البريطانية وصفت اغتياله بموت الحل السياسي في اليمن
الصحافة الإسرائيلية تعلق: رحيل الرجل المزعج للتحالف


رصد: طلال سفيان / لا ميديا

بعد ساعات من إذاعة (صوت إسرائيل) للخبر، طرحت صحيفة (هآرتس) مانشيتاً قالت فيه إن الحوثيين فقدوا رجلهم الثاني في الحركة بعد مقتله بغارة للتحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن.. بدورها وصفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) استشهاد الصماد بأنه رحيل للرجل المزعج للتحالف، وقالت: (سقط ثاني رجل خطير من داعمي الإرهاب في المنطقة)، وربطت مقتل الصماد بخبر مقتل الفلسطيني عضو حماس فادي البطش الذي اغتيل في ماليزيا السبت 21 أبريل 2018.. وأفردت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية الأربعاء الفائت أول تعليق من (التحالف العربي) لاستشهاد صالح الصماد.. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، قوله بأن (مقتل القيادي البارز في جماعة (أنصار الله)، رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، نهاية حتمية لأي إرهابي في العالم).. وأضافت أن المالكي اتهم في مؤتمر صحفي (الصماد) بالمسؤولية عن استهداف المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية وإعاقة الملاحة البحرية. ووضعت الصحيفة مسألة إعاقة الملاحة البحرية ضمن علامة الاهتمام الأول، كما لم تتطرق إلى مسألة تهرب ناطق العدوان من سؤال وجه له في المؤتمر الصحفي حول نوع الطائرة التي نفذت عملية اغتيال الرئيس الصماد.

ضربة موجعة
اهتمت الصحافة البريطانية بخبر استشهاد الصماد, حيث عنونته (الغارديان) بـ(موت الحل السياسي في اليمن).
ووصفت (الديلي تلغراف) الصماد بأنه من أبرز الوجوه السياسية للحركة الحوثية. 
وذكر خبر إذاعة (BBC) أن صالح الصماد كان الرجل الثاني في قائمة المطلوبين لقوات التحالف بقيادة السعودية قبل أن يُقتل بغارة جوية. بدوره طرح موقع (BBC) سؤالاً على المتابعين: هل يؤثر مقتل الصماد في مجرى الحرب؟
وقال موقع )ميدل إيست آي) إن العديد من قادة الحوثيين وأعضاء المجلس السياسي أدانوا بشدة، يوم الاثنين، مقتل صالح الصماد بغارة جوية نفذت يوم الخميس الموافق 19 أبريل الجاري في الحديدة.
ونقل الموقع مقتطفات من خطاب عبدالملك الحوثي بشأن استشهاد الصماد أكدت أن ذلك سيكون له عواقب وخيمة، وأن (هذه الجريمة لن تمر دون عقاب، ولا الجرائم الأخرى، مثل استهداف عرس في محافظة حجة والذي خلف العشرات من القتلى والجرحى).
وأشار الموقع إلى أن (الحوثي حمل أمريكا والسعودية المسؤولية عن اغتيال الصماد).
وذكر الموقع البريطاني أن الصماد يحتل المرتبة الثانية في قائمة المطلوبين للتحالف بقيادة السعودية، حيث قدمت 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات قد تقود إلى القبض عليه.
واحتفى إعلام العدوان الخليجي بخبر استشهاد الرئيس الصماد, واصفاً ذلك بأنه (ضربة موجعة) للحوثيين في اليمن.
وجاء العنوان الأول لصحيفة (الشرق الأوسط) صباح الثلاثاء: (غارة للتحالف تطيح بالرجل الثاني في الانقلاب الحوثي). وكتبت (الخليج) الإماراتية: (مصرع الصماد رئيس ميليشيات الانقلاب بغارة في الحديدة).
أما صحيفة (الحياة) الصادرة من لندن فقد قالت، الأربعاء الفائت، إن أعضاء (المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثيين لم يبلغوا بمقتل زعيمهم صالح الصماد رسمياً، وتلقوا الخبر من وسائل إعلام تابعة للجماعة).
وأردفت: (تأخر الحوثيين في إعلان خبر مقتل الصماد يُثير ردود فعل متباينة).
وخرجت الصحيفة السعودية باكتشاف عجيب كأنها فجرت قنبلة فوق رؤوس الجميع من خلال القول بأن (تأخر الحوثيين في إعلان خبر مقتل الصماد، وتعيين مهدي المشاط مدير مكتب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي رئيسًا لـ(المجلس) من دون علم أعضائه، أثار ردود فعل متباينة في أوساط اليمنيين، أشارت غالبيتها إلى تصفية الصماد وليس مقتله).
وعلى الصعيد ذاته, نقلت صحيفة (العين) الإماراتية عــــن مصدر عسكـــــــــــــري يمنـــي (من موالــي العــــــــدوان) أن 3 مـــــن وزراء حكومة الانقلاب الحوثي غير المعترف بها، لقوا مصرعهم برفقة صالح الصماد.
وذكر مصدر الصحيفة الإماراتية أن (وزير المالية، حسن مقبولي، ووزير النفط، أحمد عبدالله دارس، ووزير المياه والبيئة، نبيل الوزير، قتلوا في الغارة الجوية التي استهدفت موكب الصماد).
وأشارت الصحيفة إلى أن الصماد كان قد كلف من قبل قيادة الانقلاب بالنزول إلى الحديدة للتصدي لطارق محمد عبدالله صالح في الساحل الغربي، والتحشيد ضد القوات التي يقودها هناك.
وقالت (المصري اليوم) إن استشهاد الصماد (ضربة موجعة لميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، ذلك أن القتيل كان الرقم 2 في قائمة الإرهابيين المطلوبين لدى التحالف العربي لدعم الشرعية).
وأضافت الصحيفة: (بمصرع الصماد، تكون طهران قد فقدت واحدا من أبرز عناصرها في اليمن، التي استخدمتها لبث القلاقل وتأزيم الأوضاع في المنطقة).

فصل جديد من المواجهة
اهتمت الكثير من الصحف العربية بخبر استشهاد الرئيس صالح الصماد, ونعت بعض الصحف الصماد وأبرزت توعد القيادة اليمنية بالثأر لاستهدافه.
فقد اعتبرت صحيفة (رأي اليوم) الصادرة من لندن، والتي يرأس تحريرها الكاتب عبدالباري عطوان، اغتيال صالح الصماد رئيس المجلس الأعلى بأنه يمثل خسارة لحركة الحوثيين، لعدة أسباب تعود لقوة شخصيته، لكنها لن تؤثر على الحركة التي يمسك قرارها عبدالملك الحوثي.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها الثلاثاء الفائت, إلى أن خسارة التحالف والسعودية ستكون أكبر، سواء من حيث فقدان الصماد كرجل 
مرن أو من خلال الانتقام الذي ستتعرض له السعودية رداً على اغتياله.
وقالت صحيفة  (الأخبار) اللبنانية إن (اغتيال الصماد فتح فصلاً جديداً من فصول المواجهة الدائرة في اليمن ضد العدوان المستمر على هذا البلد).
وتحدثت الصحيفة عن مناقب الصماد واصفة إياه بأنه كان (محاوراً بارعاً) و(رجل السياسة والتفاهمات مع شركائها، كما هو رجل الحرب الذي اقترن ظهوره ورحيله بالتصدي للعدوان السعودي وأدواته، من الحرب الرابعة على صعدة إلى السنة الرابعة من الحرب على اليمن).
وحملت صحف: (الهدف) الجزائرية و(تشرين) السورية و(النهار) اللبنانية وموقع (السودان اليوم) المعارض عناوين تقول: (خبراء: إسرائيل نفذت عملية اغتيال الشهيد صالح الصماد), وأن (العملية نفذها فريق اغتيالات للجيش الإسرائيلي عبر طائرات مسيرة).
وأفاد خبر تناقلته عبر العديد من وسائل الإعلام اليمنية والعربية عن خبراء يمنيين بأنه (تم تنفيذ عملية اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد مع 6 من مرافقيه يوم الخميس قبل الماضي، على أيدي فريق اغتيالات الكيان الصهيوني, وبالذات على ضوء إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي منذ أيام مشاركة بلاده في الضربات العسكرية على اليمن والتي تقودها السعودية منذ 3 أعوام).
وأكدت وسائل الإعلام أن طبيعة العملية تطابق عمليات الاغتيال التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد قادة المقاومة في لبنان وفلسطين وسورية.

إدانات وردود أفعال غاضبة
في معرض إدانته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصماد من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.
وقال غوتيريس إن الجريمة مدانة وتخالف القوانين الدولية.
ومن جهته، عبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، عن أسفه لمقتل رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد.
وأعرب المبعوث الأممي، في اتصال هاتفي مع نائب وزير الخارجية، حسين العزي، الثلاثاء الفائت، عن بالغ حزنه وأسفه جراء هذه العملية، التي أودت بحياة الصماد.
وأضاف: (على الرغم من أنني لم ألتقِ به سوى مرة واحدة، إلا أنني لمست فيه رجل سلام).
وتوالت العديد من بيانات النعي وبرقيات التعازي في استشهاد فقيد اليمن الغالي الرئيس صالح الصماد من قبل الدول الصديقة والأحزاب والروابط والشخصيات العربية والإسلامية.
وفي بيان أصدره الثلاثاء الفائت قال حزب الله إن اغتيال الصماد جريمة ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي.
وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في برقية عزاء وجهها إلى قائد الثورة، عبدالملك الحوثي، إن (الشهيد القائد الرئيس صالح الصماد، رحمه الله، كان سنداً كبيراً في هذه المواجهة الكبرى، وقدّم نموذجاً رائعاً للقائد الشجاع والمتواضع والمسؤول، والحاضر دائماً في الساحات والميادين، والعاشق للشهادة).
واعتبر نصر الله أن هذه الجريمة، والتي تضاف إلى سلسلة جرائم العدوان السعودي - الأميركي على الشعب اليمني، تشكل دليلاً إضافياً على مدى ظلامية ووحشية قادة هذا العدوان، وفي نفس الوقت على مدى صبر ومظلومية وحقانية هذا الشعب الغيور. 
وأدانت سوريا بشدة اغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، صالح الصماد، (بآلة القتل السعودية).
وقال بيان وزارة الخارجية السورية والذي نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء الخميس الفائت: (تدين الجمهورية العربية السورية بشدة اغتيال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن صالح الصماد بآلة قتل النظام الوهابي السعودي).
وأضاف البيان: (إن هذه الجريمة البشعة لآل سعود تأتي استمرارا للمحرقة التي يرتكبها بحق الشعب اليمني والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية والمنجزات التي حققها وإزهاق حياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء).
وختم بيان الخارجية السورية بأن (المشروع السعودي في اليمن آيل للسقوط لا محالة كما هو حال مشروعهم المهزوم في سوريا، وإن الشعب اليمني الأبي الذي لم يرضخ في تاريخه لأي قوة خارجية سيعرف كيف يواجه هذا العدوان السعودي بصموده ويحافظ على سيادة واستقلال ووحدة اليمن).