دانيال لاريسون
ديفيد إغناتيوس (محرر وكاتب أعمدة لدى واشنطن بوست) يكتب ببراعة أي شيء يخبره محمد بن سلمان في عمود جديد.. والإشارة الوحيدة التي تحصل عليها الحرب في اليمن هي كالآتي:
(وصف (محمد بن سلمان) خططاً طموحة لتعبئة القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في اليمن، وهي حرب استغرقت وقتاً أطول مما كان يأمله السعوديون).
حين يجري الصحفيون والمراقبون الغربيون مقابلات مع بن سلمان فإن التطرق إلى موضوع اليمن يكون نادراً, والجرائم التي لا تحصى من قبل السعوديين وحلفائهم لا يتم ذكرها أبداً. إنه لمن السيئ جداً أن أحد مهندسي الحرب الكارثية التي تدعمها حكومتنا لا يضطر أبداً للتعليق على جرائم الحرب التي ترتكبها قواته العسكرية وقوات التحالف الأخرى، ولكن الأسوأ من ذلك هو عندما لا يقوم الصحفي المحاور بأية محاولة لوضع تصريحات ولي العهد حول هذه الجرائم في سياق المقابلة. 
يجب على القراء أن يعرفوا أن محمد بن سلمان مسؤول عن حرب أدخلت دولة أخرى في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وينبغي أن يعلموا أن التحالف بقيادة السعودية قد ارتكب العديد من جرائم الحرب من خلال قصف أهداف مدنية وفرض عقوبة جماعية قاسية بحصار ملايين الناس. ونظراً للتغطية التافهة التي تحصل عليها اليمن عادة في الولايات المتحدة؛ فإن معظم قرّاء (إغناتيوس) ربما لا يعرفون عن ذلك. وإذا كان محاورو ابن سلمان ليسوا على استعداد لسؤاله حول هذه المواضيع مباشرة، عليهم أن يذكروه في كل مرة ينتهون فيها من حواراته.
ترجمة خاصة لموقع (لا ميديا): محمد إبراهيم زبيبة
إن الحرب على اليمن لم (تستغرق وقتاً أطول مما كان يأمله السعوديون) وحسب، فقد فشلت فشلاً تاماً في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وهذا الفشل ينعكس بشكل سيئ للغاية على وزير الدفاع غير المؤهل وغير المهذب (أي بن سلمان) الذي أشرف على هذا الفشل الذريع.
من الممكن أن تكون هناك أخبار ذات قيمة في إعادة صياغة الأشياء التي يقولها لك أحد القادة الأجانب، لكن شيئاً كهذا لا يبدو أنه موجود هنا. فمحمد بن سلمان يقوم بتجميل استيلائه على السلطة وقراراته المتهورة في سياساته الخارجية، والصحفي إغناتيوس ينقل لنا هذا التجميل بشجاعة. وفي ما يتعلق بـ(الانقلاب ضد الفساد)، يخبرنا إغناتيوس أن محمد بن سلمان قد أخبره أن (العلاج بالصدمة) كان مطلوباً. وحقيقة أن ابتزازات محمد بن سلمان التعسفية قد أخافت المستثمرين الأجانب، وقوضت أجندة أعماله الاقتصادية، فقد مضت دون أن تذكر. 
ولاحقاً، علمنا أن ولي العهد قال إنه تعرض لانتقادات غير عادلة حول قيامه بالضغط على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لتقديم استقالته! وبالتأكيد سيقول هذا.
إن معاملة أفراد العائلة الملكية السعودية بحذر كالأطفال ليس شيئاً جديداً في وسائل الإعلام الأميركية، لكنني صدمت من مدى التغطية الودودة على محمد بن سلمان في حين أن سجله مدمِّر ومُزَعزِع للاستقرار بشكل تام. فكونه الوريث والحاكم السعودي بحكم الأمر الواقع لدولة عميلة للولايات المتحدة، جعله هذا يأمل في شراء التغطية الودية التي يتم منحها له بحرية في عدد من المطبوعات الأمريكية. ومن شأن ذلك أن يكون محرجاً بما فيه الكفاية في أي وقت، ولكن لكون هذا الحاكم المستبد متزعماً لواحدة من أكبر الجرائم في هذا القرن؛ فإن ذلك شيء لا يمكن تبريره.

صحيفة: (المحافظ الأمريكي The American conservative)
1 مارس 2018

ترجمة خاصة لموقع (لا ميديا): محمد إبراهيم زبيبة