، ونحن بالله وإرادة شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية أقوى منهم جميعاً، ونتحداهم ما دمنا على الحق ولم نعتدِ على أحد، هم اعتدوا علينا، ونحن سندوس على رؤسهم، سواء كانوا بعقال سعودي أو كوفية يهودي.

 بطاقة شخصية 
العميد الركن شرف غالب لقمان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية 
ولد عام 1963م في مديرية زبيد محافظة الحديدة من أسرة ذمارية 
متزوج وله ولدان وبنتان 
يحمل شهادة الماجستير في العلوم العسكرية والسياسية.