ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين 

كارميلو كروز       
لعله لم يكن من المقدر أبداً لليمن أن تصبح (الجمهورية اليمنية) ولربما لم تكن لتستمر لفترة طويلة من الزمن؛ فقد عادت موجات الفساد والصراع وسفك الدماء باسم حرب أهلية كانت قد اشتعلت في العام 2015.
هذا البلد الغني بالنفط يعد الآن أفقر أمة عربية، وهو بحاجة ملحة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وأكبر محنة بالنسبة لليمنيين هي ما يسقط من السماء من المقاتلات الجوية والأسلحة المصنعة ذات أنظمة لوكهيد مارتن ورايثيون وبوينغ وبي أي إي، والتي تباع لممالك الخليج (السعودية والإمارات)، وقد حالت الحرب دون وصول واردات الغذاء إلى اليمن، وتضرر جراء ذلك 17 مليون شخص.

العودة إلى المربع الأول
ظلت موانئ دبي العالمية التي مقرها في دبي تزود موانئ السعودية لسنين بالمواد التجارية والبحرية والصيانة والدعم اللوجيستي، وأكثر من ذلك, وفي الوقت الذي اشتعل فيه فتيل الخلافات بين الإمارات والسعودية حول تحالفهم في اليمن, حصلت موانئ دبي العالمية على جزء كبير من ثروتها من ميناء عدن في اليمن عام 2008م, وترجع أهمية جنوب اليمن إلى مضيق باب المندب الذي يعتبر ملتقى تجارة 3,8 مليون برميل نفط يمر عبر البحر الأحمر الذي هو أيضاً مهم بالنسبة للإمارات.
ومع ذلك لم تكن السيطرة على ميناء مدينة عدن كافية لإشباع تعطش الإمارات لأن تصبح قوة خارقة في قطاع الطاقة؛ فقد طلب من جيبوتي وإريتريا أيضاً تأجير موانئهما, وبينما تتشارك إريتريا بالفعل مع الإمارات في جزء من منطقتها، حيث توجد هناك قاعدتها العسكرية، أنكرت جيبوتي فوراً تأجيرها للميناء.
وبالرغم من امتلاكها قاعدة عسكرية جاءت الإمارات باقتراح يقضي بأن يكون لديها موانئ في إريتريا وجارتها جيبوتي، وكان من الواضح أن هدف الإمارات هو أن تحصل على فائدة من وراء اليمن، وأن تضعفها في نفس الوقت.
وامتلاك موانئ حول إحدى أكثر طرق التجارة البحرية حركة وازدحاماً، سيعني لا شك توسيع نطاق العمل حول المنطقة برمتها.
لعبت الإمارات دورها بذكاء في حين تمسكت السعودية بأهدافها المتعلقة بطرد الحوثيين، وقد أصبحت هدفاً لتفاعل منظمات حقوق الإنسان معها، على وجه التحديد منظمة العفو في المملكة المتحدة وهيومن رايتس ووتش, ومن المؤكد وبلا شك أن الإمارات هي من كانت بالفعل تقود التحالف.
ومن المحتمل أن يعمل كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والحكومة السعودية تحت توجيهات أمير أبوظبي محمد بن زايد، نظراً لتعرضه الواسع نسبياً لكل من السياسات الإقليمية والدولية, وقد لوحظ وجود جهود جماعية لمواصلة الحرب في اليمن في يناير من هذا العام، حيث رصدت الأقمار الصناعية تواجد طائرات بلا طيار تتبع الإمارات (مصنوعة في الولايات المتحدة) في قاعدة جيزان.
تضم المياه اليمنية أكثر من 200 جزيرة أكبرها سقطرى, وجزيرة سقطرى التي تقع في المحيط الهندي هي حديث الصحف بسبب ممارسة الإمارات دور الحاكم الفعلي لهذه الجزيرة المحمية من قبل اليونيسكو، والتي تعد أيضاً أحد أهم الموانئ ازدحاماً في العالم، وتعد سقطرى أيضاً موطناً لأنواع نادرة من النبات والحيوان.
وبالنسبة للتطورات الأخيرة المتعلقة بوقف الحرب على اليمن، ناقش السيناتور بيرني ساندرز ومايك لي وكريس مورفي، دور أمريكا في اليمن، إلا أن المملكة المتحدة رفعت صوت الفيتو لوقف بيع الأسلحة للسعودية والإمارات، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في الـ26 من فبراير.
بات اليمن اليوم بلداً يعيش فيه أكبر عدد من الناس في العالم الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة (21,2 مليون), وفي الجهة المقابلة تطمح الإمارات للحصول على ميناء في جنوب اليمن ويبدو أن محاربة الحوثيين ما هي إلا ذريعة في سبيل الفوز بالميناء!

ترجمة خاصة لـ( لا ميديا ): زينب صلاح الدين