اتهمت الكتلة اليسارية في البرلمان الاتحادي الألماني حكومة المستشارة ميركل بالمشاركة غير الُمباشرة في حرب اليمن. وقد صرح متحدث باسم الشئون الخارجية للكتلة اليسارية “شتيفان ليبيش” لوكالة الأنباء الفرنسية أن الحكومة نقضت بذلك التزاماتها الخاصة باتفاقية الائتلاف مستندا إلى رد الحكومة الاتحاديةِ على مسائلة الكتلة اليسارية في البرلمان والتي عرضت على الوكالة الفرنسية. خلفية هذا الاتهام مبني على استخدام التحالف العسكري التي تقوده السعودية لطائرات يوروفايتر تايفون. صحيح أن النظام السعودي حصل على تلك الطائرات من قبل بريطانيا إلا أن أجزائها الأساسية تم تصنيعها في ألمانيا. وصرح “ليبيش” قائلا: “لولا القطع المصنعة في ألمانيا لما تمكنت طائرات تايفون وكذلك طائرات تورنادو التحليق والمشاركة في حرب اليمن”.

مقاتلات يوروفايتر هو مشروع مشترك بين بريطانيا وألمانيا وايطاليا واسبانيا. ووفقا للاتفاقيات المبرمة بين تلك الدول فلا يلزم موافقة الدول المشاركة في التصنيع على تصدير المقاتلات للخارج في حين تريد الحكومة الألمانية المحافظة على هذا الوضع. حيث أفادت الحكومة الاتحادية في ردها على مسائلة الكتلة اليسارية في البرلمان الاتحادي “أن الحكومة الاتحادية لا ترى في الوقت الراهن وضع تعديل على مذكرة التفاهم تلك. وكما أفادت الحكومة الاتحادية أيضا فان مساهمة ألمانيا في تصنيع يوروفايتر تقدر ب 29 % أما ما يخص المقاتلة تورناتو فحصتها تبلغ 40%.

غير أن “ليبيش” يعتقد أن تصدير تلك الطائرات لا يتوافق مع اتفاقية الائتلاف مع الحكومة الألمانية مستندا على اتفاقيات حزب المستشارة الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني والذي ينص على التالي “اننا لن نمنح مستقبلا تصاريح تصدير السلاح للدول التي تشارك مباشرة في حرب اليمن”. وقد خلص “ليبيش” إلى أن على الحكومة الاتحادية أن تمنع على الأقل تصدير الطائرات المقاتلة التي تساهم الشركات الالمانية في إنتاج قطعها الأساسية. ماعدا ذلك فان الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي يمارسون التدليس على الرأي العام فيما يخص بالتزاماتهم المثبتة في اتفاقية الائتلاف. وانتقدت السيدة “باربرا هابي” من منظمة البيئة وحقوق الانسان “أورغفالد” بقولها: “لقد وعدت الحكومة الفيدرالية في اتفاق الائتلاف بوضع سياسة تصدير صارمة فيما يخص موضوع الحرب في اليمن وأيضا في مجال المشاريع المشتركة الأوربية وهو ما تتجاهله اليوم” مطالبة الحكومة الألمانية بالوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الائتلاف ووضع سياسة تصدير صارمة باتجاه اليمن بما في ذلك مجال المشاريع الأوروبية المشتركة”.

يدعم التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الحكومة اليمنية الرسمية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن. وعلى الصعيد الدولي يتهم هذا التحالف بشن عمليات متهورة أيضا ضد المدنيين في اليمن ويرى التحالف السعودي أن إيران تقف خلف المتمردين الحوثيين.

ترجمه: هاشم المطري، صحيفة “شتيرن” الألمانية