ألحانه جاءت لتخدم الكلمات من أجل توصيلها عبر قالب لحني جذاب وحماسي ينسجم مع علو صوته الفذَ.
استطاع أن يعطي اللحن فرصته عن طريق التفكير والتأمل والتجريب من أجل النهوض والارتقاء بالكلمات، كما أن ألحانه ليست مكررة أو متشابهة، وتحمل نبرة التحدي والإصرار والقوة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
صوته شفاف كالماء والضوء، ويبدو أن أعماله الفنية ستزداد رسوخاً فنياً، وسيزداد تألقاً في العطاء، ومن المؤكد أن الشعراء الذين تعاملوا معه أحسوا كأنهم عثروا أخيراً على المنشد الذي يجسد كلماتهم، كما أن من يستمع لأناشيده يدرك أن يخرج أجمل ما في أعماقه من إحساس، وأن حنجرته في مرحلة النضج والاكتمال.
إنه المنشد الكبير رشاد الخزان.

الزامل في قلب المعركة
ـ الزامل أصبح يسابق الصاروخ والبندقية، لو تحدثنا عن دور الزامل خصوصاً في هذه المرحلة..
الزامل فن يمني عريق، عاش معه اليمانيون ولا زالوا.. أضف إلى ذلك أن الحرب صقلت ذلك اللون وطورته، وجعلت منه أداة لها تشاركه المعارك والملاحم.

سلام للرجاجيل
ـ (سلام منا للرجاجيل الأقحاح) زامل متكامل من حيث الكلمة واللحن والأداء، ماذا يعني لك؟
(سلام منا للرجاجيل الأقحاح)، دفعني لتسجيله خبر سقوط الطائرة في منطقة (جدر) على أيدي رجال الرجال، وقد أرسلها لي سابقاً الشاعر حسين الكبسي، وبلحن تراث حضرمي طورت فيه القليل.

ـ كمذيع فيها ماذا أضافت إذاعة (وطن) للمشهد الإعلامي اليمني؟
تعتبر الإذاعة الأمنية الأولى في اليمن، وقد أضافت بتلك الميزة الحس الأمني العالي للمواطن اليمني، واليقظة التامة من خلال ما تقدمه من مادتها الإعلامية.

عودة الإنشاد
ـ لماذا لا نرى للمنشدين عملاً فنياً كبيراً يليق بمستوى اليمن أو عملاً بحجم العدوان؟
الإنشاد كاد أن يغيب تماماً عن الساحة الفنية اليمنية رغم تطوره في الخارج والاهتمام به من قبل المنشدين العرب؛ والسبب أن المنشدين اليمنيين أنفسهم، أهملوه، وما رعوه حق رعايته، إلا أن الملاحظ - والحمد لله ـ أن الحرب أعادت لذلك الموروث قيمته وحضوره، وظهر أثر ذلك في قدرته على إيصال الرسالة الهادفة للمجتمع.
وكلي أمل في المنشدين اليمنيين بأن يقدموا الرسالة الإنشادية اللائقة بحجم الإنشاد اليمني من جهة، وبحجم جهاد الشعب الأسطوري في وجه أعتى عدوان عرفته البشرية من جهة أخرى.

ـ من هم الشعراء الذين تعاملت معهم؟
الأستاذ الأديب والعلامة القدير عبد الحفيظ الخزان، حسن المرتضى، عباد أبو حاتم، عاقل بن صبر، محمد الجرموزي، محمد بن تركي الهلالي، أحلام عبد الكافي، فاطمة الشرفي، والعديد من الشعراء الجهابذة لا أستحضرهم حالياً، وليعذروني.

منشد يشبهني
ـ من هو المنشد الذي يشبهك؟
بحسب قول الأغلب، الصديق العزيز والمنشد المبدع أيمن قاطة.

ـ زامل تردده دائماً..
أول أعمالي: توكلنا على الرحمن، كان من كلمات عبد الحق الشرفي وألحان طلال خصروف.

حضور متنوع
ـ أين تجد نفسك في الموشحات أم في الزامل؟
أحاول أن أجد نفسي في أكثر من لون، لكي يجدني المستمع حيثما يريد.

ـ هل الملحن اليمني يجد صعوبة في تلحين الموشحات؟
نعم .

لا حياد مع الوطن
ـ ماذا تقول للمنشدين المحايدين من هذا العدوان؟
لا حياد في قضية الوطن، ومن لم يناهض العدوان فعليه بمراجعة بطاقته الشخصية.

ـ من هو المنشد الذي صدمك بانحيازه للعدوان؟
كل من أعرفه من المنشدين ناهض العدوان، وبقيت قلة لا تذكر لم تحدد موقفها بعد؛ وأعتقد أن السبب هو غربتهم واستقرارهم في الخارج.

عودة الابتسامة للوطن
ـ بماذا يحلم المنشد رشاد الخزان؟
حلمي هو حلم كل اليمنين، بأن نرى اليمن السعيد يبتسم من جديد، ولن يتم ذلك بالتمني والكلام، وإنما بإخلاص النية والبدء في البحث عن أسباب عودة تلك الابتسامة لوطني الجريح.

ـ كلمة أخيرة..
شكراً لك ولصحيفة (لا) على هذه الاستضافة، وعلى اهتمامها بالمنشدين والمبدعين.