علي نعمان المقطري / لا ميديا 

الحلقــــــة الثالثــــــة
براكين التحيتا تشتعل
 تحت أقدام المحتل 
بعد أن وقعت العديد من قوات العدو وألويته تحت التطويق والحصار والتقطيع عن قواعدها وتعرضها لحقول الألغام في مناطق مديرية التحيتا ونواحيها، فإن العدو وجد نفسه يفر بما أمكنه إنقاذه من الوصول إلى الحقول المميتة والمفخخة، والعودة إلى قواعدهم في الساحل الغربي، غير أن العدوان وقيادته العليا تريد إنجازات ولو وهمية بأي ثمن لتبرير القدرات المالية والمادية والبشرية التي استنزفت وأهلكت في مغامرتهم الأخيرة، وهكذا عاود العدوان محاولة اقتحام مناطق التحيتا التي فيها ألويته المحاصرة، الفازة، الجبيلة، المجيليس، الجاح، الطائف، حيث تتركز عدد من الألوية المحاصرة إلى الآن، وخلال الشهرين السابقين حاول العدوان أن يمد قواته بأسلحة وتموينات عبر الجو بالمظلات لتشن هجمات من الداخل الى الخارج لكسر أحزمة التطويق والبحث عن مخارج ومسارب توصلها الى القواعد الخلفية للعدو، ولذلك ركز العدو هجماته خلال شهري يونيو ويوليو على مناطق التحيتا حيث يتمركز أغلب المحاصرين.
وقد شن العدو خلال يونيو ويوليو عدداً من الهجومات والزحوفات تركزت على مركز التحيتا، لكن الجيش واللجان كانوا قد أعدوا العديد من مراكز المديريات كحقول مفخخة سلفاً لتتحول الى نقاط استدراج للعدو ليتوغل للدخول أكثر ضمن حقول الموت المعدة بعناية وتخطيط، حيث تراجع الجيش واللجان عن مركز المديرية ليفسحوا المجال لدخول العدو واستدراجه إليها وتطويقه بإحكام من خارجها ومن داخلها، ولم يفق العدو إلا وهو في قلب الكمين المحكم تتفجر تحته الأرض في كل اتجاه، ووقع لواء بكامله أو من بقي منه في الكمين والحصار، واعترف إعلام العدوان بمصير اللواء التابع لقيادة العميد العزب من ألوية الحماية الرئاسية التابعة لهادي، بأنه تعرض للتدمير في إحدى كتائبه بكاملها، حيث قتل وجرح وأسر أكثر من 600 فرد من أفراده، ودمرت أكثر من 50 مدرعة وآلية ودبابة وعربة، والباقي حوصر. 
كما دفع العدو بلواء ثالث إلى شمال التحيتا في صحراء المجيليس لشن اختراق جديد للسيطرة على التحيتا وفك الحصار عن ألويته، وما إن توغل العدو في صحراء المجيليس حتى اصطدم بقوة كامنة في وسط الصحراء من اللجان والجيش اليمني وشرفاء السكان المحليين، خرجت عليه فجأة من تحت الأرض، حيث كانت رابضة لحراسة المنطقة، وشنت عليه هجومات خاطفة سريعة لم يجد معها سوى الفرار في كل اتجاه في صحراء واسعة لا يدري إلى أين يتجه وأين تسوقه أقدامه وعرباته، ولم يطلع الصباح عليه إلا وقد تم تدمير أغلب قواته وبعثرتها في صحراء المنطقة. 

تطوير الهجوم المضاد وتطهير مواقع استراتيجية 
بدأ الجيش واللجان يشنون هجمات مضادة ضد مواقع العدو المحاصر على طول الطريق الرئيسي الرابط بين المخا والتحيتا والدريهمي، وكانت أولى المناطق والنقاط المستهدفة بقوة من قبل الجيش واللجان هي منطقة الفازة الواقعة جنوب غرب التحيتا، حيث رابط فيها عدد من ألوية العمالقة وكتائبها الجرارة للسيطرة على الطريق الرئيس العام وتأمين حركة العدو المتقدم من الجنوب والغرب، حيث شن الجيش واللجان عدة هجمات عليه مع بداية الاختراق، وتم التنكيل بعدة كتائب في المنطقة في عدة هجمات متفرقة خلال شهر يونيو الماضي، كانت الكتائب المدمرة تتبع ألوية العمالقة المتقدمة، وتمت السيطرة على المنطقة وطرد من بقي من فلول المرتزقة. . كان العدوان قد حصل على حيس والخوخة عبر خيانة عفاش، نهاية العام الماضي ومطلع العام الجديد، وبحكم موقعها فقد أراد العدو أن يجعلها قاعدة انطلاق نحو الجراحي وزبيد من الجنوب لإسناد هجوم العدو من التحيتا وزبيد، غير أن الجيش واللجان كانوا قد طوقوا حيس من جهة الشمال والشرق، وشنوا عليها هجمات جعلها في وضع المطوق من الخارج من جهتين.
الجبيلة نقطة هامة جداً للعدو يشرف منها على الطريق الإمدادي القادم من الخوخة والحيمة، ميناء الإمداد البحري العسكري الرئيسي، وأمن الإمداد القادم من المخا يختل، كما تقع الجبيلة ما بين الخوخة والتحيتا من جهة الغرب، وتسيطر على الطريق الرابط بين زبيد والتحيتا، وتتحكم بالإمدادات القادمة من الخوخة وميناء الحيمة إلى التحيتا من الشرق ومنها إلى بقية المناطق الرئيسية المستهدفة.
على هذه النقطة الهامة تقع عقده طرق رئيسية تركزت فيها وحولها وداخلها عدة كتائب تتبع ألوية عمالقة عديدة، حوالي ثلاثة ألوية أهمها التاسع والثالث والمحلي، وشكلت بذلك عقب أخيل الاختراق الأخير للساحل، نقطة مفصلية في منظومة العدوان القابلة للكسر، وقد شن الجيش واللجان عدة هجمات كبيرة استهدفت الكتائب المنعزلة كلاً على حدة، حيث أبادوا الكتيبة الأولى في شهر يونيو الماضي، وأبادوا الكتيبة الثانية في شهر يوليو، وفي 22 أغسطس الماضي شن الجيش واللجان هجومهم الكبير على بقية الكتائب في الجبيلة، واجتاحوا سوقها ومدرستها ومركزها، وطاردوا فلول المرتزقة خارج المنطقة بعد أن حرروها كاملة لتكون أول منطقة اخترقها العدوان وتم تحريرها، وتقدم الجيش اليمني نحو الطريق إلى الخوخة التي باتت لا تبعد عنه سوى بضعة كيلومترات فقط.
وقبل أيام شنت قوات الجيش واللجان هجوماً على مواقع العدو خارج ومحيط الجبلية التي انسحب إليها العدو بعد انكساره في 8 أغسطس الفائت، حيث أبادت قوة جديدة قتل فيها 50 قتيلاً وجرح 60 مرتزقاً، وعشرات المدرعات والآليات والعربات، كما استسلم أكثر من 200 مرتزق، وبهذا الإنجاز الهام يكون العدو في وضع مأساوي جديد وتحيق به نكسة كبرى وخطيرة في الطريق بين حيس والخوخة والمخا ويختل والحيمة وزقر.
ومحاولة العدو تقوية مواقعه في شرق المخا وشمالها بنقل أعداد من ألوية كتائب السلفيين من غرب مدينة تعز إلى الساحل، تعكس المأزق الذي وجد العدوان فيه نفسه على الساحل بعد الإنجازات الأخيرة لقوات الجيش واللجان في الجبيلة والفازة وحيس والتحيتا والدريهمي والجاح، وتحوله إلى تهديد الخوخة وحيس مباشرة، مما يهدد بقطع طريق الإمداد البري الكبير بينه وبين المخا والمندب، ما يعرضه لانتكاسات جديدة أخطر من الانتكاسات السابقة.