روجر بويز ـ جريدة "ذا تايمز"
سوف تبوء خطط ولي العهد للتحديث بالفشل 
إذا لم يتمكن من إنهاء الصراع مع الحوثيين المدعومين من قبل إيران.

ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين 

تعاني المملكة العربية السعودية من مشكلة في العلاقات العامة؛ وفي نظر العالم ما هي إلا أمة ذات ثروة خرافية تشن حملات قصف على أخرى بائسة وفقيرة، حيث طالت الحرب حياة ما لا يقل عن 10.000 مدني في هذه الأخيرة، وصار من الصعب الحصول فيها على الطعام والماء النظيف، والأمراض منتشرة والأدوية شحيحة. وكما سيكشف المتظاهرون خلال زيارة ولي العهد "محمد بن سلمان" للندن هذا الأسبوع أن الحرب في اليمن هي أيضاً مشكلة بريطانيا:
فحملات القصف التي تشنها السعودية هي بواسطة عتادنا ويتم رعاية الضحايا بمساعدتنا.
إن فرش السجاد الأحمر على شرف ولي العهد عند وليمة الغداء مع الملكة ووليمة العشاء مع الأمير تشارلز في يوم واحد لا يعبر إلا عن محاولة ملية لتغيير الحديث.
ويتم تعديل نموذج المعاملات لعلاقة الغاز مقابل السلاح حتى يتم تحديدها، وتحاول رؤية الأمير لـ2030 تقسيم المملكة وتحديثها وفتحها على الجيل الصاعد وبناء المدن الجديدة وتطوير الإسلام المعتدل؛ أحد هذه الإجراءات في الأدنى هو لكسب الصراع ضد إيران: لتقديم إيران كنظام رجعي يضيق الخناق على أطفاله.
تود بريطانيا أن تستفيد من تغييرات السعودية؛ فهي تريد أن يجلس التربويون ومدراء المتاحف ومديرو التقنية في نفس الطائرة الذاهبة إلى الرياض في نفس الوقت الذي تعمل فيه شركة الطيران البريطانية للتوجه نحو أحدث معرض للأسلحة.
ومع ذلك لا شيء مما سبق يساعد اليمن حقاً -كما هي غارقة في الحرب- التي هي ضحية لسوء استخدام القوة الصلبة؛ أو يحل حتى معضلة محمد بن سلمان الأساسية؛ فكلما طال أمد الصراع كان وقع الأثر مدمراً على سمعته كقائد عسكري؛ فولي العهد الذي شن حرباً مدة ثلاث سنوات ،لايزال هو وزير الدفاع ومهندس التحالف الذي قاده ضد التمرد الحوثي، وهو الرجل الذي يحدد متى يكثف القصف أم لا، وهو الذي يتخذ القرار النهائي حول ما إذا كان سيتم حظر الموانئ اليمنية أم لا، وهو العقل المدبر على رقعة الشطرنج ضد إيران.
لذا عندما يفشل الأمير في إنهاء الحرب، وعندما يكون الحوثيون قد نجحوا بمساعدة الإيرانيين في إطلاق صواريخ قرب الرياض؛ عندها ستتضرر مصداقيته.
لن ينجح إصلاح المملكة المدافع عن المزارات المقدسة لمكة والمدينة إلا إذا أثبت قادتها أنهم يعرفون متى وكيف يشنون حرباً ويفوزون بها، وهكذا أصبحت اليمن قضية وجودية لبيت آل سعود ولولي العهد نفسه. بإمكان هذا الأخير أن يخلق الموجات؛ لكن هل يستطيع التحكم بها أيضاً؟
وضعت إيران الأمير في مصيدة الفيل؛ وهي بذلك تريد تحويل اليمن إلى فيتنام السعودية،وتستنزف مواردها وترسلها إلى الوراء. أطلق الحوثيون مئات الصواريخ قصيرة المدى وما لا يقل عن 30 من الصواريخ الباليستية طويلة المدى إلى السعودية منذ بدء الحرب في مارس 2015، وقد استهدفت المدن الحدودية والحاميات العسكرية.
جاء بعض التعقيد البديهي نتيجة للتحالف مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي من المفترض أنه كان قد سمح للحوثيين بالوصول إلى مركز أبحاث عسكري لبناء صواريخهم. ولكن فض صالح شراكته معهم، فكانت النتيجة قتله من قبلهم في ديسمبر الماضي.
ومنذ ذلك الحين صار من الأوضح أكثر من أي وقت مضى أن التمرد الحوثي خلفه إيران. ومن الواضح أن السبب أن الحرب تجبر السعوديين على بناء خطوط دفاع جديدة.
يكلف الصاروخ الحوثي أقل من مليون دولار، ويكلف صاروخ باتريوت الذي يحاول اعتراضه 3 ملايين دولار، في بعض الحسابات تكلف الحرب الرياض إجمالاً 200 مليون دولار في اليوم.
تصور طهران أن هجمات الحوثيين تلك على أنها ساحة اختبار للصراعات المستقبلية؛ حيث أطلق الحوثيون في العام الفائت عدداً من الصواريخ المتنوعة في عرض لسحق بطاريات الباتريوت في مدينة "خميس مشيط" العسكرية بمساعدة طيارات بلا طيار تحطمت وعرقلت رادارات الدفاعات، ويجتهد الحوثيون لأن يكونوا حزب الله في الجنوب.
ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين 
أعاد ولي العهد خلط الأوراق قبيل توجهه إلى لندن؛ لكن ذلك لن يحقق الهدف؛ أولاً عليه أن يقنع حكومات الغرب بعدم رفض المملكة كشريك بحجة تدمير اليمن، ولدى الحكومة الألمانية الجديدة اتفاقية حظر الأسلحة. ولمواجهة ذلك قامت السعودية في وقت متأخر برفع نسبة المساعدات لليمن بمقدار ملياري دولار، وتعهدت بدفع تكاليف الوقود وبدعم البنك المركزي اليمني.
ثانياً: على الأمير في رحلته القادمة إلى واشنطن أن يكون صريحاً بشأن ما يحتاجه السعوديون من الولايات المتحدة الأمريكية: معلومات استخباراتية مباشرة حول مواقع إطلاق الصواريخ الحوثية حتى يتمكنوا من ضربها أو استهدافها بواسطة الطائرات الحربية الأمريكية. وبالفعل تساهم أمريكا في حماية المدنيين من هجمات الحوثيين، وبإمكانها أن تقوم بالشيء المماثل على الأرض للحد من خطر تهديد الصواريخ الباليستية للمدن السعودية.
بصفة رئيسية يجب على القيادة السعودية أن تثبت أنها ليست على وشك التعثر بمواجهة عنيفة ومروعة بين عالمي السنة والشيعة.
وهذا يعني تحديد رؤيتها لنهاية حرب اليمن وشكل مستقبل البلد، ولا تملك بريطانيا سوى فكرة مبهمة عن الكيفية التي ينبغي معها أن تتكشف الأزمة وهي بحاجة إلى فهم مدى أهمية الصراعات العديدة في حالة الفشل هذه.
إن المناطق غير الخاضعة للقانون هي مناطق تحتلها "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" (أخطر مجموعة إرهابية متخصصة في تفجير الطائرات المدنية) وتنتشر فيها الثارات القبلية، والدعم المتضائل لرجل السعودية المفضل -المنفي- والمنتخب قانونياً الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحجج حول ما إذا كان يجب أن تكون اليمن كونفيدرالية هشة (اتحادية) بدلاً من دولة قوية: على ما يبدو فإن كل هذه التفاصيل الغامضة عن الدولة المتدهورة ستعود لملاحقتنا على المدى البعيد إذا لم نتعاقد مع الحاكم المستقبلي للمملكة، وتلك التفاصيل تطارد الآن المملكة نفسها.