دانيال لاريسون
ذا أميريكن كونسيرفاتيف The American Conservative
ترجمة خاصة لـ(لا ميديا ): محمد ابراهيم زبيبة 
بدأت الحرب التي تقودها السعودية بدعم أمريكي على اليمن قبل ثلاث سنوات. وبعد عدة أيام قلت في مقالة كتبتها عن هذه الحرب ما يلي: 
(من السيئ أن عملاء الولايات المتحدة يقومون بهذا, ولكن الأسوأ من ذلك هو أن الولايات المتحدة تدعمه. فليس من المنطقي أن تساعد الولايات المتحدة في تدمير اليمن من أجل إعادة تثبيت رئيس ليس له شعبية. وكلنا نعلم أنه لو قامت دولة استبدادية أخرى بعمل ما تعمله السعودية باليمن الآن, لتمت إدانتها من قبل جميع الحكومات الغربية كعدوان غير مبرر على جارتها. أعلم أن هذه ليست الطريقة التي ستتعامل بها الحكومات الغربية مع السعوديين, ولكن تستطيع حكومتنا على الأقل رفض المشاركة بأي شكل في هذا التدخل العسكري الخطير غير الضروري). وكما نعلم جميعاً فقد استمرت حرب فظيعة لا معنى لها, تمتع خلالها السعوديون وحلفاؤهم بدعم عسكري ودبلوماسي غير محدود. لم تكن الكارثة التي اجتاحت اليمن متوقعة فحسب, فقد توقعها العديد من الخبراء اليمنيين ومجموعات الإغاثة وآخرون. وتنبأ معارضو التدخل بأن التدخل سيفشل بسبب أهدافه غير الواقعية, وقلنا أيضاً بأنه سيعكس معاناة كبيرة على المدنيين. وقلنا بأن الحصار المفروض على البلد سيحرم السكان من السلع الأساسية بسبب الاعتماد الشديد على الواردات, وللأسف فإن آثار الحصار كانت أسوأ مما توقعه الكثيرون.  
إن الحروب تستمر بشكل أطول وتسبب الموت والدمار أكثر مما يتوقعه مؤيدوها, وللأسف فإن الحرب على اليمن ليست استثناء. وعادة ما يؤدي التدخل الأجنبي إلى تفاقم الصراعات القائمة من خلال إطالة أمدها وتكثيفها, وهذا بالتأكيد ما حصل في اليمن. 
إن النقطة التي أريد أن أوصلها هي أن لا أحد ممن عرف الكثير عن اليمن اعتقد بأن الحرب كانت رابحة أو مرغوبة, والجميع تقريبا, الى جانب الحكومات التي تشنها والداعمة لها, قد تنبؤوا وبدقة بالكارثة التي تلت ذلك. لقد أوجدت الحرب أسوأ أزمة إنسانية في العالم, ولم يكن ذلك بأكمله ضروريا على الإطلاق.
إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي أهم قصة في العالم, ولكنها أيضا واحدة من أكثر القصص المهملة والتي يتم تجاهلها اليوم. ويبدو من الصعب أحيانا استيعاب أن أكثر من ثمانية ملايين شخص يتضورون جوعا حتى الموت, وملايين آخرين يعانون من سوء تغذية حاد, وحكومات التحالف بقيادة السعودية والمسؤولة عن ذلك لا يتم الإشارة إليها ولا تعاني من أي عواقب على ما لا يزالون يفعلونه. 
هناك تغطيات مختصرة تبرز, بعضها يمكن أن يكون ضعيفاً ومضللاً, ولكن على الأساس اليومي لا تتحدث معظم الصحف ووسائل الإعلام عن ذلك, ولولا جهود عدد قليل من أعضاء الكونجرس عن الحرب ودور حكومتنا في السماح بها لكانت أقل شهرة. ولأنه يتم تجاهلها بقوة, لا توجد ضرورة ملحة لتوفير الأموال والمساعدات الكافية. فقد ناشد المدير الإقليمي لليونيسيف هذا الأسبوع بمبلغ 350 مليون دولار لدعم جهودهم الإنسانية في البلاد، واصفاً لهذا المبلغ بأنه يكاد يكون كالفستق مقارنة بتكلفة الحرب.
يمكن للولايات المتحدة وحدها أن توفر هذا المبلغ, وبتعاون كل حكومات التحالف ورعاتها الغربيين يمكن أن يتم التبرع بهذا المبلغ بكل سهولة, ولكن لا يوجد أي ضغط عليهم للقيام بهذا، لأنه لا يزال هناك وعي واهتمام قليلين بما تقوم به هذه الحكومات في اليمن. فالشعب اليمني يعاني من ظروف كارثية يمكن أن تتحسن بشكل ملحوظ إذا أنهى التحالف وداعموه الغربيون الحصار وسمحوا بدخول السلع الأساسية دون عائق, ولكنهم فضلوا حتى الآن مواصلة حرب متهورة فاشلة بينما تفرض حصاراً يقود ببطء ولكن بشكل مؤكد إلى قتل الملايين من الناس.