اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الإصلاح الذي يزعمه ولي العهد محمد بن سلمان في السعودية، هو مجرّد تمثيلية في ظل حملات الإعتقال التعسفيّة والمجازر التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن.
تحت عنوان “لا تنخدعوا.. شركاؤنا في السعودية سادة القمع”، عبّر كنان مالك في مقال نشرته صحيفة الغارديان، عن تردّي الأوضاع الحقوقية في “السعودية”، مستدركاً قضية النشطاء الخمسة المعرضين للإعدام بسبب مشاركتهم في الإحتجاجات وتريد شعارات معادية للنظام بالإضافة للتصوير والنشر.

الكاتب لفت إلى أن النشطاء الخمسة ينحدرون من منطقة القطيف، ذات الأغلبية الشيعية، ومن بينهم الناشطة إسراء الغمغام، التي أمضت أكثر من عامين في السجن. محنة “السعوديين” الخمسة تكشف كذب الادعاءات التي ساقها محمد بن سلمان، يقول مالك، منذ موت العاهل السعودي السابق عبد الله في عام 2015 ومجيء شقيقه سلمان، اندفع الغرب نحو “السعودية” الجديدة للإسهام في إصلاح النظام، خاصة بعد أن طرح ولي العهد، رؤيته المعروفة 2030.

غير أن الملك، والكلام للكاتب، يبقى هو الحاكم المطلق وتستمر ممارسة التعذيب وتقطيع رؤوس المعارضين وتصدير سياسات بربرية للخارج، بالإضافة لحرب اليمن، التي تعتبر واحدة من أكثر الحروب وحشية في العصر الحديث.

ويستعرض مالك بعض عمليات الاضطهاد في داخل “السعودية”، فيشير إلى عمليات اعتقال العشرات من النشطاء، بينهم رجال دين وصحفيون ومثقفون، الأمر الذي دعا الأمم المتحدة إلى إصدار بيان، محذرةً فيه “السعودية” من النمط المقلق لعمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي على نطاق واسع. “السعودية” كما يقول الكاتب وفي ظل نظام الإصلاح، تعتبر من بين أكثر الدول ممارسة لعمليات الإعدام، حيث تم إعدام نحو 154 شخصاً عام 2016 و146 شخصاً عام 2017، والعديد منهم بسبب معارضته السياسية. ويضيف: “في الأسبوع الماضي، وفي أعقاب القصف السعودي الذي طال حافلة أطفال باليمن، وأدى إلى مقتل 33 طفلاً، دافع جيريم هانت، وزير الخارجية البريطاني، عن العلاقات بين بريطانيا والسعودية، على أساس أن البلدين شريكان في محاربة التطرف الإسلامي”.

ويرى مالك أنه يجب على “السعودية” أن تتحمل المسؤولية عن صعود الإرهاب الإسلامي أكثر من أي دولة أخرى، مبيناً أنه منذ سبعينات القرن الماضي، كان المسؤولين السعوديين يدعمون التيارات الوهابية ويصدرونها للعالم. “لقد استخدم آل سعود الوهابية من أجل إرساء حكمهم، وقد موَّلت الرياض عدداً كبيراً من المدارس الدينية، كما موَّلت الحركات الجهادية في أفغانستان وسوريا، وكان أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة التي تقف وراء هجمات 11 سبتمبر، سعودياً” بحسب الكاتب. وفي الختام ينتقد كنان مالك الصمت الغربي عن سياسات النظام السعودي، التي يدفع ثمنها اليمنيون الذين يعانون خطر المجاعة، وآلاف “السعوديين” المعتقلين بشكل تعسفي وينتظرون عقوبات مختلفة بسبب مطالبتهم بحقوقهم