حاورها: شايف العين/ لا ميديا

أكدت السيدة أم كلثوم باعلوي، مدير (منظمة حقوق الإنسان لليمن)، لصحيفة (لا)، أن استقبال الحكومة البريطانية لمحمد بن سلمان، رغم الاحتجاجات الرافضة ذلك، هدفه الحصول على امتياز بيع أسهم شركة (أرامكو) النفطية السعودية في السوق الإنجليزية، تفادياً للمشاكل الاقتصادية التي قد تحدث بخروجها من الاتحاد الأوروبي.
وكشفت (جان دارك اليمن) السيدة باعلوي، إحدى قيادات الكتيبة الحقوقية الوطنية التي تخوض معركة إنسانية ضد التحالف العالمي لصد عدوانه الحقوقي على الوطن في محافله وندواته ومؤتمراته الدولية، في الحوار الذي أجرته معها (لا)، عن حقيقة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، الذي مارست الحكومة البريطانية ضغوطاً كبيرة داخل الأمم المتحدة لفرضه، وكذلك عن تهديد لم يلحظه الجميع وجهته تريزا ماي لابن سلمان في لقائها به قبل أيام.

احتجاجات ضد بن سلمان
ـ حدثينا عن الفعاليات الاحتجاجية الأخيرة في لندن ودوركم فيها.
الفعاليات كانت لإلغاء الزيارة الرسمية لمحمد بن سلمان، كونه متهماً بارتكاب جرائم حرب في اليمن، ولا يجوز استقباله في بريطانيا رسمياً، بل يجب القبض عليه ومحاكمته على جرائم إبادة ضد الإنسانية بحق الشعب اليمني. 
ودورنا كان الاشتراك في التجهيز لتلك الفعاليات، وتسليم رسالة لرئيسة الوزراء تطالب بعدم استقباله، والقبض عليه في حال وصل بريطانيا، وعلقت لافتات على الباصات التي تجوب شوارع لندن.

فضح جرائم العدوان
ـ إلى أي حد تحققت الأهداف المرجوة للسعودية من زيارة بن سلمان؟ بالمقابل إلى أي حد حققت الاحتجاجات الرافضة للزيارة أهدافها؟
لا نعلم نوايا المشتركين في الفعاليات، لكن هدفنا نحن المناضلين في الخارج كان توعية الشعوب بما يحصل في اليمن من جرائم قبيحة بدعم كبير من حكومة بريطانيا، والحصول على تغطية إعلامية غربية لفضح جرائم العدوان، وإلى حد كبير نجحنا في ذلك، وكان هناك تغطية هائلة للفعاليات، ومن خلالها تكلمنا عن جرائم العدوان.
ويبدو أن الزيارة كانت بدعوة من الحكومة نفسها، لذا رغم الفعاليات والاحتجاجات ضد زيارته، إلا أن الحكومة أقنعته أن يحضر، لأنه كان خائفاً وقام بتأجيلها عدة مرات بسبب المعارضة له.

الانتخابات القادمة ستكون
 مخزية للحكومة الحالية
ـ هناك من يقول إن الحكومة البريطانية جيرت تلك الاحتجاجات لصالح المصانع الحربية، ما قولكِ في هذا؟
ربما كان ذلك صحيحاً، وهناك مندسون من جواسيس الحكومة في كل المنظمات الحقوقية الغربية، لذا لا نراهن عليهم ولا نثق بهم 100%.
نحن هدفنا كان الحصول على تغطية إعلامية، وتوعية الشارع البريطاني بما يحصل من جرائم ضد الشعب اليمني، وطبعاً الشعب أرحم من الحكومة، ولا يرضى بما تفعله باسمه، وسوف تكون النتائج مخزية للحكومة في صناديق الانتخابات، ولا يرعب أية حكومة في بريطانيا سوى الخسارة في الانتخابات وضياع السلطة من يديها.

ـ هل هناك غضب أوروبي لليمن؟
إلى حد ما نعم، فهناك غضب شعبي وتعاطف مع الشعب اليمني من شعوب الغرب، خاصة في أوروبا وكندا وأمريكا.

العدوان يستهدف اليمن بأكمله 
ـ تم تصنيفكِ على أنكِ هاشمية، فما هو السبب؟
من يصنفني هاشمية أو ينسب أعمالي النضالية ضد هذا العدوان بسبب كوني كذلك، فهو عنصري ومخطئ خطأ كبيراً، ولا أعمل هذا لأني هاشمية، بل لأني يمنية، ويسعى العدو لهوشمة القضية وحصرها في فئة معينة، بينما عدوانه يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.

ـ وماذا عن اتهام الكتيبة الحقوقية الوطنية بأنها تمثل لوبياً حوثياً في لندن؟
هم يدركون أن لا شرعية للدنبوع وزمرته في الرياض، وبالتالي لا شرعية لعدوانهم على الوطن، ويعتبر مخالفاً للقوانين الدولية وانتهاكاً للسيادة اليمنية وتعدياً على حقوق الشعب اليمني.
وادعاء محاربة الحوثي كذب محض وتضليل، ومن يقف ضد عدوانهم يسمونه حوثياً، ولا نبالي بتسميتهم لنا باللوبي الحوثي، فنحن نقوم بواجبنا الوطني والديني والأخلاقي، وتصنيفهم لنا لن يحيدنا عن ذلك. ولا يجوز تسمية الجبهة المدافعة عن الوطن وسيادته ضد عدوانهم بالحوثية، فهي يمنية، ويمثلها معظم أبناء الشعب اليمني بوقوفهم خلف أنصار الله.. نحن مع من يقاتل من أجل الوطن أياً كان، ولدينا صلات مع من يرفضون العدوان من مختلف الأطياف والمكونات سواء من المؤتمر أو الاشتراكي أو الحراك الجنوبي.
ولكن للأسف هناك طبقة من المثقفين اليمنيين في الخارج، يحضرون المحافل والندوات والمؤتمرات الدولية في بلدان غربية، يتحدثون عن الوضع في اليمن بطريقة تساند العدوان سواء بقصد أو بغير قصد. يتحدثون عن حكومة الإنقاذ وشرعيتها بطريقة مخزية بادعائهم عدم امتلاك اليمن حكومة، وهي التي تواجه عدواناً عالمياً، وتدير المعركة الدفاعية التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية. وكان المفروض أن يدافع هؤلاء عن سيادة الدولة اليمنية تحت القوانين الدولية المقرة بأن من يمسك بزمام الأمور في العاصمة هو سلطة الأمر الواقع التي تستمد شرعيتها من الشعب، وعليهم نسيان انتماءاتهم السياسية، والتركيز على هذا الأمر.
هذه الطبقة المثقفة مطالبة بالدفاع عن حكومة الإنقاذ وشرعيتها المستمدة من الشعب، والتي يشاهدها العالم من خلال المسيرات المليونية التي تنظمها في العاصمة وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، ما يعزز من الاعتراف بها دولياً. أما انتقادها في تلك المحافل والمؤتمرات في هذه الظروف فإنه يجعل المجتمع الدولي يشعر بوجود معارضة لها وعدم رغبة فيها، وبالتالي يحقق أهداف تحالف العدوان وشرعنته له.

الصهيونية أجبرت المحامي 
على ترك مهنته
ـ سبق أن رفعتم دعوى ضد شخصيات مشاركة في العدوان بتهمة ارتكابها جرائم حرب في اليمن تدعو لمحاكمتها، ووكلتم محامياً بريطانياً لها قيل إن الموساد الإسرائيلي قام بالضغط عليه ورفض التوكيل، هلا وضحتِ لنا الأمر؟
كانت القضية الأولى ضد الدول الداعمة للتحالف السعودي، وكان هدفنا الأساسي الوقوف ضد بريطانيا وأمريكا، لأنه لولا الضوء الأخضر منهما لما استطاعت الدولة السعودية الإرهابية وتحالفها القيام بتلك الأفعال العدائية في اليمن.. وكانت خطتنا هي تقديم شكوى ضد هاتين الدولتين، ومحاولة إيقاف العدوان من خلالها، ومحاكمة مجرمي الحرب من مختلف دول التحالف، وأعطينا (إين بول) المحامي الذي قمنا بتوكيله، وهو محامٍ كبير ومعروف في إنجلترا، المعلومات اللازمة، وبعد 6 أشهر من المتابعة وانتظار الرد منه، أخبرنا الموظفون في مكتبه أنه ترك المحاماة حتى دون أن يخبر المحامي الآخر الذي كلفه بمتابعة أعماله بقضيتنا.
وهذا أمر لم يسبق أن حدث في المحاماة، فالمعروف أن المحامية هي من تترك العمل لفترة وتعود بسبب حملها وولادتها، ولكن لا يحصل ذلك مع الرجال. وأظن أن الحكومة البريطانية هي من قامت بشرائه وتهديده في نفس الوقت، وهي تابعة للنظام الصهيوني، ولا فرق بينهما.

اليمني يتمتع بحرية أكثر من البريطاني 
ـ  إذن هذا يدل على أن الغرب يعيش في رهاب وقمع عكس ما يصوره البعض، وغضبه تجاه العدوان على اليمن ليس لليمن، وإنما لأهداف ومصالح أخرى!
ألاحظ أن العالم يصور الغرب على أنه مجموعة من الدول تتمتع شعوبها بالحريات، وهذا غير صحيح، خاصة في بريطانيا، التي ليس لنا فيها حريات، واليمني يتمتع بحرية تعبير أكثر من البريطاني.
البريطانيون هنا يتعاملون بطريقة ماسونية خفية، فعندما تشعر الحكومة بوجود تحرك داخلها يهدد مشاريعها، تتصرف بطريقة خفية وخبيثة، وعليها شكاوى في الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
بالإضافة إلى أن دستورها غير مكتوب، والديمقراطية التي تدعيها مجرد اسم، وليس لها أي فعل، كونها ملكية، والملكة حاكمة كل شيء، ولا قانون يقره البرلمان وينفذ دون توقيعها، كما أنها رأس الكنيسة.
وأجهزوا على ما تبقى من حريات شكلية بعد إعلانهم محاربة الإرهاب، حيث سجنت الحكومة البريطانية كثيراً من الناس وتحاكمهم في محاكم سرية، ومنحت الجواسيس حريات لا أحد يتوقعها كأنهم الحكام.
وبالنسبة للغضب من الحزب اليساري المعارض (حزب العمال) تجاه العدوان على الوطن ليس حباً فينا ولا تعاطفاً إنسانياً، بل الدافع من ورائه مصلحة سياسية، تتمثل في معارضة الحكومة داخل البرلمان لرفع حظوضه في الانتخابات.
فلا خير في هؤلاء، ولكن لا ضرر من استغلال أية فرصة تتاح لصالحنا كي نرفع بها مظلوميتنا. كذلك الحزب الاسكتلندي متعاطف معنا بغية معارضة الحكومة لتعزيز حظوضهم في استقلال اسكتلندا عن بريطانيا.

تهديد بريطاني لابن سلمان
ـ برأيكِ لماذا تم الدفع ببريطانيا لمداولة الملف اليمني، وتم تعيين مبعوث بريطاني؟ وهل هذا على حساب تراجع دور أمريكا، أم أن الأخيرة انفضحت كثيراً، خصوصاً وأن العلاقات متوترة بين السعودية وبريطانيا بسبب أخذ أمريكا امتيازات المملكة المتحدة في مملكة بني سعود؟
دخول بريطانيا الساحة يعود إلى نفوذها داخل الأمم المتحدة التي يسمونها فيها (حاملة القلم)، بمعنى أنها تستطيع السيطرة على الأمور في مجلس الأمن واستصدار القرارات منه.
بريطانيا ترى نفسها المسؤولة الأولى عن الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج، وليس لديها اختلافات كبيرة مع أمريكا، فمصالحهما مشتركة. كما أن عملها الاستعماري لم ينتهِ، وتمارسه الآن عبر منظمتي الكومنويلث والأمم المتحدة، وكانت هي خلف تأسيس الأخيرة.
ورغم وجود هدف واحد يجمع البريطانيين والأمريكيين، إلا أن حرباً باردة تجري بينهما سعياً للحصول على ميزة بيع أسهم (أرامكو) كل في بورصته، وسعي بريطانيا للحصول عليها هو لتدارك التدهور الاقتصادي الذي ستشهده عند خروجها من الاتحاد الأوروبي.
لذلك استقبلت رئيسة الوزراء البريطانية محمد بن سلمان رغم الاحتجاجات المطالبة بعدم استقباله، ووجهت له تهديداً غير مباشر في حال لم يضع أسهم (أرامكو) النفطية في سوق المملكة المتحدة، تمثل في تسليمه نسخة من شجرة عائلة بني سعود تعود إلى عهد حكم الملكة فيكتوريا قبل قرن تقريباً، لتذكيره بأن بريطانيا هي من زرعت عائلته في الجزيرة العربية، وتستطيع اقتلاعها منها. 
وفي ما يخص طرح الإنجليزي مارتن غريفيث ليكون مبعوثاً أممياً إلى اليمن بدلاً من ولد الشيخ، فهي خطة بريطانية خطيرة جداً، كون المبعوث الجديد من مواليد عدن إبان الاحتلال البريطاني لها، ويكن داخله الحقد تجاه اليمن، لا سيما الجنوب.
وهذا المبعوث ليس معنا، بل ضدنا، نتيجة الحقد الذي يحمله على المحافظات اليمنية الجنوبية منذ استقلالها، وطرحه هو للتحكم بالجنوب وموقعه الاستراتيجي في العالم، والسيطرة على الملف اليمني في أية مفاوضات قادمة، وبريطانيا ضغطت كثيراً داخل الأمم المتحدة لإنجاح تعيينه.

النظام السعودي زائل 
ـ  محمد بن سلمان بدأ يظهر أنه غير قادر على الخروج من مأزقه سوى من بوابة بريطانيا، فما الذي بيد بريطانيا لتقدمه له في سبيل ذلك؟
بن سلمان لا يدرك خطورة ما هو فيه، وأن النظام السعودي زائل في نهاية المطاف، والسنوات القادمة ستبين ذلك، فمن وضع هذه الأنظمة لا يريد لها البقاء إلى الأبد، ولديه خطط أخرى تفرض عليه التخلص منها لإنجاحها. لذا فمحمد بن سلمان لم يلجأ بإرادته لبريطانيا، فالعدوان على الوطن أتى بضوء أخضر من بريطانيا وأمريكا.

كسر حظر وسائل الإعلام الغربية 
ـ مع اكتمال 3 أعوام للعدوان، ما الذي حققته الكتيبة الحقوقية الوطنية في جبهات مقارعة العدوان لصالح الوطن؟ 
كما تعلمون، جميع وسائل الإعلام الغربية كانت في بداية العدوان محظورة من تناول أخبار صحيحة عما يحصل في اليمن، لذا قمنا بالندوات، وذهبنا لجنيف وأقمنا معارض صور تبين حقيقة ما يحصل في الوطن وبشاعة العدوان عليه، لتوعية الناس وتصحيح الأكاذيب التي كانت وسائل الإعلام تتلوها عليهم، وتتضمن شن الحرب على بضعة حوثيين متمردين دخلوا العاصمة بالقوة. 
ونتيجة لذلك حصلنا على تغطية إعلامية، وانضمت بعض المنظمات الحقوقية إلينا، وقامت بجزء من واجبها في توعية الشارع الغربي بحقيقة العدوان.