حلمي الكمالي/ لا ميديا 

عاش الشعب اليمني خلال العقود الخمسة الأخيرة فترة عصيبة في ظل هيمنة قوى النفوذ والوصاية الأجنبية عبر أدواتها التي مارست بحقه أبشع أنواع الجرائم وصنوف القهر والاستبداد، كما مارست سلطتها على كافة مراكز القرار المتعاقبة منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، باعتبارها اليد الطولى لقوى الرجعية والاستعمار وحتى بزوغ فجر ثورة 21 أيلول 2014 التي انبثقت من رحم معاناة الشعب.
وجاءت ثورة 21 أيلول لتثأر لمظلومية الشعب الحقيقية التي ظلت قوى النفوذ تتاجر بها تحت مسمى معارضة السلطة، بينما هي في الحقيقة اليد الخفية للأخيرة التي قمعت أحلام الشعب وعطلت مسيرة نجاحه طوال هذه المدة. ومن هذا المنطلق بالذات نستعرض في التحقيق التالي كيف هيمنت رموز قوى النفوذ على قرار البلد، ونهبت ثرواته، وتآمرت عليه منذ ستينيات القرن الماضي.

عبداللــه حسيــــن الأحمـــر
في منتصف الستينيات ارتبط عبدالله بن حسين الأحمر ومجموعة من القيادات العسكرية، بدعم سعودي، باللجنة الخاصة السعودية التي كان من مهامها في بداية الأمر دعم الملكيين من أجل وأد الثورة الوليدة، وهو ما حصل عقب حصار السبعين، حيث انضم المدافعون عن الملكية إلى صفوف الجمهوريين، وتم سلب أهداف الثورة وتجييرها لخدمة قوى الوصاية.
ـ كان عبدالله بن حسين الأحمر يتولى تنصيب الرؤساء وخلعهم منذ مطلع ستينيات القرن الماضي.
ـ ضلوعه في اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977، بأمر مباشر من الرياض، وبإشراف من المدعو صالح الهديان، الملحق العسكري بسفارتها في صنعاء، بحسب ما كشفته وكالة (ويكيليكس) في 2011.
ـ رفض الأحمر إنشاء أكثر من 100 مدرسة أساسية و20 مجمعاً ثانوياً، مقدمة من صندوق النقد الدولي، في محافظة عمران.
ـ مليشيات تابعة له كانت تقوم بتخريب خطوط الإمداد الكهربائي حتى يتمكن من الحصول على عائدات ضمانات القطع والأجهزة في محطة مأرب الغازية التي حصل ابنه حميد على عقد إنشائها عبر توكيل شركة سيمنز الألمانية.
ـ عشرات عمليات القتل والدهس التي ارتكبها الأحمر وأولاده بحق مواطنين عزل وعسكر، خلال العقود الماضية، دون أي مسوغ، ولأسباب تافهة، كقتل رجل مرور بسبب توقيفه موكب الشيخ.
ـ التورط في اغتيال جار الله عمر أمين عام المساعد للحزب الاشتراكي.

علـــــي محســــن الأحمــــر
ـ تقدر ثروته بـ 74 مليار دولار«عقارات وأراضي وشركات خاصة».
ـ عمد منذ انتهاء حرب صيف عام 1994م إلى التصرف بأراضي المحافظات الجنوبية، وأصدر العديد من أوامر الصرف والتوزيع لتلك الأراضي على مقربين منه.
ـ شارك من خلال قيادته للفرقة الأولى مدرع، مع النظام السابق، في استباحة محافظة صعدة، وارتكاب أبشع جرائم القتل والنهب وتدمير المنازل وتشريد مئات الآلاف، خلال 6 حروب.
ـ ضلوعه في عملية اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977، بحسب ما كشفته وكالة (ويكيليكس) عام 2011م.
ـ في 2007 كشفت الأجهزة الأمنية عن تنسيق بين علي محسن الأحمر ودبلوماسي عراقي، كان يتقاضى أموالاً من علي محسن مقابل بيع جوازات سفر عراقية نوع (إس) لتهريب عشرات الإرهابين إلى العراق.
ـ رعاية العناصر الإجرامية والإرهابية التي كانت تمارس عمليات نهب وتقطعات للشركات الخارجية وخطف الأجانب.
ـ في 2009 قامت عناصر مسلحة تتبع طارق الفضلي، بضرب سيارة نجدة بالبازوكا وقتل أفرادها في محافظة أبين، وحركت الداخلية قوات أمنية وحاصرت الفضلي ومجموعته داخل منزله، وأمهلتهم ساعتين لتسليم أنفسهم، لكنها فوجئت بتدخل علي محسن الأحمر وحمايته للفضلي.
ـ في ديسمبر 2011 تم اعتقال 110 ضباط وجنود تابعين لعلي محسن الأحمر، في مدينة تعز، أرسلهم الأحمر إلى المدينة لتنفيذ سلسلة عمليات اغتيال وأعمال تخريبية.
ـ كانت الفرقة الأولى مدرع التي كان يديرها علي محسن الأحمر، خلال العقدين الماضيين، مقراً لتعذيب المختطفين من كُتاب الرأي وخصوم آل الأحمر السياسيين.
وأشار تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في أبريل 2012، إلى أن 491 مدنياً و193 جندياً معتقلون لدى الفرقة الأولى مدرع، إضافة إلى 200 شخص معتقل لدى أولاد الأحمر.
ـ في 2011 أعلن عن القبض على مجموعة من المتهمين في جريمة (جمعة الكرامة) التي راح ضحيتها أكثر من 50 شهيداً، وبعد أشهر أعلن عن هروبهم في ظروف غامضة، وكشفت تقارير حينها أن المتهمين جنود وضباط ينتمون للفرقة الأولى مدرع.
ـ تقدر المساحة الإجمالية للأراضي التي يملكها علي محسن نحو 725.024 متراً مربعاً، أي 725 كيلومتراً مربعاً، وهو ما يعادل 15.923 لبنة، وهذه المساحة تقل عن مساحة مملكة البحرين بنحو 25 كيلومتراً مربعاً، حيث تبلغ مساحة البحرين 750 كيلومتراً مربعاً.
ـ بجانب وكالته لشركة (كنيديان نكسن) النفطية، وتجارة حديد البناء، وامتلاكه عدداً من المصائد البحرية، وعشرات الشركات الاستثمارية، فإن علي محسن الأحمر كان يقبض بيد من حديد على كل أنشطة التهريب بميناء المخا بمحافظة تعز، وفي صدارة ذلك تهريب السلاح إلى دول أفريقيا.
- المشاركة في اغتيال العشرات من قيادات الحزب الاشتراكي عقب الحرب الانفصال وعلى رأسهم اغتيال جار الله عمر، أمين عام مساعد الحزب الاشتراكي، في 28 ديسمبر 2002.

علــــي عبداللــــه صالـــح
ـ تقدر ثروته في الخارج بـ60 مليار دولار.
ـ ضلوعه في اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977، بحسب ما كشفته وكالة (ويكيليكس) في 2011.
ـ في5 نوفمبر 1978 أعدمت السلطات أمين عام التنظيم الناصري عيسى محمد سيف، و12 من قيادات الحزب المدنية، وتم دهس المئات من عناصر الحزب بالدبابات، وشارك في هذه الجريمة علي عبدالله صالح وعبدالله بن حسين الأحمر وعلي محسن الأحمر.
ـ في صيف 1994 أثناء حرب الانفصال، ارتكب صالح بالتعاون مع حزب الإصلاح، مجازر بشعة بحق عشرات الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية.
ـ زجت سلطات الأمن الوطني بآلاف المعتقلين من الكُتاب والعمال في سجون سرية، ولم يعلم مصيرهم حتى اليوم، بدءاً من أحداث انقلاب الناصريين سنة 1978، مروراً بأحداث الجبهة الشعبية في المناطق الوسطى مطلع الثمانينيات، إلى حرب الانفصال 1994، ووصولاً إلى أحداث 2011.
ـ زهرة الفاتش، موظفة بمشروع المرتفعات الجنوبية محافظة تعز، اعتقلها الأمن الوطني في يناير 1982، واستمر التحقيق معها لمدة 3 أشهر، وقد اغتصبت من قبل أكثر من شخص من رجال الأمن الوطني، ونتيجة لما تعرضت له من تعذيب واغتصاب وحشي، انتحرت بعد الإفراج عنها.
ـ أحرقت سلطات الأمن الوطني، في 1979، امرأة تدعى صالحة محمد قائد، وهي حامل.
ـ تسريح 598,000 من أبناء المحافظات الجنوبية من وظائفهم وجعلهم مشردين بلا عمل بعد حرب الانفصال.

حميد الأحمر وإخوانه
ـ سيطر أولاد الأحمر على ثلثي اقتصاد البلد منذ سبعينيات القرن الماضي، بما فيها النفط والغاز.
ـ 19 مليار دولار إجمالي ثروة أولاد الأحمر، بحسب وثيقة نشرتها صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية.
ـ تهرب أولاد الأحمر من دفع الضرائب لجميع وكالاتهم وشركاتهم، بما فيها وكالات لشركات أجنبية، أهمها شركة الإمارات للطيران وشركة قطر للطيران وشركة تويوتا للسيارات، والمقدرة بمليارات الريالات.
ـ مُنح حميد الأحمر من قبل النظام السابق عقوداً نفطية لعدة شركات دون مقابل، حيث كان يملك العديد من القطاعات النفطية في قطاع المسيلة (مثل قطاع شركة كالفالي، وتوتال، وأو إم في، وكي إن أو سي، وكنيديان نكسن، ونوفابرجي ليمتد)، حيث كان يدعي الأحمر حماية هذه الشركات.
ـ 18% من حصة تسويق الغار أعطاها علي عبدالله صالح إلى حميد الأحمر، عام 2008.
ـ في 2009 بلغ إجمالي المبالغ التي حصل عليها من شركة (أركاديا) النفطية، 3 مليارات و590 مليوناً و350 ألفاً و212 دولاراً، حيث كان يحصل الأحمر على دولارين من كل برميل نفط تخفيضاً عن السعر العالمي، بحسب وثيقة نشرتها وكالة (ويكيليكس).
ـ يمتلك الجزء الأكبر من شركة (إيداس) الأوروبية للصناعات الدفاعية، وهي الشركة التي نفذت مشروع الجدار العازل الذي يفصل قطاع غزة الفلسطينية عن رفح المصرية.
ـ في العام 2012 أكدت (ويكيليكس) أن حميد الأحمر وإخوانه وإلى جانبهم علي محسن الأحمر والزنداني والآنسي، يمتلكون أرصدة استثمارية في بنوك إسرائيلية، وذلك هروباً من المساءلة القانونية.

عبدالمجيد الزنداني
ـ تقدر ثروته بمليار و863 مليون دو?‌ر، شركات وجامعات خاصة وعقارات وجمعيات خيرية في اليمن والخليج وباكستان ومصر والسودان.
ـ أصدر الزنداني مجموعة فتاوى تكفيرية تسمح بقتل المنتسبين للحزب الاشتراكي.
ـ تورط باختطاف وقتل عدد من الشباب المناهضين للسلطة، أبرزهم لينا عبدالخالق، في 1993.