الحريزي يحذر هادي من التفريط بالسيادة
المهرة.. صفقة تقاسم الكعكة السامة

عبدالله الحسامي/ لا ميديا

يوماً بعد آخر تسقط الأقنعة التي ارتدتها السعودية بعد تحركاتها الميدانية لاحتلال
 محافظة المهرة (ثاني أكبر محافظات اليمن، بمساحة 93 ألف كيلومتر مربع)، ضاربة عرض الحائط بالاتفاق الذي وقعته مع أبناء المحافظة المعتصمين قبل شهرين، في محاولة لإعادة رسم خارطة سياسية جديدة فيها.
أطماع السعودية قديمة متجددة في السيطرة على المحافظة، لإيجاد منفذ بحري للمملكة، التي لا تملك منفذا بحرياً إلى باب المندب أو بحر العرب، والذي من شأنه أن يمثّل طريقاً بديلاً لتصدير النفط في ظل الأزمة مع إيران.
وتكتسب محافظة المهرة أهمية استراتيجية، إذ يوجد بها منفذان حدوديان مع عُمان، هما صرفيت وشحن، وأطول شريط ساحلي باليمن يقدر بـ560 كيلومترًا، وميناء نشطون البحري.
وفي محاولة لضمان تأمين خطوط نفط بديلة للخليج حاولت السعودية، منذ تسعينيات القرن الماضي، مد أنبوب نفط في العام 1994، لكنها لم تنجح، وهاهي اليوم لا تنجح أيضا.

مواجهات
اندلعت، أمس الأول الجمعة، مواجهات عنيفة بين أبناء محافظة المهرة وقوات الاحتلال السعودي، عقب قيام عدد من أهالي مديرية (حات) بإزالة كاميرا تصوير نصبتها قوات الاحتلال السعودي في مناطق مطلة على منازلهم.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال السعودي عادت وحاولت اقتحام عدد من المنازل في مديرية (حات) واشتبكت مع الأهالي وانسحبت عقب فشلها.
مراقبون يتوقعون استخدام السعودية القوة الناعمة في امتصاص غضب أبناء المحافظة، من خلال المعونات الإنسانية والمشاريع الخيرية والخدمات المجتمعية، لتحسين صورتها لدى أبناء المحافظة، بما يمكنها من تحقيق تقدم مطلوب لها هناك.
ويؤكد الباحث الاقتصادي عبد الواحد العوبلي لقناة (الجزيرة) أن السعودية تسعى من خلال هذا المخطط إلى ضمان خط إضافي لتصدير النفط، في حال قامت إيران بتضييق الخناق على الخليج، وفي الوقت ذاته يبدو أن السعودية تفكر بمنافسة النفوذ الإماراتي تحسباً لأي خلاف مستقبلي للحصول على منفذ على بحر العرب.
ويضيف العوبلي أن السعودية تهدف من خلال مد أنبوب النفط عبر المهرة إلى ضمان خط إضافي لتصدير نفطها، إذا قامت إيران بتضييق الخناق عليها في الخليج العربي، وتحاول أن تجد لها خطاً بديلاً.
وكانت وثيقة كُشفت مؤخرًا قد أشارت إلى اعتزام الرياض إنشاء ميناء نفطي في محافظة المهرة جنوب شرقي اليمن، التي توجد فيها قوات سعودية، حيث أظهرت الوثيقة رسالة من شركة للأعمال البحرية إلى السفير السعودي باليمن، تشكره فيها على ثقته بالشركة وطلبه منها التقدم بعرض فني ومالي لتصميم وتنفيذ ميناء تصدير النفط.
وكيل محافظة المهرة السابق، الشيخ علي سالم الحريزي المهري، أوضح أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي لم يأت لدعم ما يسمى الشرعية، بل لتدمير اليمن واحتلاله، وحذر حكومة المرتزقة من عقد أي اتفاق سيادي مع تحالف العدوان السعودي.
وكانت محافظة المهرة قد شهدت توتراً كبيراً عقب وصول قوات سعودية ومهندسين ينوون تنفيذ أعمال إنشائية لمد خط أنبوب نفطي عبر المحافظة.
وأشار مكتب الشيخ سالم الحريزي في بيان له إلى (عودة الفريق الهندسي التابع للتحالف السعودي الإماراتي لوضع علامات الطريق التي نزعها أبناء المهرة من أجل توقيف تنفيذ المشروع السعودي، وإيقاف مشاريع وأطماع التحالف في محافظة المهرة).
وأكد البيان أن القبائل المهرية توجهت إلى مكان العمل لمنع الفريق الهندسي التابع للتحالف، وما زالت الأوضاع متوترة بين التحالف وقبائل المهرة.
وكانت القوات السعودية قد بدأت، في ديسمبر 2017، عمليات الحفر ووضع بعض القواعد الإسمنتية في منطقة (طوف شحر) الحدودية، لكن قبائل المهرة الموالية لما تسمى الشرعية تحركت إلى المكان وطردت مدرعاتها.

الحريزي يحذر هادي
الشيخ علي سالم الحريزي، وكيلُ محافظة المهرة السابق، بدوره حذر العميل هادي وحكومته من توقيع أي اتفاقية تفرط بالسيادة اليمنية، داعياً "هادي" وحكومته إلى عدم توقيع أي اتفاقيات مع السعودية تسمح لها بمد أنبوب نفط على الأراضي اليمنية.
وهاجم الحريزي السعودية والإمارات، وقال إن وجودهما ليس لدعم ما يسمى "الشرعية"، بل لتدمير اليمن واحتلال أراضيه وقتل شعبه.
يأتي هذا في الوقت الذي استدعت فيه السعودية عدداً من أعضاء مجلس النواب اليمني إلى الرياض لتمرير مشروعها، بعد فشلها في تمريره، بسبب رفض قبائل وأبناء محافظة المهرة.
ويرى مراقبون أن السعودية قامت بالضغط على هادي وابتزازه بورقة المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بغرض أن يفرط لها بالسيادة الوطنية ويقبل بمد أنبوب النفط السعودي.

إنهاء الوصاية السعودية.. من المهرة إلى صعدة
الكاتبة الصحفية منى صفوان من جهتها قالت إنه للمرة الأولى ومنذ بدء العدوان على اليمن قبل 4 سنوات يصبح اليمن موحداً من المهرة إلى صعدة، ضد التدخل العسكري السعودي.
وأضافت، في مقال لها نشرته في صحيفة (رأي اليوم) اللندنية، أنه للمرة الأولى أيضاً تصطدم السعودية بجدار الرفض الشعبي مباشرة، حيث تشتعل المظاهرات ضد السعودية في عموم محافظات اليمن، وتتزعم محافظة المهرة شرق اليمن إقامة اعتصام مفتوح يعلن رفضه السلمي لانتهاك السيادة اليمنية من قبل السعودية بمد أنبوب نفط بري بدون اتفاق رسمي وبحماية عسكرية سعودية.
وتابعت في مقالها: (والأهم أنها المرة الأولى التي يتم فيها اختراق الحدود والداخل السعودي بالصواريخ اليمنية التي أثبت تقرير أمريكي مؤخراً أنها ليست صواريخ إيرانية، بل صواريخ الجيش اليمني التي تم شراؤها في عهد الرئيس علي عبدالله صالح وجرى تطويرها على يد أنصار الله، بعد نقلها إلى صعدة).